ظهر "يامن الأعور" على مسارح الإمارات العربية المتحدة عازفاً وملحناً لمجموعة أغاني لمغنيين سوريين وإماراتيين وهو طالب أخلص لمدرسة الشريف محي الدين حيدر التي تأسست بالعراق وكان امتدادها الكثيرون من الأساتذة العظماء ومن بعدهم "نصير شمة" الذي أصبح لاحقاً معلمه وهي الأكثر وضوحاً بالنسبة له.
يخبرنا "يامن الأعور" الملحن وأستاذ العود في الإمارات العربية -في حديثه مع "مدونة الموسيقا"- أن علاقته مع الموسيقا بشكل عام بدأت بعمر مبكر حيث كان واضحاً للجميع شغفه بالموسيقا منذ الصغر حتى المرحلة الابتدائية من الدراسة، وبالنسبة للعود تحديداً فقد كانت البداية حين قرر والده أن يهديه آلة العود في إجازة من سفره في الصف الثالث الابتدائي، وكانت أول مرة يرى أحداً يعزف على آلة العود عن قرب كان والده واعتبره أول معلم له بسبب تأثره بما سمعه منه من نغم رغم سفره الدائم وعدم استمرارية سماعه والتعلم منه والتدرب على يديه.
يضيف "يامن الأعور": «أول أستاذ حقيقي ومباشر بالنسبة لي كانت الأستاذة القديرة "شيرين تهامي" من مصر وتحت إشراف الدكتور "نصير شمة" ومن خلال هذه الفترة تعرفت على مدارس موسيقية متعددة للعود وكل مدرسة لها ميزاتها لكن بالنسبة لي المدرسة التي تأسست في "العراق" على يد الشريف "محي الدين حيدر" وكان امتدادها أساتذة كبار ومن بعدهم "نصير شمة" الذي حالفني أن يكون معلمي ونهلت منه الكثير لأخطو على طريق اللحن والنغم خطوات أرضت طموحي كبداية لمستقبل بات واضحاً وجهد أبذله لقطاف جميل».
بيئة ملائمة!
أعد "يامن الأعور" نفسه لمرحلة الوصول إلى المكان الذي سيكون الوسط المناسب لتقديم تعليم متقدم ومتكامل لغاية الانطلاق إلى سوق العمل، وهو جاهز وتحمل ما يكفي من علم وجهوزية وهذا ليس بالسهل ابداً بسبب صعوبة توفر كل ما ذكر، وبالتأكيد فلكل موسيقي أو طالب للعلم ما ينقصه ويحتاجه وما هو بارع فيه فالتطور والتعلم يعتمد على الشخص ذاته ومدى قدرته على اكتساب المهارات والمعارف من مختلف المصادر والمعلمين.
في الإمارات
يامن الأعور ابن محافظة السويداء مدرس لآلة العود في "بيت العود العربي" ومقيم في الإمارات العربية المتحدة منذ عام ٢٠١٦ من مواليد ١٩٩٢ درس في أكاديمية بيت العود العربي "أبو ظبي" بإشراف الموسيقي "نصير شمة"، وتخرج بدرجة امتياز خلال إقامته شارك في العديد من الحفلات والفعاليات الثقافية وهناك العديد منها على سبيل المثال حفلة افتتاح المجمع الثقافي "أبوظبي" مع الفنان "نصير شمة"، حفلة "البردة في جامعة نيويورك أبوظبي، وحفل أوبريت التسامح جامعة "السوربون"، حفلة افتتاح جامعة "بيرمنغهام" في" دبي"، ومشاركات في احتفالات إكسبو دبي ٢٠٢٠ وحفلات مع عدة سفارات كالسفارة الفرنسية والفلسطينية وعدة حفلات في متحف" اللوفر" أبوظبي، وحفلات افتتاح معرض الكتاب في العين أبوظبي، ومهرجان الحصن أبوظبي وفي قصر الجاهلي "العين" وقصر الإمارات والسفارة الإسبانية جامعة بيركلي للموسيقا أثبت حضور على الساحة الفنية، واتجه إلى جانب الألحان لتدريس العود للطلاب بذات الشغف الذي عشق به الآلة ورسم مستقبله على "رتم" لحنها لجميل.
أهم المؤلفات أغنية لعيد الاتحاد "هذي بلادي" لقناة "ماجد" تلفزيون أبوظبي أغنية العيد للهلال الأحمر الإماراتي وأغنية العود للمدارس لمؤسسة "ألف" للتعليم وأغنية عيد قرقيعان لمؤسسة أدنوك ومجموعة أغاني لمغنيين سوريين وإماراتيين ومشاريع فنية قيد الإنجاز.
حصل على الإقامة الذهبية في الإمارات العربية المتحدة، ويحاول العمل بمشروعه الموسيقي بما يجد فيه إثراء للآلة واغناء للموسيقا العربية في بلاد تتسع لأحلامه الكبيرة، ويعرف أنه في بداية المشوار الذي رصد له كثير من الوقت والجهد ليكمل بناء قصته الموسيقية بتقديم ألحان لعدد كبير من المغنيين السوريين والإماراتيين بمنطق حديث ورؤية موسيقية خاصة لتواجد العود في مكانه الصحيح، واللحن القادر على التعبير عن المشاعر والغوص إلى عمق النفس البشرية بما خصها الخالق من رهافة ومحبة وطاقة للعطاء للخير.
تَجرِبَةُ الغِنَاءِ وَالأَدَاءِ الصَّوتِيِّ
يقول: بالتأكيد إن الغناء إلى جانب العزف هو تجربة مهمة وإيجابية تثري التجربة الموسيقية ونقطة قوة عند أي عازف أو موسيقي إذا توفرت الإمكانية الصوتية لديه ليكون قادر على إيصال صوت الموسيقا بداخله من خلال صوته وليس فقط عن طريق الآلة، وبالنسبة لتجربتي مع الغناء بدأت بالغناء باللغة العربية الفصحى وكان هذا اللون أقرب بالنسبة لي ولخامة صوتي، لكن بعدها رغبت بالتنوع أكثر وجربت أنماطاً غنائية وموسيقية ثانية أقرب للعامية، حالياً أقوم بتحضر ألبوم متنوع غنائي وموسيقي يمكن أن يظهر للنور نهاية هذا العام، سيتضمن مقطوعات موسيقية وأغاني باللهجة العامية وباللغة العربية الفصحى.
الدكتور "أحمد عبد الستار" دكتور الموسيقا ومن اللجنة المشرفة على مشروعه للتخرج وهو أستاذ في قسم الأصوات والبحوث بأكاديمية "بيت العود" بأبو ظبي يخبرنا أن يامن لديه أسلوب مميز في العزف وصاحب بصمة خاصة، ويقول: «يجيد يامن أكثر من مدرسة في العزف، بالإضافة إلى صوت غنائي استثنائي ينتمى إلى مدرسة المشايخ في الأداء، والجدير بالذكر أن الفنان يامن قام بتلحين أكثر من أغنية مميزة وواضح فيها بصمته الخاصة والاحساس المرهف، ومؤلفات موسيقية تميل بين السهولة في الاستماع والتذوق وصعوبة الأداء. هو فنان شامل مميز ودائماً متجدد ومتطور أتوقع له مستقبلاَ مشرقاً ونجاحاً ينسجم مع ما لديه من طاقة واهتمام بمجاله الموسيقي الجميل».