تتميز كل من الشابتين "هلا اسكيف" و"بيترا يازجي" بالموهبة الموسيقية في العزف على آلة الهارب المميزة ولا تزال الطريق ممهدة أمامهما نحو الاحترافية.
اِكتِشَافُ المَجهُولِ
"مدونة الموسيقا" تواصلت مع "هلا اسكيف" طالبة سنة أولى في المعهد العالي للموسيقا التي تقول: «في الثامنة من عمري تقريباً بدأت بالتوجه للفن بالعموم من دون توجه فني واضح من خلال علاقتي البسيطة مع الرسم والرقص والموسيقا، فبدأت البحث عن توجه فني واضح قادر أن يتحدث عني ويكون مرآة أرى نفسي من خلالها، وكانت بدايتي مع دخولي إلى مدرسة الباليه بدمشق، فكانت من المواد الأساسية في هذه المدرسة هي مادة الصولفيج، كنت من خلال هذه الحصة أرى أن الموسيقا مجال مجهول بالنسبة لي ولكنه قريب مني، وبعد ثلاث سنوات التحقت بمعهد صلحي الوادي للموسيقا بتشجع من عائلتي درست من سن الحادية عشرة حتى سن السابعة عشرة، ثم التحقت بالمعهد العالي للموسيقا الذي أدرس فيه إلى جانب دراسة الاقتصاد في جامعة دمشق».
سِحرٌ خَاصٌّ
وحول علاقتها بآلة الهارب تقول "هلا": «اختصاصي في المعهد العالي للموسيقا هو (آلة الهارب) التي تشبهني وتعبر عما بداخلي، حيث وجدت فيها نفسي لذا اخترتها من دون حيرة، يميز هذه الآلة سحرها الخاص وصوتها الكفيل بأن يأخذنا لعالم آخر بعيد عن عالمنا، وهذا لا نجده في كثير من الآلات، كما تعتبر من الآلات الصعبة جداً التي تتطلب جهداً عقلياً وجسدياً كبيراً، فعازف الهارب أثناء العزف يشغل عقله ويديه وقدميه وهذا يتطلب فصل حواس شديداً، حيث شاركت في حفلين للمتفوقين في معهد صلحي الوادي للموسيقا وفي مكتبة الأسد، وفي حفل للمتفوقين في المعهد العالي للموسيقا، إلى جانب مشاركتي في حفلين عالميين افتراضيين عبر الإنترنت».
دَعمُ المَوهِبَةِ أَكَادِيمِيَّاً
بدورها "بيترا يازجي" طالبة في السنة الثانية في المعهد العالي للموسيقا تقول: «اكتشفت موهبتي منذ سن الخامسة فبدأت بدراسة الموسيقا والعزف على آلة البيانو، التحقت بمعهد صلحي الوادي في الحادية عشرة من العمر وبدأت حينها تعلم العزف على آلة الهارب، كانت عائلتي الداعم الأول بالنسبة لي واخترت آلة الهارب لأنها مميزة وفريدة بصوتها التأمليّ الملائكي، شاركت في عدة حفلات للطلاب المتفوقين في معهد صلحي الوادي، وفي حفل للطلاب المتفوقين في المعهد العالي للموسيقا وآخر مع أوركسترا الطلاب في المعهد العالي للموسيقا».
رَأيٌ مُوسِيقِيٌّ مُحتَرِفٌ
للحديث عن موهبة كل منهما التقينا الموسيقي "أغيد منصور" مدرس مادة البيانو الإلزامي في المعهد العالي للموسيقا ورئيس قسم البيانو والأورغن والهاربسيكورد وخبير آلة الأورغن بدار الأسد للثقافة والفنون الذي يقول عن "هلا اسكيف": «تعرفت للمرة الأولى إلى عزفها في العام الماضي عند امتحان تخرجها من معهد صلحي الوادي وكنت من المدعوين إلى لجنة التحكيم الخاصة بالامتحان وتابعتها وكانت من أفضل الذين عزفوا حينها، هي طالبة موهوبة لديها ثقة بالنفس وقدرة على التحكم بالآلة وهي حالياً تكمل مادة البيانو الإلزامي، ورغم صغر سنها تعمل على تطوير موهبتها على يد معلمتها الموسيقية والمدرسة الاستثنائية "رهف شيخاني" التي طورت معرفتها لتقدم للأجيال كل جديد».
خَطَوَاتٌ تَصَاعُدِيَّةٌ
وفيما يتعلق بالطالبة "بيترا يازجي" يقول "منصور": «هي طالبة في السنة الثانية في المعهد العالي للموسيقا، درستها لعام كامل البيانو كآلة إضافية، كما درست في الفصل الأول مع الموسيقية "نور كويفاتي" والآن مع الموسيقي "أغوب كنوزي" حيث أتابع طلاب الهارب باستمرار كوني رئيس قسم، هي طالبة موهوبة ومجتهدة ومتميزة بآلة الهارب تسير بخطوات متطورة في العزف ولديها قدرة متطورة على التحكم بالآلة، كما تعزف على آلة البيانو قبل دخولها إلى معهد صلحي الوادي، (فمن الأفضل لعازفي الهارب أن يعزفوا أيضاً على البيانو لأن هاتين الآلتين لهما نفس مبدأ قراءة النوتات مفتاحين وبيدالات رغم أن بيدالات الهارب لها شيفرة معينة بالإضافة إلى العدد الذي يختلف أيضاً)».
تَنَافُسٌ شَرِيفٌ
ويرى "منصور" أن هناك تنافساً شريفاً بين "هلا" و"بيترا" الطالبتين الوحيدتين لآلة الهارب حالياً في المعهد العالي للموسيقا، وكل منهما لديه تميز في نقاط معينة من ناحية الكاريزما والأداء بالقطعة الموسيقية فبحسب "منصور" لكل منهما حضورها الخاص الذي يمكن أن يتطور ليصبح بصمة خاصة على الآلة، وبإمكانهما أن تتطورا لتقديم أداء على مسارح عالمية والوصول إلى نقطة مميزة في هذا المجال، متمنياً أن تتوفر لهما فرص أكثر على هذه الآلة النادرة الاستخدام وأن تقدما حفلات صولو.