يسعى العازف الشاب "غدي عيسى" إلى أن يحجز لنفسه مكانه الخاص على الساحة الموسيقية، من خلال إتقانه العزف على آلة البيانو وآلات أخرى، كذلك سعيه إلى تعلم الموسيقا أكاديمياً، وتميزه بالفضول المعرفي جعله يلاحق المعلومة للوصول إلى مصدرها الأصلي.

عن البدايات

لـ"مدونة الموسيقا" تحدث عازف البيانو "غدي عيسى" عن بداياته حيث قال: «اهتمامي المبكر بالموسيقا دفع والداي للاهتمام بتنمية موهبتي منذ كنت في الثالثة من العمر، فوالدتي عازفة البيانو "شذى طعمة" هي معلمتي الأولى ولا تزال مستمرة في دعمي حتى الآن، كما أن الموسيقا هي عمل والدي العازف والأستاذ "بشر عيسى"، لذلك كانت الموسيقا تسيطر على تفاصيل حياتنا وأحاديثنا وأشغالنا، وربما نشأتي في هذا الجو الموسيقي هو ما دفعني للمتابعة في هذا المجال.

في البداية اختار والداي آلة البيانو لأتعلم العزف عليها لما لتعلم هذه الآلة من أهمية كبيرة بالنسبة للموسيقي، حينئذٍ كنا نقيم في العاصمة "دمشق"، ثم انتقلنا للعيش في "طرطوس"، وفي هذه المرحلة بدأت بتلقي دروس العزف على آلة البيانو عند الأستاذ "مارون إبراهيم"، وكانت مشاركتي الأولى كعازف بيانو في عمر السبع سنوات ضمن حفل لطلاب الأستاذ "مارون"».

1- عازف البيانو الشاب المميز غدي عيسى

شغف البيانو

2- من آخر حفلة له في طرطوس

تعلق العازف "غدي" بالموسيقا منذ الصغر زاد لديه فضول تعلم كل ما هو متعلق بهذا المجال، كذلك تأسيس والده لكورال "أرجوان" أضاف له مهارات أكثر خاصة فيما يتعلق بالعمل الجماعي.

يقول "غدي": «استطاع البيانو أن يحجز لنفسه مكاناً مهماً في كل تفاصيل حياتي، كما ساهم شغفي بتعلم العزف بتنمية ذكائي في مختلف مجالات الحياة خاصة الموسيقية، كما زاد من قدرتي على الإدراك، وأكسبني مهارات مهمة وطرق جديدة لآلية التفكير.

3- غدي مع الأوكورديون في إحدى حفلات كورال أرجوان

والبيانو هو آلة شديدة التعقيد، يمثل أوركسترا مصغرة، ويحتاج العازف على هذه الآلة إلى التدريب لساعات طويلة من دون انقطاع ومن دون ملل، وربما هذا ما جعل الكثيرين يستسلمون عندما يصلون إلى مستوى محدد، إلى جانب ذلك يحتاج الموسيقي من وجهة نظري إلى الدراسة الأكاديمية، وهذا أمر مهم لأي عازف يختار التخصص في المجال الموسيقي، لكن هذا لا يعني عدم إمكانيته أن يدرس تخصصاً مختلفاً إلى جانب دراسته الموسيقية، وهذا ما أسعى إليه».

مشاركات

إلى جانب العزف على البيانو، تعلم العازف "غدي" العزف على آلات أخرى كالأكورديون والكمان والدرامز، كما يعمل حالياً على تعلم موسيقا الـ Jazz بشكل ذاتي عبر الإنترنت، إلى جانب سعيه للقبول في إحدى جامعات "نيويورك" لاكتساب المزيد من العلوم الموسيقية خاصةً الموسيقا الكلاسيكية.

يقول "غدي": أيضاً لدي مشاركات متنوعة مع كورال "أرجوان" بالكثير من حفلاته كعازف أكورديون، وفي الغناء أيضاً شاركت مع الكورال بعشرات الحفلات حول "سورية"، كما قمت مؤخراً بحفل إفرادي في جمعية أصدقاء الموسيقا في "طرطوس"، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن العزف والغناء أمام الجمهور أضاف الكثير لي على الصعيد الشخصي، أيضاً أكسبني الثقة وولد لدي شغف العزف على المسرح أمام الجمهور».

اهتمام خاص بموهبة متميزة

في حديثه لمدونة الموسيقا تحدث العازف ومؤسس كورال "أرجوان" أ. "بشر عيسى" عن موهبة "غدي" فقال: «من طفولته أبدى "غدي" شغفاً موسيقياً ملفتاً، ما دفعنا للاهتمام بهذه الموهبة التي لا تزال تتطور، وأكثر ما يميزها الشغف اللامحدود والفضول المعرفي الكبير، فضول جعله يهتم بأدق التفاصيل وتتبع المعلومة للوصول إلى مصدرها المباشر، ما ساهم بتنمية حس القراءة لديه للتعرف أكثر على القطعة الموسيقية ومؤلفها.

ومن الواضح أيضاً أن "غدي" اختار الخوض في مجال الموسيقا الكلاسيكية، كونه يعزف على آلة غربية هي البيانو، وقد دفعه طموحه إلى التفكير بجدية لدراسة الموسيقا أكاديمياً في الغرب، وأعتقد أن هذا سينعكس إيجاباً على قدراته ومستقبله الموسيقي، ولاحقاً يبقى له القرار إن كان يود الاكتفاء بالموسيقا الكلاسيكية، أم أنه سيتجه أيضاً للموسيقا الشرقية فهو يحمل حباً وشغفاً تجاهها كذلك».

وعن ميوله تعلم موسيقا الـ Jazz قال: «بالنسبة لآلة البيانو فإن لكل عصر من عصور الموسيقا الكلاسيكية (الباروك والكلاسيك والرومانتيك) طبيعته الخاصة بالعزف، وقد أحب "غدي" تعلم هذا النمط الموسيقي وهو نمط كلاسيكي لأنه شاب فتي، وهذا الجيل الشاب لديه رغبة التحرر ويجد بـالـ Jazz سبيلاً إلى ذلك، وهذا ما نلاحظه عند معظم الموسيقيين الشباب حيث يقدمون على تعلم هذا النمط كونه يتسم بالتحرر من الرتابة والرصانة الكلاسيكية على الرغم من كونه نمطاً كلاسيكياً، إلا أنه برأيي يدفع العازف نحو الإبداع والعزف المتحرر».