آمن بدور الموسيقا وأهميتها في التواصل بين الناس، وفي الشفاء من الأمراض، فهي ليست مصدر للسعادة فقط بل كعلاج معتمد في عدد من الدول في العالم، أحب آلتي الكمان والبيانو، وفضل التواصل من خلالهما.
ولإلقاء الضوء على الفنان أعمال الموسيقي "وسيم الإمام" تواصلت "مدونة الموسيقا" معه، وبدأ حديثه عن أهمية الموسيقا قائلاً: «الموسيقا أهم لغة ممكن يتحدث بها أي شخص مع أي شخص آخر، فالموسيقا تقف في وجه الرصاص والحروب والغضب وفي وجه الحالات النفسية السيئة، هي دواء مهم وعلاج لكثير من الأمراض التي لها علاقة بالراحة النفسية، كما يوجد موسيقا خاصة تساعد على الاسترخاء وإزاحة الهموم، وهذا مُتّبع في أوروبا وعدد من الدول المتطورة، كما يوجد مراكز متخصصة لعلاج الأطفال من الأمراض النفسية مثل التوحد وانفصام الشخصية وغيرها، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الطفل الذي يعزف على آلة موسيقية، يكون أكثر ذكاءً واستيعاباً من زملائه، فالموسيقا مهمة جداً لكل شيء كالذكاء والصحة والراحة النفسية، كما توثر كذلك على النبات والحيوان، ويحرص الأطباء الجراحين على سماع الموسيقا الكلاسيكية خلال العمليات الجراحية، لأنها تساعدهم على التركيز، وتمنع التشتت».
البِدَايَةُ
وأكد الفنان "الإمام" أنه لا أحد يستطيع أن يعرف نفسه إن كان موهوباً أم لا، قائلاً: «أنا أعزف منذ أربعين عاماً، بالنسبة لي حالفني الحظ بأن الفنان "خضر جنيد" هو جارٌ لمنزل أهلي، واقترح عليهم أن يقوم باختبار موهبتي الموسيقية، عندها كنت في السابعة من عمري، حيث بدأ بإسماعي نوتة موسيقية، وطلب مني أن أغنيها، ودق إيقاع معين على الخشب، وطلب مني إعادته، وأن يعزف شيئاً من الموسيقا ويسألني من أي نوتة أعزف؟ ففاجأته بأني أجبت عن كل أسئلته بسرعة، فاقترح على أهلي تسجيلي في المعهد العربي للموسيقا، وهو الاسم القديم لـ"معهد صلحي الوادي"، فتعلمت العزف على آلتي الكمان والبيانو».
الدِّرَاسَةُ المُوسِيقِيَّةُ
أحب الموسيقا فاختص فيها، قائلاً: «بدأت الدراسة الموسيقية في معهد صلحي الوادي في عام 1983م، بإشراف الأستاذين "خضر جنيد"، و"عرفان حنبلي" وتخرجت منه عام 1993م، وأسست فرقة الموسيقا العربية مع "عصام رافع" و"جوان قره جولي" عام 1997م، وانضممت إلى الأوركسترا السورية لموسيقى الحجرة بقيادة صلحي الوادي 1988م، ثم بدأت في الفرقة السمفونية الوطنية قبل الافتتاح عندما كان اسمها الأوركسترا السورية عام 1988م، ومن ثم شاركت في حفل تأسيس الفرقة السمفونية الوطنية السورية 1992م، وأصبحت عضواً فيها.
حصلت على إجازة في الموسيقا في العزف على آلة الكمان من المعهد العالي للموسيقا بدمشق عام 1999م، ثم أوفدت إلى فرنسا عام 2002م، وحصلت على شهادة ماجستير((DEM في آلة الكمان، وشهادة ماجستير في موسيقا الحجرة عام 2005 م من المعهد الوطني للموسيقا في ليون تحت إشراف البروفيسور"فرنسيس دو روا "والبروفيسور"روجيه جيرمسيه"، يدعى الماجستير الذي حصلت عليه الميدالية الذهبية أي حصلت على جائزة الميدالية الذهبية في العزف، في تلك الأثناء شاركت في العديد من الحفلات كعازف صولو، وعازف مع الأوركسترا الوطنية لمدينة ليون وأوركسترا أوبرا ليون بقيادة "رينيه كليمون"، "برنارد تيتو"، "إيف كيرول" و"أليخو بيريه "، وفي عام 2006م عدت للمشاركة مع الفرقة السمفونية الوطنية السورية كعازف كمان أول بقيادة المايسترو"ميساك باغبودريان" في جميع مناسباتها».
