ولد المنشد "محمد شرم" والمعروف بالوسط الفني بـ"أبو نديم" في "حي المغاير" لعام ١٩٦٣ وسط أجواء عائلية محافظة بسيطة تعنى بقراءة القرآن وحب الإنشاد مع الفن والطرب من دون التوسع فيه، بل ضمن حفلات ومناسبات عائلية ضيقة، فوالده "نديم" من عشاق السيدة "أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب" وشقيقته "سوزان" ملكة فن الإنشاد في الحفلات النسائية في "حلب".
ولد المنشد "محمد شرم" والمعروف بالوسط الفني بـ"أبو نديم" في "حي المغاير" لعام ١٩٦٣ وسط أجواء عائلية محافظة بسيطة تعنى بقراءة القرآن وحب الإنشاد مع الفن والطرب من دون التوسع فيه، بل ضمن حفلات ومناسبات عائلية ضيقة، فوالده "نديم" من عشاق السيدة "أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب" وشقيقته "سوسن" ملكة فن الإنشاد في الحفلات النسائية في "حلب".
وأول قصيدة إنشاد حفظها "الشرم" وهو طالب في المرحلة الإبتدائية كانت بعنوان "إلى عرفات"، وعندما سمعه الشيخ "أبو بشير قره بللي" أعجب بصوته الرخيم وطلب منه الأذان على مقامي الراست والحجاز ولفترة محدودة بجامع "أبو هريرة" في "حي الكلاسة"، وأحضر له والده الحاج "نديم شرم" من "مكة" شريط كاسيت للقارئ "النقشبندي" وفيه قصائد عن الإسراء والمعراج، وبدأ "شرم" بحفظ تلك القصائد من الكاسيت ومنها يذكر قصيدة:
يا من بهَديكَ أفلحَ السعداء
هذه عظاتك للقلوب دواء
يا صاحب المعراج فوق المنتهى
لك وحدك المعراج والإسراء.
لقاء الأستاذ الخانطوماني
تابع "الشرم" مشواره في مجال الإنشاد وتتلمذ لمدة عام على يد شيخ كار المنشدين الحلبيين "فؤاد خانطوماني أبو رشيد" وحفظ عنه قصائد جديدة، مع أغنية "ياما انت وحشتني" على آلة العود.
وذهب "الشرم" مع "جمعية النور" للإنشاد إلى "دمشق" للقاء الشيخ "أحمد كفتارو" لإقامة حفلة إنشاد بحضوره وأعجب بهم الشيخ كثيراً وطلب بقاءهم لمدة عشرة أيام إضافية على نفقته. وغنى أمامه قصيدة "نوح الحمام على الغصون شجاني" وبكى الشيخ "كفتارو" كثيراً وسالت أدمعه على خديه عندما سمع هذه القصيدة، وقال له بالحرف الواحد: "ونعم الحمام".
وبرزت أكثر موهبة "الشرم" -كما يقول لـ"مدونة الموسيقا"- خلال دراسته بالمعهد التجاري، وبحفلات التخرج والمناسبات الوطنية والطلابية والسفرات، فكان يعزف الإيقاع على المقاعد ويغني معاً. ونال المركز الأول في اختبار فني له بالاتحاد الوطني لطلبة "سورية" أقيم بمدينة "دمشق" على جمال صوته وبراعة أدائه، وغنى هناك موالاً سبعاوياً وأغنية "يا شجرة الليمون يا عينيّ" للمطرب الراحل "مصطفى ماهر".
وفي عام ١٩٩٠ تعرف على المنشدين "أبو الجود" و"حسن الحفار" و"أبو صبحي سويد" و"محمد خير حلواني" و"أحمد غزال" و"عبد القادر درعوزي" و"عمر ضباع" و"محمد زكي حكيم و"نجيب فتوح"و"زكريا كحاط" و"خالد عقيل" وحفظ عنهم الكثير من القصائد الدينية.
