يعد أحد أبرز وأهم من يحافظ على غناء التراث الكردي "الكوجري"، سطّر اسمه مبدعاً ومتميزاً في أداء ذلك اللون، خاصة أنه مستمر بتقديم ذلك التراث حتّى تاريخه، لذلك يعتبر من القلائل الذين واظبوا على بقائه، مؤكداً بأن بقائه بالراث الكوجري مُرتبط ببقائه في الحياة.
الفنان "قاسم أوصمان شرو" من سكان قرية "سبع جفار" في ريف مدينة "الرميلان" 80 كم عن مدينة "القامشلي"، ما هجر الموهبة الفنية التي ارتبطت معه وهو في سن مبكرة، واليوم رغم سنوات عمره الطويلة في الحياة، يتابع الغناء، حفاظاً على ذلك اللون التراثي الكردي.
تحمل مسيرته عمراً طيباً مع إحدى أهم الألوان الكرديّة وهي "الكوجرية" حيث تمتاز بغناها بالفن والفلكلور، يقول "قاسم" عن تلك الرحلة خلال حديثه مع مدوّنة الموسيقا: «منذ الصغر وأنا محب وعاشق لفني وتراثي، أعلنتُ الحب والتعلّم في فترة مبكرة من عمري، كنتُ أسمع تلك الأغاني من كبار المنطقة حينها، كانوا يغنونها وأنا أرددها، لم أكن أعلم حينها أن ذلك التراث وتلك الأغاني ستكون أمانة في صدري، اليوم أغني أغاني عمرها أكثر من 400 سنة للتراث الكوجري، أعد شبه وحيد في المنطقة ممن يحفظها».
مع مرور الزمن نال رتبة التميّز في الأداء والغناء، بالإضافة إلى السماع من الكبار، هناك من أتقن الأداء بشكل احترافي، يقول عن ذلك: «أشرف على تعليمي في فترة ما عمّي ووالدتي، كانوا يؤدون الغناء الكوجري بشكل مثالي، لم يبق منهم ولا غيرهم إلا حضوري الفني في هذه السنين، طبعاً خلال مسيري أحييت الكثير والعديد من حفلات الأعراس والمناسبات، كانت جميلة وممتعة، كنتُ أستمر بالغناء لساعات من دون ملل وتعب، من دون الاعتماد على الآلات الموسيقيّة الحديثة التي أطلت مؤخراً، ووضعت التراث والفلكلور جانباً، إلّا من يظهر بحال خاصة مثلي، قدمت هذا اللون لسنين طويلة، حتّى جاء كما أسلفت شباب الفن والغناء مع الآلات الموسيقيّة الحديثة».
ما وقف حتّى يومنا هذا وعمره يتجاوز السبعين عاماً بقليل عن الغناء في المناسبات والجلسات الخاصة، لا يريد أن يوقف التراث في ذاكرة الأجيال، ذلك التراث أمانة ومسؤولية ورسالة، حسب ما أضافه.
يقول "قاسم شرو": «جميع أغاني الماضي والتي أغنيها اليوم وعمرها كما قلت يتجاوز الـ400 عام هي قصص حصلت حقاً في ذلك الوقت، لم تكن هناك أقلام ودفاتر لتوثق الأحداث، فكانت هذه الأغاني وهي سرد لقصص ووقائع وأحداث وقعت، وأصبحت أغاني، طبعاً هناك أغانٍ نرقص عليها وهي عبارة عن أنين وأحداث موجعة، كما الأغنية التي غنيتها لكم الآن عن فاجعة الأب بابنه».
توقف قبل 15 سنة تقريباً عن إحياء الحفلات لعدم حاجة الحفلات لتلك الألوان حسب كلامه، ولكنه لم يتوقف عن أدائها في المجالس ولو لشخصين وبشكل شبه يومي.
يعتبر من الأسماء المهمّة في عالم الغناء الكردي، الكوجري بشكل خاص، يتقن ويجيد الأداء بشكل رائع بناء على ما قاله الفنان "جمعة كجل" ويضيف عن زميله "قاسم شرو": "كثيراً ما أبدع وأمتع، له بصمة فنية لا يمكن أن تندثر بسهولة، حقاً إنه اسم فني لامع، الصوت والأداء والحضور الفني لديه برتب متقدمة جداً، ويكفي أنه يحافظ على تراث عمره مئات السنين".