بدأ "رامي حاج حسن" عازف الطنبور الخرساني -والمولود عام ١٩٧٨ في مدينة "الباب" شرقي مدينة "حلب"- مشواره مع الموسيقا مندفعاً ومتحمساً، وكل ما كان يسمعه ويعجب به هو أغاني "عبد الحليم حافظ" أو تسجيلات أشرطة من مكتبة عمه الفنية، وبحالة لا شعورية تعلق "رامي" بسماع المقدمات الموسيقية من دون غيرها من معزوفات آلة الغيتار لأغاني "عبد الوهاب" و"قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء وحاول تفتكرني" للراحل "عبد الحليم"، وتطور الأمر عنده أكثر بتعلقه بحب وسماع الموسيقا التركية وأداء المطرب التركي الشهير "إبراهيم تاتليس" ومقدمات أغانيه التي جذبته كثيراً.
وشاءت الصدف أن يتعرف على صديقه عازف البزق "ياسر عثمان" في "الباب" الذي أعطاه دورساً بالعزف السماعي على آلة البزق مع تسميعه تسجيلات للعازفين الراحلين المشهورين "مطر محمد ومحمد عبد الكريم"، واكتملت سعادته بشرائه آلة البزق، وسنحت له الفرصة بمشاركة قريبه "سمير خلو" بالغناء والعزف بالحفلات المدرسية ليكتسب المزيد من المهارة والمرونة بالعزف على البزق.
فِي الجَامِعَةِ
خلال دراسته في "جامعة حلب" بـ "كلية هندسة العمارة" تعرف على زميله عازف العود "أيمن جسري" الذي ساعده بتعلم قراءة النوتة. أما نقطة التحول بحياته الموسيقية كما يقول لـ"مدونة الموسيقا": «كانت عندما تعرف على الموسيقي عازف العود والناي "محمد سيف الدين زين العابدين" الذي نصحه بتعلم العزف على آلة موسيقية أكاديمية جديدة، واقترح عليه العزف على آلة الطنبور، وقام بإسماعه عدة تسجيلات من الموسيقا الشرقية القديمة لعزف الآلة الجديدة من "جميل بيك الطنبوري" و"نجدت يشار"، فأعجب بجمال صوتها كثيراً وشده الحماس للتعلم عليها، وبالتعاون مع "زين العابدين" تمت صناعة أول آلة الطنبور ودرسه عزف المقامات عليها ولمدة خمس سنوات.
حَفَلَاتٌ وَأَعمَالٌ
بداية انطلاقته والمشاركات الفعلية له كانت من خلال حفلة موسيقية بندوة الشهباء بالقنصلية التركية مع أستاذه "محمد سيف" وزميله "أيمن جسري" وعازف إيقاع وهو على الطنبور تم خلالها عزف مجموعة من التقاسيم والسماعيات، والحفلة الثانية له كانت بعام ٢٠٠٩ بعزف حفلة صولو بالمركز الثقافي التركي.
تعلق "رامي" بعازف الطنبور التركي المبدع "مراد سالم توكاج"، وسنحت له الفرصة لزيارة "تركيا" أكثر من مرة خلال عدة سنوات، واللقاء مع كبار عازفي الطنبور والموسيقا الكلاسيكية هناك.
صَقلُ الذَّاتِ
ونظراً لجمود النشاط الموسيقي خلال الأزمة عمد العازف "رامي" كما يضيف لموقع "مدونة موسيقا" إلى استغلال عاملي الزمن والفراغ الحاصل من خلال التواصل من جديد مع أستاذه "مراد" عن طريق النت لاكتساب مزيد من الخبرة وتعلم عزف مقطوعات جديدة.
وفي عام ٢٠١٣ قدم معزوفات فردية له في منتدى "أثر الفراشة"، وفي عام ٢٠١٤، سجل ألبومه الأول وكان بعنوان "زمرد" ضم ١٢ مقطوعة على الطنبور، وتابع مشواره بالشغل على إصدار كتاب موسيقي مولف من ٤٠٠ صفحة بعنوان "نظريات موسيقية"، وتأجلت طباعته لأسباب فنية، وفي عام ٢٠١٥ و٢٠١٦ قدم حفلتين الأولى "بدار الأوبر" ومضات روحانية، والثانية مع فرقة "أرجوان" التي أسسها "بدمشق" وقدمت العديد من الحفلات في "دار الأوبرا" و"قصر العظم" والعديد من المسارح في "دمشق"، وشارك بتقديم الموسيقا التصويرية لعدة مسلسلات محلية منها كان "عابروا الضباب وسلاسل الذهب وزوال"، وعمل مدرساً للموسيقا في "معهد صلحي الوادي" لعام ٢٠١٧ بمدينة "دمشق"، وأقام عدة ورشات موسيقية نظرية وعملية في "المعهد العالي للموسيقا" عن المقامات الشرقية.
بَرنَامَجٌ تِلفِزيُونِيٌّ
في عام ٢٠٢١ يقول "رامي" قدمت ١٥ حلقة على الفضائية السورية بعنوان (المغنى حياة الروح) عن القوالب الموسيقية الشرقية والعربية مدة كل حلقة ٢٥ دقيقة وهو من إعداده وتقديمه.
ويتابع: «في عام ٢٠٢٢ سافرت إلى " جمهورية مصر" للمشاركة بمؤتمر في مهرجان الموسيقا العربية، وعزفت في افتتاحية حفل ٢٧ اكتوبر مع الفنان "مدحت صالح" لمدة عشرين دقيقة "بدار الأوبرا". كما شاركت في مناقشة مدونات وثائق "كامل الخلعي" في المؤتمر في المجلس الأعلى للثقافة في "القاهرة"، ونظراً لتفوقه ودراساته الموسيقية منحته "جامعة عين شمس" بـ"مصر" الدكتوراه الفخرية بالموسيقا، ونال الإقامة الذهبية بدولة الإمارات بعد أن قدم CV كاملاً عن أرشيفه الموسيقي.
التقى العازف "رامي" بالمنشد "حسن حفار" و"لطفي بوشناق" و"شادي جميل" و"كامل بصال" و"صفوان بهلوان" ودار بينهم حوارات عن أثر الموسيقا العربية والشرقية في الموسيقا العالمية.
شَهَادَةٌ مُوسِيقِيَّةٌ
يقول عنه زميله المهندس وعازف العود "إبراهيم سكر": «زميلي المهندس "رامي" إنسان هادئ ومبدع، يملك موهبة العزف ببراعة على آلة صعبة وشبه نادرة هي آلة الطنبور، ومن الصعب أن يثبتَ عليها فنان، ومع ذلك تألق فيها "رامي" وقدم ألحاناً مميزة وعزف فوق مسرح دار الأوبر "بمصر" وأماكن أخرى نال العديد من الجوائز عن عزفه، ويسعى لتطوير هذه الآلة وتقديم أبحاث جديدة عنها بغية انتشارها أكثر، ويملك موهبة الخط العربي بطريقة احترافية ونال عدة جوائز، وأيضاً هو مهندس معماري ناجح».
"رامي" خَطَّاطٌ بَارِعٌ
يملك عازف الطنبور "رامي حاج حسن" موهبة كتابة الخط العربي منذ الصغر وحاصل على المركز الأول على القطر في عام ١٩٨٨ وشارك بعدة معارض محلية وعربية ونال الكثير من الجوائز.