فرقة "ليال الوصال"
عمل"الشرم" مع المنشد "أحمد غزال" لتأسيس فرقة "ليالي الوصال"، ومن تلك الفرقة ذاع صيته بجمال صوته ما يقدمه من مواويل وقصائد نبوية وسافر في رحلات عمل إلى لبنان وتركيا وكل المحافظات السورية.
حفلات تونس
في عام ٢٠١١ وبشهر رمضان أتيحت له الفرصة للسفر لتونس برفقة زميله المنشد "محمد حمامي" لإقامة عدة حفلات مع تأدية رقصة المولوية، وكانت تلك من الحفلات الناجحة التي أعطت انطباعاً عن رفعة وقيمة فناني "سورية" بالإنشاد ورقصتي السماح والمولوية وبعدها وبسبب الحرب التي اندلعت في عام ٢٠١٢ توقف المنشد "الشرم" عن الإنشاد حتى عودة الأمور والهدوء لطبيعتها مع بداية عام ٢٠١٧.
وفيها عاد لإحياء نشاط فرقة "ليالي الوصال" بصحبة ابنه المهندس "أحمد" مع استقطاب بعض الطلبة الموهوبين من خلال حفلات المولد النبوي والأعياد الدينية والإسراء والمعراج وغيرها.
مؤذن جامع عبد الله بن عباس
ونظراً لجمال صوته تم تكليفه برفع الأذان بجامع "عبد الله بن عباس" وعن ذلك يقول إمام وخطيب الجامع الشيخ "أحمد معراوي": «يمتاز أذانه بالرقة والجمال ومحبة أهالي الحي لسماع صوته، وعندما يغيب لسبب طارئ يتصل بي أهالي حي "الفرقان" لمعرفة السبب، فهم يحفظون طبقة صوته وينسجمون معها كثيراً.. لديه سحر وجاذبية في رفع الأذان والإنشاد وقراءة القرآن، صوته جميل جداً».
بَطَلٌ رِيَاضِيٌّ بِرَفعِ الأَثقَالِ
ومع حبه لفن الإنشاد والدراسة عمل "الشرم " لكسب قوة حياته ومتابعة دراسته في مهنة الحدادة لفترات طويلة حيث أكسبته تلك الحرفة القوة البدنية، ومنها أنتقل لممارسة رياضة رفع الأثقال تحت قيادة مدربه "أحمد اورفلي" وتألق بتلك الرياضة كثيراً ونال معها بطولة الجمهورية والعمال في عدة أوزان، وتفرغ لها خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي استضافها "سورية" عام ١٩٨٧ بمدينة "اللاذقية".
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
الصحفي والناقد الموسيقي "طارق بصمه جي" قال: «بداية معرفتي مع المنشد "محمد شرم" تعود للعام 2019، حين كنت أقوم بواجب العزاء لأحد الأصدقاء في "حي سيف الدولة"، ومع الدقائق الأولى لسماعي تلاوة القرآن من صوت "المنشد شرم"، أيقنت أن هذا الصوت ليس عادياً، فهو يحمل اللين والقوة والجهر والإحساس معاً، فيستطيع بذلك أن يجذب قلب المستمع قبل أذنيه، ليجعله يمكثُ وقتاً إضافياً في دار العزاء من دون كللٍ أو ملل، ناهيك عن طريقته المميزة في إمتاع السامعين عبر التنقل بين المقامات الموسيقية بطريقة صحيحة تعتمد على السكة الموسيقية، إضافةً لإتقانه توظيف الجُمل الموسيقية في مكانها الصحيح وِفقاً لمعاني ودلالات كل آية قرآنية».
الفنان والإعلامي "عمار قلعة جي" أشاد كثيراً بجمال وأداء صوت المنشد "محمد شرم" ووصفه بصاحب الإحساس العالي. وتابع: «هو من جيل الأصالة التي أعطت الفن من دون مقابل ومن الأصوات الحلبية المهمة، ويستحق مكانة فنية أفضل بما يمتلكه من إمكانيات فنية في صوته».