نثرت بصوتها عبير الطرب الأصيل منذ الطفولة راسمة لحلم جميل، أخذت بشائره تتجسد عندما سجلت ثلاث أغان في ألبومها الذي تتابع إنجازه بشغف لتقديم الأفضل الذي يتحدث عنها، وعن جمهور الشباب وما تتوق إليه لترك بصمة غنائية جميلة وراقية.
وحظيت فيديوهات الشابة بآلاف المشاهدات على شبكات التواصل، وهذا نتاج جهدها وخبرة بنتها بعد مشاركات عديدة في حفلات في المراكز الثقافية ودار الأوبرا كمغنية منفردة وضيفة على مقابلات تلفزيونية ومحطات الراديو عندما صدحت بأغنيتها الأولى "شو بحب" رسالة للإنسان السعيد المتفائل بخير الحياة.
سعت "ساما" إلى التعلم وتمرين صوتها على يد أساتذة ومدربين وجهدت لتطوير خامة الصوت الجميل بشهادة مختصين. تطلق ملكات الصوت بتقديم أغاني فيروز وأسمهان ومطربات الزمن الجميل الذي تعتبره بداية صقل لموهبتها وتجربة لتقديم مآثر العصر الجميل بشغف ومحبة لقناعة تثق بها أن اللحن الجميل لا يموت ولا يسلك طريق النسيان.
تقول "ساما" لـ"مدونة الموسيقا": «ظهرت بعمر السنوات الست على مسرح "صدد" في مدينة "حمص" من الصغر كمغنية ضمن فرقة الأستاذ "عرفان ضاحي" بغناء منفرد وخطوة أولى لتجربة أخذت تتطور عام بعد عام بصبر وتعب، ورغبة في التعلم والانتقال إلى مساحات أوسع. بفضل دعم كبير من أمي تابعت دروس أكاديمية خاصة استهلكت كثير من الوقت والجهد ولولاها لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم».
الشابة جهدت في تدريبات الصولفيج في مسار البحث عن المعلومة وتطوير الموهبة على يد عدد من أهم الأساتذة ففي السويداء حضّرت عند الاستاذ "أدهم عبيد" صولفيج وتطورت بفترة سريعة، وعلى يد أستاذها "عماد رزق" درست نظريات، وكانت لفترة طويلة طالبة الأساتذة "كمال سكيكر" و"ليندا بيطار" وظهرت مع جمعية أصدقاء الموسيقا في السويداء وأدت أغنية "يلي هوالك" للفنانة "أسمهان" في حفلة مميزة وحفلات أخرى.
هي طالبة في كلية الصيدلة سنة رابعة في جامعة "دمشق" باشرت بتحضير ألبومها "برق" بأغنيتان الأولى من كلماتها وألحانها بعنوان "شو بحب" عام 2021 تحتوي على مقامات شرقية ألفتها ضمن مشروع "تناغم سورية" عام برعاية البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDPتم تقديمها على مسرح دار الأوبرا.
الشابة انطلقت لمشروع أغنيتها الثانية بعنوان "ما فيي قلك شي" بثقة كبيرة وحرصت على تسجيلها كملكية فكرية في وزارة الثقافة وكتبتها بلهجة سورية بيضاء. هدفها ترك بصمتها الخاصة بالموسيقا السورية والشرقية وكان للأغنية صدى جميل حيث قدمتها على قناة "سما" مع صديقها عازف القانون "أصيل الفقيه". الأغنية سجلت باستديو "شادي العشعوش" بتوزيع الكتروني حديث ونشرها بصيغة الكترونية حديثة وحافظ على الميزة الشرقية وجمال الأغنية وله التقدير لهذا العمل الفني الراقي.
ومن أحدث التجارب وقبل عيد الأم تواصل معها الملحن "سالم عماشة" للتحضير لمشروع أغنية من كلمات الكاتب "عهد نصر" وتم العمل بتمويل من عائلتها "آل نصر" الكرام لإطلاق الأغنية بهذه المناسبة وتم التسجيل والتوزيع والمكساج والمونتاج بإستديو "أوج أبو زيد " مؤسسة "برادوريت" وعزفت العمل فرقتي "تيونر".
تقول ساما: «"تيونر" فرقة شباب من الأصدقاء وطلاب جامعيون تلاقينا على حب الموسيقا والفن بانتظار تقديم الأجمل من الموسيقا والغناء السوري العربي الشرقي الجميل في تجربة أسسنا لها بالدراسة والبحث والعمل. تتألف الفرقة من "مضر أبو أحمد" "أشرف حيدر" "أصيل الفقيه" "عمار جربوع" "شهد مسعود" و"حسن نكد" و"حازم الحلبي"».
"ساما" فاجأت أستاذها الفنان "ريان جريرة" الذي تابعها في عدة تدريبات في كل مرة بأداء أجمل وأفضل لأنها وفق حديثه مجتهدة ومثابرة وتمتلك أذناً موسيقية نادرة.
يقول عنها: «فرحِتُ بتدريس "ساما" الشابة التي امتلكت صوتاً مميزاً عريضاً من الخامات المحببة لقلبي، هذه الخامة لها هوية وحضور شبيهة بصوت "أسمهان" وأم كلثوم" ومن وجهة نظري من أهم الخامات التي أسمعها، وفي كل درس كانت هذه الشابة تقدم بصوتها تجربة أجمل مما سبق كونها مهتمة متابعة ولديها هدف كبير أثق أنها ستحققه بما يميزها من بحث وشغف وأذن موسيقية نادرة».
أخيراً تتابع "ساما" مشوراها بين الدارسة الجامعية ورحلة إنتاج الألبوم الأول المؤلف من سبع أغاني كتبت عدد منها ولحنت وتعاونت مع أساتذة كبار لتقدم مشروعها الفني، الذي تحرص أن يعبر عنها وعن الشباب السوري العاشق للهجة السورية والغناء الشرقي الأصيل.