عاشت سنين طويلة وهي تغني في حفلات الأعراس وعديد المناسبات الفنيّة، بدأت مشوار الغناء في فترة مبكرة من عمرها، جالت وتجولت في عديد القرى والمناطق والبلدات القريبة من قريتها، مُغنية للتراث والفلكلور الكردي، استمرت في ذلك حتّى أوقفتها سنون عمرها الطويلة.
السيدة "صديقة حسن خليل" ابنة قرية "عين ديوار" التابعة لمنطقة المالكيّة، تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة لما قدمته خلال مسيرتها من أداء فني مميز بصوتها العذب، وحضورها الراقي في المشاركة بالمناسبات المختلفة.
«توقفت عن الغناء بعد أن تجاوز عمرها الـ80 عاماً، وبعد أن مرّت بسنين كثيرة تغني وتحيي الحفلات لوحدها».. هذا ما قالته خلال حديثها مع "مدوّنة الموسيقا" وتتابع: «تشتهر منطقتنا وبشكل خاص قريتنا بجمال الطبيعة، وحبها للفن والتراث والفلكور، وأنا واحدة ممن اتجهوا لغناء التراثي الكردي، بدأت بالغناء وأنا طفلة صغيرة، وكل حفلة ومناسبة كنت أشارك فيها أغني التراث الكردي فقط، طبعاً كانت البداية من الجلسات الصغيرة وعند الأهل والأصدقاء، وبعد الدعم والتشجيع تابعتُ بحماسة وثقة أكبر».
صاحبة الصوت الجميل، والحنجرة الذهبية حسب وصف أهالي المنطقة، أبدعت في الخطوة الأخرى من مشوارها الفني، تقول عن ذلك: «كنت أغني في حفلات الأعراس بقريتي وخارجها، وأحياناً كثيرة في منطقة "المالكية"، أغني ساعات وساعات من دون توقف، لدي قدرة على الغناء في جميع المناسبات، فالأمر لم يكن يتعلق بالأعراس، إنما أحفظ وأغني الأغاني التراثية الخاصة بالأرض الزراعية، القمح وطريقة سلقه وتحضيره، كما أغني عند النبع ورعي الحلال، غنيتُ في مناسبات حنّة العروس وخطبتها وزفافها، كما الغناء أثناء المناسبات الأخرى كالنجاح والعودة من بلاد الاغتراب، وغيرها الكثير والكثير من المناسبات".
أداء "صديقة" الفني تفوق على الآلات والأدوات الموسيقيّة، وكثير منهم فضّل حضورها على حضور تلك الآلات، تتحدث عن ذلك فتقول: «تواجدتُ في حفلات فنيّة، وكانت آلات الطبل والزرناية متوفرة فيها، وعند سماع صوتي، كانوا يطلبون وقف تلك الأدوات الموسيقيّة، والاكتفاء بصوتي، وهناك من تحداني في منافسات غنائية بطريقة المحاورة الغنائية، وأيضاً كسبتُ الرهان، هذا المشوار الفني استمر لما قبل سنوات قليلة فقط، عندما كبرت في العمر وازدادت الأمراض، خاصة وأنني عند الغناء حالياً أشعر بضيق تنفس، فأكتفي بما دونته في الماضي».
«إنها سيدة الغناء الكردي في منطقة المالكية، أخلصتْ وأبدعتْ في أداء المهمّة، أجادت وأحسنت كثيراً في مشوارها الفني».. هذا ما بيّنه الباحث في تراث وفلكلور منطقة "المالكية" السيد "عمر إسماعيل" وأضاف: «قلّما نجد على مستوى المحافظة برمتها سيدة تتقن وتتفوق في الحفاظ على الفن والتراث، كانت حريصة لتوثق أغاني الماضي القديمة جداً، كانت أمينة على ذلك، فخلّدت اسمها في منطقتنا بهذا الوصف، يكفيها أنها تصدرت القائمة في أداء الواجب التراثي لسنين طويلة جداً».
"صديقة خليل" من مواليد 1933، ولدت وتستمر في العيش بقريتها "عين ديوار".