ولد عازف العود "جهاد حموية" في مدينة "حلب" بعام ١٩٨٣ ومنذ البدء وفي مراحله الأولى ظهر تعلقه وشغفه بحب سماع الموسيقا وتحديداً العزف على آلة العود دون غيره، وسحره تقاسيم عزف الفنان العربي الكبير "فريد الأطرش"، وفي عام ٢٠٠١ وبنصيحة من الدكتور "عبد الغني طباخ" التحق للدارسة "بمعهد حلب للموسيقا" لمدة أربع سنوات بغية تطوير موهبته بشكل أكاديمي أكثر.
نقطة التحول في عالمه الموسيقي، كما يقول العازف "حموية" لـ"مدونة الموسيقا"، كانت من خلال تعرفه على عازف العود "أيمن جسري" الذي أستفاد منه كثيراً خلال دراسته، وبعد تخرجه من المعهد الموسيقي، ونظراً لتميزه ومهاراته وتفوقه تم مباشرة اعتماده مدرساً على آلة العود بالمعهد، وتابع مشواره في عالم الموسيقا من خلال حضوره لدروس خاصة عن فن المقامات على يد الفنان "ظافر جسري"، الذي دله على الفنان والعلامة الموسيقية "سيف الدين زين العابدين" المختص بالموسيقا التركية الأكاديمية، وبقي عنده لمدة أربع سنوات تخلل تلك الفترة دراسة منهاج العازف التركي "الشهير الشريف محي الدين حيدر" وحفظ عنه الكثير مع تنفيذ الدروس العملية، وبعدها تلك الدراسة الطويلة بدأ الفنان "جهاد" بالظهور من خلال عزف المقطوعات والمشارف والسمعيات الفردية، ومن أهم تلك المقطوعات التي عزفها كانت للعازف "الشريف محي الدين حيدر" بعنوان "الطفل الراقص" وأتيحت له الفرصة بالمشاركة بعدة أمسيات وأنشطة موسيقية ومنها كانت "عندما تمطر حباً".
ويتابع العازف "حموية" سرد مشواره في عالم الموسيقا قائلاً: «تعاونت مع زميلي عازف الناي" محمد فتيان" بعمل عدة حفلات، وقدمت أغنية من كلماتي وألحاني للمطرب الشاب "يمان قصار" بعنوان "الشام ما بيموت" على مقام الكورد، وأيضاً لحنت وعزفت مقطوعة بعنوان "يا عيون الشعوب يا ضمير الأمم" من كلمات الشاعر "الياس هدايا"».
مَنهَجُ العَزفِ المُنفَرِدِ
يضيف "حموية": «أعشق تقديم المعزوفات المنفردة على المسارح وما تسمى في عالم الموسيقا "السولست" واعتبر هذا النوع غذاء روحياً وعقلياً، وبشكل شبه يومي أعزف بهذه الطريقة أكثر من ثلاث ساعات كمدرسة خاصة بي وتناسبني أكثر وتتغلل في أعماقي وقدوتي في ذلك العازف "الشريف محي الدين حيدر"، وأيضاً أجيد العزف على آلة الناي».
ويشكر الفنان حموية الدكتورَ "كفاح طباخ" الذي يقدم له كل العون والدعم في سبيل تحقيق قفزة نوعية في عالم العزف المنفرد.
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
الباحث الموسيقي الخبير "ظافر جسري" قال عنه: «"جهاد" عازف عود منفرد متمكن يمتع الحضور بأنامله على المسرح ويلفت الانتباه إليه من دون شعور، يجيد التكنيك العالي بعزف المقامات والمقطوعات على آلة العود، وهذا النوع من العزف يعتبر من أصعب الأنواع ونادراً جداً. ومستقبله الموسيقي ناجح وفي تصاعد وتقدم».
أمّا "عبد الحليم حريري" رئيس فرع نقابة الفنانين بحلب، وصف عازف العود "جهاد حموية" بالفنان الحساس والمبدع عالي المستوى والمخلص لفنه ويعمل بالفن لأجل الفن من دون أي اعتبارات أخرى، له مسنقبل مشرق وبالمختصر هو عازف عود موهوب ريشته ساحرة، يعزف أصعب المقطوعات بإتقان ومهارة تمتع الجميع!