تفتحت موهبة "شادي الأمير" الفنية مبكراً وهو في مقتبل العمر من خلال حبه وتعلقه وبشكل خاص بسماع أغاني المطرب الراحل "محمد خيري" والمطربين الآخرين "صباح فخري" و"أديب الدايخ" و"صبري مدلل" و"فريد الأطرش".
وحفظ عن الراحل "محمد خيري" موشحات متعددة، وعن المطرب "صباح فخري" حفظ قصيدة "قل للمليحة بالخمار الأسود"، وغنى في حفل مدرسته الابتدائية "جبل الشيخ" موال "صدوك عني العدا" وموال "يا من بحبك جرت بحور من عيني"... وصفق له زملاؤه في الباحة كثيراً وأعجب المدير ومدرس التربية الموسيقية بجمال صوته ونصحوه بالاستمرار ودخول المعاهد الموسيقية.
دَورَاتٌ فَنِّيَّةٌ مُتَتَالِيَّةٌ
حرص "شادي" وهو طالب بالمرحلة الإعدادية على صقل موهبته الفنية أكثر وأكثر، والبداية له في هذا المجال كانت بشرائه آلة العود بمبلغ ١٥٠٠ ليرة، ومن ثم التحاقه بدورة خاصة لتعلم العزف على الآلة لمدة عام ونصف على يد المدرس الفنان "محمد قصاص" وفي الدورة درس وتعلم عزف المقامات والموشحات والقدود، وبعدها مباشرة انتسب لنادي شباب العروبة لتعلم غناء القدود والموشحات على أنغام عازف العود "ماهر نعناعة"، وتابع ذات المشوار في نادي الشبيبة الموسيقي عند الفنان "مشهور طافش" وزاد عن ذلك بتعلم الصولفيج الموسيقي، ومن بعده لدى الفنان "أحمد خياطة"، وعاد من جديد درس في "بنادي حلب بالسبيل" لدى الفنان "ماهر نعناعة" الذي أعطاه الكثير من القدود والموشحات والمواويل، وأخيراً تم ترشيحه من وزارة الثقافة مع عدد من زملائه للذهاب "لمصر" لمدة شهر ونصف لدراسة الموشحات القدود ودرسوا تلك المقررات عند الفنان "مدحت قربللي"، وخلال فعالية الدورة بـ"مصر" كما يقول "شادي"، أقمت عدة حفلات مسائية لغناء الطرب الحلبي بأشكاله المتنوعة الجميلة التي يعشقها الجمهور المصري، واستمررت بتلك الحفلات لمدة شهر كامل.
سُوبِر سِتَار
يبدي "شادي" حزنه على الفرصة التي أفلتت من بين يديه لأسباب خارجة عن إرادته عندما نجح بالفحص الأولي ببرنامج "سوبر ستار" لاختيار أصوات واعدة بمدينة "حلب" تحت إشراف الفنان اللبناني المعروف "الياس الرحباني"، وغنى أمام اللجنة "آه يا حلو يا مسليني يا اللي بنار الهجر كاويني" وأعجبت اللجنة بجمال صوته وما قدمه وطلبوا منه متابعة المشوار وحضور المرحلة الثانية من البرنامج في "بيروت" وبسبب التحاقه بخدمة العلم اعتذر عن السفر وعدم حضور الدور الثاني.
نَشَاطَاتٌ فَنِّيَّةٌ
وبعد تسريحه من خدمة العلم يتابع المطرب "شادي الأمير" حكايته لـ"مدونة الموسيقا": «شاركت بعدة حفلات محلية منها في مهرجان الأغنية السورية الثالث بالقلعة وغنيت "أول عشرة محبوبي" مع بعض القدود حلبية" وعلى أثر ذلك نلت جائزة الأورنينا كصاحب أفضل صوت شاب، وأيضاً شاركت بمهرجان "واه قدساه" مع المخرج "مروان إدلبي"، وأقمت عدة حفلات خاصة بي في "نادي الحرية وفندق الميرديان والجلاء وغنيت فوق مسرح نقابة الفنانين"، وسافرت إلى "لبنان" مع فرقة سلاطين الطرب لمدة أربع سنين وقدمنا حفلات متتالية بالطرب الحلبي ولاقت الثناء والمديح والتشجيع والطلب المتواصل عليها من الجمهور اللبناني والسوري».
العَودَةُ إِلَى مَدِينَةِ الطَّرَبِ
يختم "شادي" حديثه للمدونة بالقول: «الطرب الحلبي مدرسة فنية كبيرة له جذور راسخة، وهو معشوقي الأبدي ومستقبل احترافي ولا أستطيع العيش من دونه، وأعتبر نفسي ولوني الغنائي الذي أغنيه من مدرسة الفنان الراحل الكبير "محمد خيري"، مع حبي الكبير للفنانين "صباح فخري وصبري مدلل" وحالياً أنا مستقر بمدينتي الجميلة "حلب" مواصلاً مشواري الغنائي بهدوء بعيداً عن الفن التجاري.
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
عازف العود "أحمد دباغ" قال: «"شادي" مطرب موهوب يملك صوتاً جميلاً صقل موهبته بالدارسة ويجيد العزف على العود، بارع بغناء الطرب الحلبي والقدود والموشحات وبحاجة لمزيد من الدعم والثقة حتى تبرز شخصيته الفنية أكثر وأكثر».
أما عازف الكمان "نديم ناطور" فقال: «شاركت الفنان شادي بأكثر من حفلة غنائية له وكان موفقاً جداً وغنى فيهما القدود والموشحات، صوته جميل وأحساسه مميز وحضوره على المسرح جيد وكل ما يحتاجه هو المزيد من الدعم والثقة بالنفس».
بقي أن نذكر أن الفنان "شادي الأمير" هو من مواليد "مدينة حلب" لعام ١٩٨٥ ومن حارة "الأصيلة بحلب القديمة" وخريج وعازف عود من المعهد العالي للآداب والفنون والموسيقا في عام ١٩٩٩ على يد الفنان "محمد قصاص".