دفعها شغفها وحبّها للغناء إلى دراسة الغناء بعد أن انهت دراستها الجامعية بالأدب الانكليزي، ولأنها كبرت وهي تسمع الألحان وصوت والدتها الجميل الذي كان يصدح في أرجاء منزلهم، ولاكتسابها خامة صوتٍ جميل التحقت بكورال الكنيسة، لتنتقل بعدها إلى إصدار أغانيها الخاصة.
البِدَايَةُ
تأثرت "ميرنا ملوحي" بالموسيقا منذ طفولتها فقد كان تسمع الأغاني القديمة، وتسمع صوت أمها الجميل يردد هذه الأغاني في المنزل، وعن هذه المرحلة تقول: «كنت في طفولتي أسمع والدتي تغني، فقد كانت تمتلك صوتاً جميلاً ولكنها لم تحترف الغناء، وكذلك كنت أشارك ابن عمي عازف الغيتار الغناء عندما نجتمع سوياً، ولأنني كنت استمع كثيراً للموسيقا والأغاني القديمة أصبحت الموسيقا والغناء شغفي، فانضممت إلى كورال الكنيسة "جوقة الوادي" وكنت أشاركهم غناء التراتيل مع المجموعة وصولو، لكن لم أدرس الموسيقا فعلياً إلا بعد انتقالي إلى دمشق عام 2012 وبدأت بتلقي دروس الغناء الشرقي حوالي الثلاث سنوات مع الأستاذ "باسل صالح" قبل أن يسافر خارج البلاد، لأعمل لاحقاً على تنمية مهارتي من خلال المشاركة بالحفلات الموسيقية».
المَسِيرَةُ الفَنِّيَّةُ
تنتشر الأغاني الخفيفة انتشاراً كبيراً وتطغى على الفن الملتزم، لكن ذلك لم يدفع "ميرنا" إلى السعي أكثر والإصرار على تقديم كل ما يليق بالفن من كلمات وألحان، وتتحدث عن المحطات التي مرت بها منذ أن بدأت بالغناء: «تعتبر البدايات التي خضت فيها الغناء من أهم ما مررت به في حياتي، فهي المحفز ليّ لأقدم الأفضل دائماً، وكانت الحفلة الأولى مع فرقة "طرب دهب" عام 2014 على مسرح دار الأوبرا في دمشق من أهم المحطات، لأقدم بعدها العديد من الحفلات على مسارح المراكز الثقافية في المحافظات، وكذلك مشاركتي بأوبريت الدم حبر الحق مع المايسترو طاهر مامللي، ومشاركتي في أوبريت حكاية نصر تحت رعاية شركة سيريتل للاتصالات، بعدها شاركت بالغناء مع الفنان اللبناني الراحل مروان محفوظ في حفلتين، ومن أهم اللحظات التي عشتها كانت عندما سمع صوتي طوني حنا والراحل وديع الصافي صوتي أثناء تسجيلي لأغاني التراتيل مع كورال الكنيسة وأشادوا بصوتي وهي من اللحظات التي تركت أثراً جميلاً في حياتي، وكان لي مشاركة في معرض دمشق الدولي، ومشاركة في شارة مسلسل فرصة أخيرة مع الفنان آدم، وأغاني بالعربية الفصحى في مسلسل هارون الرشيد، ولدي خمس أغانٍ خاصة وأغنيتان ديو، بالإضافة للعديد من الكوفر لأغاني قديمة».
المَسرَحُ وَالجُمهُورُ
يبقى للمسرح قدسيته ورهبته الخاصة مهما كان الواقف على خشبته له باعٌ طويل في مجاله، وعن المسرح والجمهور تقول "ميرنا": «أشعر بالرهبة والتوتر من المسرح وهي حالة طبيعية وصحية خاصة وأن للمسرح مكانته لدى الشخص الذي يقف على خشبته، ولكن تتلاشى هذه الرهبة بمجرد وقوفي على الخشبة والبدء بالغناء والأمر الذي يسارع في تلاشيها هو تفاعل الجمهور المتواجد مع ما أقدمه من أغاني، هذا التفاعل الذي يمنحني الشجاعة والإصرار على تقديم أفضل أداء، أما بالنسبة للجمهور فمن الصعب إرضاء جميع الجمهور في ظل طغيان الأغاني الخفيفة والتي قد يكون البعض منها دون مستوى ذائقة المستمع لكنها مرغوبة من قبل شريحة منهم، أما بالنسبة للجمهور المتواجد في المسرح فهو من الشريحة التي تعرف ماذا تريد أن تسمع لذا عندما أسعى إلى انتقاء الأغاني أن يكون اختيارها بما يرضى هذه الشريحة، ومن المعروف أن أصعب طرق الوصول هو الغناء الملتزم ولكني اخترت هذا الطريق وسأتابع به ففي النهاية لا يمكن إرضاء جميع الأذواق، لذا عندما أختار أغاني الكوفر، أو كلمات وألحان الغاني الخاصة بي أختار ما يرضيني ويرضي الجمهور المستمع، وأحرص على انتقاء الأغاني السلسة والقريبة من الناس والبعيدة عن الابتذال والتي تفضلها شريحة كبيرة من الجمهور».