لكل فرد في الحياة بصمته الخاصة التي تميزه عن غيره وأثره الذي يعرفه الناس به، وكان تميزه بموسيقاه التي تحرك أشجان من يسمعها وتنقلهم إلى عالم مختلف من السعادة والطرب، تلك الألحان التي يعزفها على أوتار كمانه ما هي إلا ترجمة لأحاسيسه وأشجانه التي تخالج نفسه فيخرجها على شكل أنغام تصل إلى القلب.
عَائِلَةٌ فَنِّيَّةٌ
نشأ "مجد جريدة" ضمن عائلة فنية، فكانت الموسيقا ترافقه دائماً، فوالده عازف الكمان "يحيى جريده" واحد من مؤسسي نقابة الفنانين في دمشق، ووالدته كانت أحد أعضاء كورال "فرقة أمية للفنون الشعبية"، فيما كان جدّه الملحن "بكري الكردي" الذي عمل على تأليف وتلحين العديد من القدود الحلبية.
يتحدث "جريده" لـ"مدونة الموسيقا" عن دراسته واختياره لآلة الكمان: «درست في المعهد العربي للموسيقا مع الموسيقار الراحل صلحي الوادي، وتابعت الدراسة والتدريب مع أساتذة مهمين منهم إلهام أبو السعود وميشال عوض ورعد خلف، وكان اختياري لآلة الكمان بسبب حبّي لها ولصوتها عند عزف الألحان».
مَسِيرَةٌ حَافِلَةٌ
يمتلك المايسترو "مجد" مسيرة فنية حافلة حيث انتقل إلى بيروت وعزف في العديد من حفلات السيدة فيروز، ليعزف فيما بعد مع فرقته مع العديد من الفنانين الكبار كوديع الصافي، صباح فخري، جورج وسوف، راغب علامة وغيرهم، كما شاركت الفرقة الذهبية التي كانت بقيادته العزف مع العديد من النجوم المعاصرين منهم أصالة نصري، ميادة الحناوي، فضل شاكر، نور مهنا، معين شريف، صابر الرباعي وغيرهم، ويتحدث عن أهمية الحفلات التي قدّمها بالنسبة له: «جميع الحفلات لها الأهمية نفسها بالنسبة لي، سواء كنت فيها صوليست أو مع الفرقة، وكانت الحفلة مع نجوم عمالقة أو نجوم معاصرين لأن ما يتم عزفه على المسرح يُقدم بما يليق باسمي وأسماء عازفي الفرقة الموجودة معي، لذا كل الحفلات لها ذات الأهمية».
التَّألِيفُ وَالتَّوزِيعُ المُوسِيقِيُّ
لم تقتصر مسيرة "مجد" الموسيقية على العزف وقيادة الفرقة، بل اتجه نحو التأليف والتوزيع الموسيقي ليقدم العديد من المقطوعات الموسيقية المميزة التي كان لها التأثير الكبير بالمستمعين، وعمل مع فرقته على تنفيذ العديد من شارات الأعمال الدرامية السورية ذكر منها "باب الحارة، أهل الراية، حارة القبة، ليالي الصالحية، أهل الغرام، بكرا أحلى، بقعة ضوء، مرايا، رجال العز، 60 يوماً، سوق الحرير، الكندوش، دانتيل، بروكار، مقابلة مع السيد آدم، الساحر، النحات، مرايا الزمن، الجوكر، الزلزال، ناس من ورق، خمسة ونص، مسافة أمان، هوا أصفر، ترجمان الأشواق" وغيرها الكثير من الأعمال.
كما شارك مع فرقته بتنفيذ معظم أغاني نجوم الوطن العربي كـ"حسين الجسمي، راشد الماجد، نبيل شعيل، ماجد المهندس، كاظم الساهر، جورج وسوف، راغب علامة، إليسا، هيفا، مروان خوري، وائل كفوري، ملحم زين، رامي عياش، آدم، سيرين عبد النور، ناسي عجرم، أصالة نصري، أصيل هميم، معين شريف، يارا، كارول سماحة، عبير نعمة" وغيرهم من النجوم.
كما شارك مع الفرقة أيضاً بمعظم الأعمال الخليجية منها الوطنية، الدينية، الدعايات، شارات البرامج، مسلسلات الكرتون والأغاني الشعرية وغيرها.
أما التأليف الموسيقي فقد قدم العديد من المقطوعات الموسيقية التي كانت ترجمة لمشاعره وأحاسيسه منها "الانتظار، فن، فنتازيا، الافتتاحية، مزاج، سلطنة، ديسكو، إحساس" وغيرها من الأعمال، ويتحدث "مجد" عن الحالة الارتجالية عند عزف المقطوعات الموسيقية: «إن الارتجال هي حالة إبداع وإخراج لأحاسيس داخلي فأنا لا أعزف لحناً مكتوباً أو لحناً لشخص ما، أكون في تلك اللحظة أعمل بعقلي ومشاعري وروحي بنفس الوقت أحرك أصابعي على أوتار الكمان لأترجم إحساسي لدماغي الذي يحرك أصابعي وينتج اللحن الذي يعبرّ عن حالتي ومشاعري».
فِرقَةُ وَتَرِيَّاتِ سُورِيةَ
شكلت فرقة وتريات سورية حالة فنية مميزة حيث تضم الفرقة بإشراف"مجد" مجموعة من الموسيقيين الذين يمتلكون خبرة موسيقية مميزة استغلوها لتقديم الأعمال الفنية المميزة التي انتشرت في البلاد العربية والأجنبية، ويتحدث عنا: «تنفذ فرقة "وتريات سورية" أعم الأعمال الغنائية والدرامية في كل أرجاء الوطن العربي، كما أننا نعمل على تقديم الأعمال للجالية العربية المتواجدة في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا وغيرها».