ما كان لابن الثانية عشرة إلا الإنصات لعزف الشبابة ومحاولة تعلم العزف الذي رق لروحه، لكن القصة لم تنتهي عند هذه الآلة بل انتقل بين آلات تنتسب لعائلة الناي ليظهر على مسارح كبيرة ومهرجانات محلية وعربية وعازفاً أساسياً في عدة فرق موسيقية تحتفي بماهر عامر ويعتز بحضوره معها.

العازف الذي تنتقل أصابعه مداعبة للناي وآلات نفخية تتلمذ على أيدي أساتذة المعهد العالي للموسيقا، طالباً موهوباً علق حلمه على مدى اجتهاده في التعلم، وإتقان ما يثري موهبته ويعزز خطواته للوصول إلى النجاح والتميز من دون كلل أو ملل.

يقول لـ"مدونة الموسيقا": «لم يكن الطريق ممهداً أمامي، لكن وجود أساتذة يؤمنون بالموسيقا لغة شفافة راقية، ساعدني لاجتياز الصعوبات والتلاقي مع متميزين من أساتذة المعهد العالي للموسيقا، منهم المايسترو الراحل "حسام الدين بريمو"، آمنوا بموهبتي وقدموا خبرتهم بطيب خاطر، لأرسم طريقي معهم إلى عالم طالما حلمت به مثل المشاركة مع الفرق الموسيقية العريقة لفنانين كبار منهم: المطربة التونسية "سنية بن عبد الله" والمطربين الأساتذة جورج وسوف مروان محفوظ وليد توفيق "معين شريف" "وائل جسار" "خلدون الحناوي" "صبحي توفيق" "الياس كرم" "سعدون الجابر" وكثيرون وحفلات وأمسيات موسيقية مع أغلب نجوم الوطن العربي.

1- ماهر عامر و آلته المحببة الكَوَله

مُشَارَكَاتٌ

2- من إحدى أمسياته الموسيقية

"ماهر عامر" شارك في العديد من المهرجانات في "الأردن" "لبنان" "موريتانيا" "الباكستان" وهو من مواليد عام 1978 يعرف على المستوى الموسيقي بمهارات العزف لآلة "الكَوَلَه" وهي أيضاً من عائلة الناي وتحتاج لمهارة عالية ودقة كبيرة في العزف.

يضيف: «بعد آلة "الشبابة" أخذني الناي إلى عالمه العذب سمعت الكثير من العازفين وبحث وقارنت بين عازف وآخر في بحث أغنى ذائقتي الموسيقية وطور مهاراتي للتعامل مع آلة تنهل من روح العازف وإحساسه لتكون معبراً تحمل رسائل الروح والإحساس إلى قلب من يسمع من دون استئذان بجمالية الصوت وعذوبته، وكما يعلم الجميع فإن الناي والكوله من عائلة واحدة، فقد كانت البداية بتجارب بسيطة للتعرف على الآلة والبحث في طريقة العزف والاستماع لصوت الكوله وما ميزه من شجن وإحساس فاق الناي أكتر بفعل صوتها العريض، ونوع من الشجن والسلطنة الذي سار بي إلى عالم جميل وتأثرت كثيراً بعازف الكوله الشهير الذي سمعت له ولا زالت أسمع العازف "عبد لله حلمي" الذي أتمنى له الشفاء والعافية بعد مرضه».

فِي أَعمَالٍ درَامِيَّةٍ

عضو نقابة الفنانين وعازف "المزود" الآلة التراثية عمل في مجال موسيقا المسلسلات الدرامية منها "مرايا الزمن سلاسل"، "ذهب خاتون"، وباقة من المسلسلات الرمضانية لهذا الموسم مثل "الكرزون"، وكان أحد المشاركين في احتفالية يوم الثقافة، وعزف على آلة "المزود" ضمن الحفل عام ٢٠١٤، وهو اليوم عضوٌ في عدة فرق منها "الخماسي بقيادة هادي بقدونس" و" أوركسترا الموسيقا الشرقية" بقيادة نزيه الأسعد، و"طرب ذهب" بقيادة "براق تناري"، كما شارك في برنامج مقامات مع "رشيد علام".

"عامر" يرى أن كل عازف عاش معاناته الخاصة في بداية المشوار لكن الصبر والجهد لإثبات الذات بأي عمل كفيل بتحقيق النجاح الذي بدأ ولا يحده إلا التكاسل والركون إلى عدم التجديد.. يضيف: «صعوبة البدايات كانت بسبب غياب التوجيه وعدم الحصول على فرص التدريب المناسبة، لكن البحث والسعي أوصلاني إلى أساتذة أقدر جهدهم وتابعت معهم التدريب والعمل، وتبقى نصيحتي لكل طالب ألّا يملَّ من التدريب والعمل فعالم الموسيقا رغم العناء عالم غني ومن يبحث عن مساحته ومكانه بطموح سيصل مهما طال الزمن».

أخيراً: حصل العازف "ماهر عامر" على كتاب شكر في سورية لجهوده المبذولة في فعاليات الاستحقاق الرئاسي عام 2014 وكتاب شكر من نقابة الفنانيين لجهوده وعدة شهادات من قبل منظمة طلائع البعث لمشاركته بمهرجان أغنية الطفل السوري الرابع والخامس، وكلف كمحكّم في مسابقات الرواد المركزية عام 2022 ومن أعماله ختام مهرجان الموسيقا العربية عام 2016 ومشاركة ببرنامج "رشيد علام" برفقة الفنان "عمر سرميني"، كذلك ومع الفنان "وليد توفيق" في "دمشق" عام 2020 وحفل "نهى عيسى" دار الأوبرا 2020 وبرفقة الفنان "جورج وسوف" في "جدة" و"الرياض" وبرنامج "صاحبة السعادة" عام 2021 ومهرجان "الفحيص" عام 2022وبرفقة الفنانة "ليندا بيطار" بذات العام، وصولوا بمشاركة فرقة "السمفونية الوطنية السورية" وحفل ذكريات الزمن القادم مع الفنان "طاهر ماملي" دار الأوبرا عام ٢٠٢٢ وكان ضيفاً في عدد من الإذاعات والمحطات العربية، ومشاركات عديدة ناجحة لا يمكن حصرها هنا.

آراء

الموزع المؤلف والموسيقي "وضاح خليل" يقدر اجتهاد والتزام "ماهر عامر" الذي يظهر اهتماماً واحتراماً كبيرين لمواعيد العمل إلى جانب متابعة التدريب والعمل ليقدم أجمل ما لديه...يقول "خليل" لـ"مدونة الموسيقا": «يعتبر "ماهر عامر" من أهم العازفين على الكوله والناي، لديه إحساس خاص بالعزف، مجتهد ومتابع للتمرين. وأنا كمتابع له ميال لعزفه الرائع على آلة الكوله وهذا لا يقلل من تميزه بعزف الناي، وقد تكرر التعاون بيننا كثيراً في مجال الموسيقا التصويرية فهو شريك له حضور كبير في العمل وقد تشاركنا في سلسلة حكايات لمنصة "شوف" لصالح شركة "أفاميا" ومسلسل "الكرزون" بالإضافة لعدد من الأغاني، الجميل بعمل ماهر وفق "خليل" مرونة العمل والاجادة ففي الغالب بروفة واحدة تكفي، ومن بعدها التسجيل بإحساس رائع تطبع بصمة مميزة لعازف جميل وبارع».