تحت عنوان "الموسيقا للجميع" يعزف مدرّس الموسيقا "جمال يوسف" وفرقته "طبلة وعود" لوحات غنائية منوّعة في الهواء الطلق بروح تملؤها الألفة والمحبة بهدف زرع البسمة وتعميق الحسّ الموسيقي الأصيل.
طبلة وعود
مدرّس الموسيقا "جمال يوسف" تحدث لـ"مدوّنة موسيقا" عن تأسيس فرقة "طبلة وعود" قائلاً: «أسست فرقاً موسيقية عديدة أثناء رحلتي التعليمية في "سورية" وخارجها والتي مضى عليها أكثر من أربعين عاماً، وكانت أولى الفرق باسم فرقة "البدر" الموسيقية، وآخرها فرقة "طبلة وعود"، أعزف على العود وأغنّي وأشرف عليها، وهي تضمّ فئات عمرية مختلفة ومواهب فنّيّة منوّعة حيث العزف والغناء، وأعضاء الفرقة طلاب جامعيون في معظمهم يعزفون على الآلات الموسيقية كافة، ووصلوا لمرحلة شبه احترافية، فكان القرار جماعياً في تأسيسها عام 2022».
ويتابع: «بعد بلوغي سن التقاعد ومن خلال تدريس الموسيقا في معهدي الخاص الذي قمت بتأسيسه عملت على تنظيم المواهب الفنية ضمن الفرقة في جو يسوده الألفة والانسجام، نؤدي اللوحات الغنائية الطربية والوطنية والتراثية والجبلية بالإضافة إلى كورال إفرادي وعزف إفرادي، نعمل من دون مردود مادي الموسيقا لكل الناس، نحتضن الشباب الموهوبين ونعمل على إظهارهم في الأماكن الراقية التي تعزز دورهم ووجودهم وموهبتهم».
مُشَارَكَات
تعددت مشاركات الفرقة وكان أكثر ما يميزها العزف والغناء في الهواء الطلق على الشواطئ وفي المُتنزّهات والحدائق العامة والطبيعة، فيتحدث "يوسف": «نحن نعمل الفنّ من أجل الفنّ تحت عنوان "الموسيقا للجميع"، فقد قمنا بعروض موسيقية كثيرة في الطبيعة ومناطق مختلفة منها "بستان الباشا"، وشاطئ "عرب الملك" في "جبلة" وكورنيش وميناء "جبلة" وغيرها من الأماكن، كما شاركنا بحفلات كثيرة بالمركز الثقافي في "جبلة"، وأقمنا حفلة على مدرّج "جبلة" الأثري العام الفائت».
ومن أجمل المحطات الموسيقية لطالب الطب البشري "أحمد رفيق درويش" انتسابه لفرقة "طبلة وعود" تحدث قائلاً: «أعزف على آلة الكمان في الفرقة، حبّي للموسيقا دفعني للانتساب للفرقة منذ تأسيسها وتنمية موهبتي وتطويرها، وكانت من أجمل المحطات بالنسبة لي كونها بداية جديدة ومليئة بالحماس، شاركنا بحفلات عدة بالإضافة لأنشطتنا الخارجية في المواقع المعروفة والمشهورة في مدينتنا، ويتجلى جوهر الفرقة في التعاون وإعطاء المساحة لإبداء الرأي واقتراح الأفكار وخاصة أن الأستاذ "جمال" كان صديقاً لجميع أفراد الفرقة، وصلنا بنتيجة جهودنا وتعبنا وتدريبنا الطويل لهذه المرحلة، وكل اللحظات محفورة بالذاكرة بحلوها ومرّها، كما أتاحت لنا الفرقة الاستمتاع بالموسيقا العربية الأصيلة بعيداّ عن الانحدار الموسيقي الذي شهدناه في العقد الحالي».
مَوَاهِب
عثر "زين علي" على فرقة "طبلة وعود" في صفحات الإنترنت، فقال: «عرفت فرقة "طبلة وعود" ومؤسسها من خلال صفحات الإنترنت وخاصة أنه لدي اهتمامات موسيقية، وأتميز بموهبة الغناء، تواصلت مع الأستاذ "جمال" وتدرّبت في معهده، حيث زوّدني من خبراته وقدراته الموسيقية، درّبني وحفّظني المقامات الموسيقية وعرّفني بالفرقة وصرت أحد أعضائها، وأصبح لدي مشاركات متعددة معهم أعطتني الثقة بالنفس أغني الأغاني الطربية والجبلية، فقد كانت تجربة جميلة ومستمرة».
أما "ميس الشنتا" تدرس علم الأحياء تحدثت: «أعزف منذ عشر سنوات الأورغ والعود وأعزف على آلة الكمان ضمن الفرقة، وازداد شغفي وحبي للموسيقا بانضمامي إلى فرقة "طبلة وعود" الذين أصبحوا أصدقائي وجزءاً من عائلتي».
التَّفَاعُلُ الإِيجَابِيُّ
يعزف "علاء مروش" طالب هندسة طبية الإيقاع منذ عامين، وتحدث عن دوره في الفرقة قائلاً: «نحن كمجموعة طلاب نتدرّب لدى الأستاذ "جمال" قررنا أن نقوم بعمل جماعي كتأسيس فرقة، واقترحت بتسميتها بهذا الاسم فهو بسيط وقريب وتمت الموافقة عليه من أعضاء الفرقة كافة بإشراف أستاذنا، قمنا بحفلات عدة وتميزنا، وكان الانسجام والتآلف بين أفراد الفرقة من أسس نجاحها، نعتمد الدعم الذاتي ونواجه صعوبات من الجانب المادي في تأمين الأجهزة والمعدات ونصور بواسطة كاميرا الهاتف المحمول، وأثناء حدوث الزلزال وآثاره المدمرة على مدينة "جبلة" قمنا بالمشاركة الميدانية والمساعدة وتقديم العون ضمن إمكانياتنا كفرقة، وبعد أن مرت أيام على عمليات الإنقاذ والإسعاف حاولنا العمل على العامل النفسي لدى الناس في مدينتنا فقمنا بالعزف على الكورنيش البحري لنفتح فسحة أمل ونمسح غبار الحزن ونرمم جراحهم بالموسيقا وكانت وجوههم تعبر عن التفاعل الإيجابي».