أُستَاذٌ أَكَادِيمِيٌّ
لم يكتفِ بالعزف فقط بل عمل في التدريس الموسيقا أيضاً، وعن هذا الموضوع قال: «عملت أستاذاً لآلة الكمان في المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي منذ عام 2006م، وعينت رئيساً لقسم الوتريات في معهد صلحي الوادي في عام 2016م، وأستاذ لمادة العزف الأوركسترالي لطلاب المعهد العالي قسم الوتريات 2017م، كما عينت عضواً في لجنة القبول لماجستير التأهيل والتخصص في التربية الموسيقية، وأستاذاً في دبلوم التأهيل التربوي في كلية التربية في جامعة دمشق في عام 2013».
المُشَارَكَاتُ مَع الفِرَقِ المُوسِيقِيَّةِ
للفنان الإمام خبرة طويلة بالعزف مع فرق عربية وأجنبية وعدة مشاركات كعازف عن هذه المشاركات حدثنا: «شاركت كعازف مع فرق موسيقية عربية وأجنبية في عدة مناسبات احتفالية في بلدان عدة منها: لبنان، الأردن، تركيا، العراق، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، مصر، الجزائر، المغرب، قطر، السعودية، البحرين، تونس، ألمانيا، سويسرا، بلجيكا، هولندا، إسبانيا، فرنسا، روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، كما شاركت مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية كعازف كمان أول في حفل ختام الحوار الوطني السوري السوري الذي أقيم في مدينة سوتشي في روسيا الاتحادية في 30 /1/ 2018م، كما شاركت الفرقة ذاتها في احتفالية مئة عام على تأسيس الجيش الروسي في قصر الكرملين في 22 /2/ 2018م بحضور الرئيس"ڤلاديمير پوتين"، وكانت لي مشاركات بالعزف مع المغنيين العالميين" بلاسيدو دومينغو" و"فابيو اندريوتي" ومع المؤلف والعازف العالمي"آرا كيفوركيان"، فضلاً عن مشاركتي في عدة حفلات مع"زياد الرحباني" أقيمت في لبنان في الأعوام(2015م، 2018م، 2019م)، وعزفت مع عدة فرق منها (أورنينا، طرب، قصيد)، كما كنت مؤسس وعازف الكمان الأول لفرقة"عازفي باروك دمشق"».
العَزفُ وَالتَّألِيفُ المُوسِيقِيُّ
...«عملتُ كعازف كمان أول في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية، وكمؤلف موسيقي لعدة أفلام منها (المهد) للمخرج"محمد ملص"، و(دمشق يا بسمة الحزن) لماهر كدّو، والفيلم الإيطالي(بين تدمر وحلب لا يمكنك الطيران) لكيارا دنيس، والفيلم الأميركيLOSING AHMAD عبدالله بوشهري، ومسرحية مساورات للشمس (افتتاحية مقام وجد) لغسان مسعود، والمسلسل السوري (سحر الشرق) لأنور قوادري، والفيلمين القصيرين (روزنامة، الغربة) لندين تحسين بك.
الجوائز والتكريم، وتم تكريمي من الوزيرة الدكتورة"لبانة مشوّح" لمضي عشرون عاماً كمؤسس وعازف كمان في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في 2013م، كما تم تكريمي أيضاً من الأستاذ"محمد الأحمد" وزير الثقافة، والدكتورة"بثينة شعبان" المستشارة الإعلامية في القصر الجمهوري ووزيرة شؤون المغتربين السوريين لمرور ربع قرن كمؤسس وعازف كمان في الفرقة ذاتها في 2018م، وأعزف حالياً مع عدة فرق في إمارة دبي، وأشارك في الحفلات التي تقام في دار الأوبرا فيها.»
كما التقت "مدونة الموسيقا" مع عميد المعهد العالي للموسيقا "عدنان فتح الله" الذي قال لنا: «وسيم الإمام هو من الخريجين المميزين للمعهد العالي للموسيقا وتخرج على يديه طلاب مميزين كذلك، وكعازف هو من العازفين المهرة على آلة الكمان سواء كعازف منفرد أو كعازف ضمن تشكيلات الفرق الوطنية الموسيقية، مثل: الفرقة الوطنية السمفونية والفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية، فالفنان الإمام من الأساتذة الذين درّسوا الأطفال الذين هم دون الثامنة عشرة من العمر من الصفر، وأهّلهم للالتحاق بالمعهد العالي للموسيقا، وشجّعهم على متابعة اختصاصهم في الموسيقا، وأصبحوا من الخريجين المهمين، وفيما يخص التأليف الموسيقي هو مُقل في هذا الجانب لديه عدد محدود من التجارب في هذا المجال، الفنان الإمام يتعامل مع زملائه بكل احترام ورقي وحب، وفي الحفلات يتعامل بمنتهى المهنية، ويتعامل مع الطلاب بشكل أبوي من خلال تدريسه في معهد صلحي الوادي، وللأسف هو مقيم حالياً خارج القطر.
وسيم الإمام من مواليد دمشق عام 1976م.