شغفت "سنا الشعار" بسماع الأغاني الطربية منذ طفولتها، فيما رعتْ والدتُها "ميادة السيد" موهبتَها بعد استشهاد والدها، وألحقتها بدوارت لتعلم الموسيقا، حتى فازت رائدة على مستوى المحافظة عازفةً على آلة الكمان، شاركت بحفلات المدرسة والمركز الثقافي في "سلمية" و"حماة" وعدة جمعيات أهلية، وأدهشت قائد الفرقة عندما عزفت على آلتين بآن واحد وهما الكمان والإيقاع، تتابع تحصيلها العلمي وشغفها الموسيقي للعالمية.
تحدثنا "ميادة السيد" 1972، موظفة بالموارد المائية، والدةُ الطفلة الموهوبة عازفة الكمان "سنا الشعار" قائلةً: «استشهدَ والدها، وهي بمنتصف عامها الثاني، وتوليت تربيتها مع إخوتها الذين كانوا سنداً لي، ولأنها الصغيرة كانت محور اهتمام إخوتها "بشار"،"نور" و"بتول"، فقد ساعدوها في اختيار الأغاني لتعزفها من أغاني الرحابنة أو "أم كلثوم"، في عامها الخامس طلبت هدية من "بابا نويل" وهي عبارة عن لعبة كمان، ولم تبلغ من العمر السبع سنوات حتى باتت تسمع للفنان "جهاد عقل" وفرق عالمية».
الطفلة الموهوبة عازفة الكمان "سنا" أضافت قائلةً: «تعلمت الموسيقا نظرياً عند المدربة "هبة عبدو"، وبعمر التسع سنوات التحقت بمعهد تخت شرقي لـ "مجد ومضر الفيل"، وقتها اقتنيت أول كمان حقيقي لأعزف عليه، وبقيت عاماً وأنا أتعلم نوته ومقطوعات غربية وبعمر ال10 سنوات التحقت بمعهد تودو عند المدربة عازفة الكمان "فاتن فرج"، وبدأت تعلمني ألف باء عزف آلة الكمان حتى يائها، وبعض الزخرفات الموسيقية وألحان شرقية، ومقطوعات غربية، وخلال تدريبي عندها، شاركت بمسابقة الرواد، على مستوى المنطقة والمحافظة وشاركت على مستوى القطر وفاز بالريادة من المنافسين الآخرين».
نَشَاطَاتٌ
وأضافت "الشعار" عن نشاطاتها قائلةً: «شاركت بفرقة سنابل "سلمية" التابعة للمسرح المدرسي كعازفة ناي وقدمنا العروض في مركز ثقافي "سلمية" و"حماة" وصالة "صالح علواني"، وفندق إيبلا بحضور رسمي وشعبي بمناسبة عيدي الأم والمعلم، بالإضافة لمشاركاتي في حفلات مدرستي جميلة الجزائرية، ومدرسة قتيبة بن مسلم الباهلي الإعدادية، ثم شاركت بفرقة لحن الحياة مع المدربة "هبة عبيدو" وقدمنا العروض في المركز الثقافي "سلميه" وأنا الآن في فرقة وتريات مع المعلم "رامي كحلة" وقدمنا عرضاً في جمعية أصدقاء "سلمية"».
دَعمُ مُعَلِّمٍ وَجَهدٌ ذَاتِيٌّ
«بعد سفر مدربتي "فرج"، كنت بعمر 12 عاماً -تُكمِلُ سنا- فالتحقتُ لدى المعلم "مهند الجندي"، وعلمني لونغيات، وزخرفات موسيقية وتدربت على أغاني شرقية للسيدة "فيروز"، وأم كلثوم"، بجهد شخصي وبمتابعة اليوتيوب، وغوغل، أتقنت العزف على آلة الكمان، وعلى جميع الآلات الموسيقية، وشاركت بحفل عزفت فيه على آلاتين موسيقيتين وهما كمان وإيقاع أدهشت قائد الفرقة، وأسعى لأكون عازفة عالمية».
شَهَادَاتٌ
"دينا حيدر"، 1981، معهد موسيقي متوسط لإعداد المدرسين في "حماة" متفرغة للمسرح المدرسي منذ عام 2016، أسست العديد من فرق الأطفال، أضافت قائلةً: «عرفت "سنا" مذ كانت في الصف السادس الإبتدائي عندما كنت أقوم بجولة في مدرسة جميلة الجزائرية للتعرف على المواهب وتشكيل فرق موسيقية يومها عزفت أغنية للسيدة "فيروز" كنت سعيدة بمثل تلك الموهبة فضممتها لفرقة المسرح المدرسي (سنابل) بدأنا التدريب على مجموعة أغاني رحبانية ولملحّنين كـ"فيلمون وهبي" و"زكي ناصيف"، كانت تتمتع "سنا" بالحماس للتعلم والتقدم بشكل ملحوظ، وكانت تلتزم بملاحظاتي وتسعدني بعزفها الجميل، وكانت مع كل معزوفة جديدة تبدأ بالتحدي والإصرار حتى تنجز العزف بشكل مميز، أرى "سنا" بالمستقبل عازفة مميزة ومبدعة فهي تمتلك الموهبة والمثابرة وهذا ملائم لخلق إنسان مبدع، ويدل عليها مشاركاتها بعدة حفلات في مدينة "حماه" بفندق إيبلا بعنوان (الأم بتلم) كما شاركنا بمهرجان (صغار كبار) بصالة العلواني بـ"حماه"، وفي مهرجان المسرح المدرسي في "سلمية" مسرح المركز الثقافي، وقدمنا عدد من المعزوفات والأغاني الفردية والجماعية، ولنا مشاركة أخيرة في دار الأسد للثقافة والفنون في "حماة" بحضور لجنة من "دمشق" ومدير المركز الثقافي ومدير تربية "حماة"، أجد متعة رغم كل التعب في التحضير لأي حفلة بوجود مواهب رائعة أمثال "سنا"».
وأضاف عازف الكمان "مهند الجندي"، 2000، قائلاً: «"سنا" مشروع عازفة ونجمة موهوبة حتى أي شخص غير موسيقي يلاحظ موهبتها وهي تسير بشكل جيد في صقل موهبتها والتزامها بالتدريبات بشكل جاد عازفة ذكية وملتزمة بالتمرين تتلقى المعلومات بشكل سهل وهي رائدة على مستوى المحافظة ونافست بقوة على مستوى القطر، وأنا على ثقة أن الأيام القادمة ستحمل لها كل جميل بعملها المتميز وصبرها لتصل إلى النجاح من دون حدود».