قدّم نفسه كأحد أبرز الأسماء على الساحة الفنيّة، الموسيقيّة بشكل خاص، أبدع في مجالي العزف والتلحين، وصلت ألحانه إلى فنانين كبار في الساحة العربية أمثال "ياس خضر، وعلي العيساوي"، له بصمة في تأسيس الفرقة النحاسيّة بدير الزور، وما تركَ البحثَ والتأليف عن التراث الفراتي والجزراوي بشكل خاص.
الفنان "يحيى عبد الجبار" شُبّه بـ"قاموس فراتي"، وُوصف بـ"الباحث المثالي" للتراث الجزراوي، اجتهد كثيراً حتّى وصل لمراتب متقدمة، حظي باهتمام كبير من محبي الفن والموسيقا، أوصل التراث السوري للمسارح العربية، ونال فيها وعبرها جوائز عديدة.
بِدَايَاتٌ
ابن مدينة دير الزور" الفنان "يحيى" يسرد عن مشواره الفني من خلال حديثه مع "مدوّنة الموسيقا" فيقول: «كانت بداياتي مثل مختلف المواهب الفنية مع منظمتي الطلائع والشبيبة، بالتزامن كنتُ محباً للعزف والغناء، وخلال دراستي في مدينة حلب، عاصرت الموشح وعزفت في فرقة الاتحاد بحلب، بعد تجربة طيبة مع الموشح، كانت عودتي لمدينتي، ومعها تشكّلت فرقة الفرات الموسيقية عام 1985 بقيادة الراحل "يوسف الجاسم" أصبحتُ عضواً فيها بصفة عازف ناي وملحن، شاركنا بالفرقة وفي كل عام بمهرجانين اثنين، الأول مهرجان للتراث والآخر مهرجان للأغنية الجديدة، لديّ معها عديد الألحان، لكن بعد حلّ فرقة الفرات، طُلب مني بعد لقائي في برنامج "ابن البلد" عبر الشاشة الوطنية، بتشكيل فرقة موسيقية، وتحقق ذلك عام 2000 بتأسيس "فرقة الفرات الموسيقية" لإحياء التراث والأغنية الجديدة، حققت نجاحات كبيرة، شاركنا في مشاركات فنية بالمملكة الأردنية الهاشمية في مهرجان التراث الأول، وفي لبنان أيضاً مشاركة بالفرقة، وكان تمثيلنا باسم البلد، ومن أعمالي أيضاً تلحين ملحمة موسيقية بعنوان "الولادة" عرضت في دورة الوفاء عام 1997».
لَحَّنَ لِكِبَارِ الغِنَاءِ العِرَاقِيِّ
الفنان "يحيى" له عشرات الأغنية الملحنة، وصلت لفنانين سوريين وعرب، قال عنها: «لي أكثر من 314 لحناً موزعاً على غالبية الفنانين الفراتيين والعرب أمثال "فؤاد سالم"، له أغنية "عاش من شافك حبيبي" هي كلماتي وألحاني، كذلك أغنية "تمايل يا عويد الزلّ"، أمّا أغنية "مدلل والله مدلل" للفنان العراقي علي العيساوي فهي أيضاً كلماتي وألحاني، وأغنية "جهال جنّا وما درينا" التي غناها الفنان العراقي "ياس خضر" فهي من كلماتي وألحاني، إلى جانب كتابتي للشعر وتلحينه، بالتزامن وفي عام 1986 أسست الفرقة النحاسية، لتكون أول فرقة حينها في دير الزور، بحثت في تراث الجزيرة والفرات، أعزفُ منذ فترة طويلة على آلتي المفضلة الناي، وحصلت عبرها على عدّة جوائز داخل وخارج القطر، بمشاركات بالعزف الفردي، بالإضافة لموهبتي في العزف على آلة العود».
اِستِمرَارِيَّةٌ
يستمر الفنان "يحيى عبد الجبار" بالحفاظ على مشواره الفني الموسيقي حتّى تاريخه، وذلك ضمن مدينة "الحسكة" حيث إقامته الحالية، في المراكز الثقافية، إلى جانب إلقاء المحاضرات النظرية في تلك المراكز عن تخصصه الموسيقي، وما نتج عن بحثه وتدوينه.
...«عملُه الفني والموسيقي محط تقدير واحترام، وما أنجزه يستحق الإشادة والإشارة» هذا ما قاله الفنان "سهيل الجابر" عن زميله الفنان "يحيى" وأضاف: «له عمل ضخم في مجال البحث والتوثيق، ويقدم نموذجاً رائعاً في العتابا والموال على الناي بشكل خاص، عازف رائع، وملحن مبدع، فقد منح للجزيرة والفرات اهتماماً خاصاً ومميزاً بمجال تخصصه».
ابن مدينة الحسكة الفنان "سهيل الجابر" اعتبر تصدي الفنان "يحيى" لإلقاء المحاضرات عن تراث منطقتنا موضعَ تقديرٍ وشكر.
جدير بالذكر أن الفنان "يحيى" من مواليد دير الزور 1960.