موسيقار من الطراز الرفيع حمل التراث في قلبه وجال به المسارح المحلية والعربية والعالمية، دام مشواره الموسيقي حوالي نصف قرن قدم خلاله الألحان والموشحات والقدود والأناشيد الوطنية بالإضافة إلى تلحينه الأغاني والموسيقا التصويرية لعدد كبير من المسرحيات وتأليفه لكتب مهمة في الموسيقا العربية.
مِن الذَّاكِرَةِ
"مدونة الموسيقا" تواصلت مع الموسيقي "نبيل أبو الشامات" ابن الراحل ليحدثنا عن بدايات والده الموسيقية بقوله: «بدأ والدي دراسة الموسيقا في المعهد الموسيقي الشرقي التابع لوزارة التربية عند افتتاحه عام 1950، كان من الدفعة الأولى وتخرج منه عام 1954 ثم في عام 1956 عين مراقباً ومدرساً في المعهد الأهلي للمكفوفين، وقام بتشكيل فرقة لرقص السماح قدم فيها عدة حفلات، وفي عام 1957 سافر مع فرقة الإذاعة والتلفزيون إلى مهرجان الشباب في "موسكو" وسافر أيضاً مع فرقة خاصة إلى القاهرة لتقديم مسرحيتي "ثمن الحرية وزنوبيا" وفي عام 1958 عين في إذاعة "حلب" عازف كونترباص الذي درسه بالإضافة إلى العود وقدم على إذاعة "حلب" ما يقارب مئة لحن ديني ووطني وشعبي وقصيدة وموشح، وغنى من ألحانه كل من "صباح فخري"، "محمد خيري"، "أحمد الصابوني"، "كنعان وصفي" وغيرهم الكثير».
مَسِيرَةٌ غَنِيَّةٌ
في عام 1964 انتقل "أبو الشامات" إلى "دمشق" رئيساً لفرقة "أمية" القومية للفنون الشعبية وقام بزيارة المحافظات السورية لجمع التراث والفلكلور وتقديمه عبر الفرقة، كما قدم ألحان عديدة لها منها لوحات تعبيرية، لوحات أندلسية وأخرى شعبية، غناء جماعي وإفرادي وموشحات وموسيقا، وحصدت في تلك الفترة فرقة "أمية" الجوائز في عدة مهرجانات، كما لحن وألف الموسيقا التصويرية لعدة مسرحيات منها "راشومون"، زواج على ورقة طلاق"، "سهرة مع أبو خليل القباني"، "الحسناء الناعمة"، وغيرها، كما لحن العديد من مسرحيات الأطفال وله عدة ألحان في الدراما والتلفزيون والإذاعة.
السَيِّرُ عَلَى نَهجِهِ
قام الراحل في عام 1989 بتشكيل فرقة الأنغام العربية وقيادتها في عدة مهرجانات محلية وعربية، كما تابع ابنه الموسيقي "نبيل أبو الشامات" مسيرة والده الراحل في قيادة فرقة الأنغام العربية وقدم عدة حفلات في دار الأوبرا السورية عما ورثه عنه يقول: «كان والدي "عدنان أبو الشامات" قدوةً ليس لي فحسب بل لكل من عمل معه هو معلم لكبار الموسيقيين والمطربين لم يبخل على أحد بمعلومة وكثيرون هم الذين استفادوا من خبرته، تعلمت منه الفن العربي من التراث والموشحات والأنغام العربية التي أخذتها عنه حيث عملت معه في فرقة الأنغام العربية وعزفنا لكبار النجوم منهم "راغب علامة"، "صبحي توفيق"، "أحمد دوغان" بالإضافة إلى المطربين السوريين».
عُضوِيَّتُهُ النَّقَابِيَّةُ وَالتَّحكِيمِيَّةُ
وحول المناصب الموسيقية والفنية التي شغلها يقول ابنه الموسيقي "نبيل بو الشامات": «كان والدي الراحل عضو مجلس إدارة نقابة الفنانين ثلاث دورات، وعضو مجلس فرع دمشق للنقابة دورتين ورئيس مكتب التشغيل في نقابة الفنانين لعدة دورات، عضو لجنة قبول ونقل الموسيقا في نقابة الفنانين، عضو في لجنة طريق النجوم في التلفزيون العربي السوري، عضو لجنة البعثات الخارجية في وزارة التعليم العالي، عضو في لجنة المواهب في إذاعة دمشق، عضو في لجنة المستويات في وزارة الإعلام، عضو في لجنة الاستماع في مهرجان الأغنية السورية، عضو في لجنة التراث في مهرجان الأغنية السورية، عضو في لجنة تقويم المنشدين والمؤذنين والقراء في وزارة الأوقاف».
فِي سُطُورٍ
نشير إلى أن الموسيقار "عدنان أبو الشامات" ولد في "دمشق" عام 1934، وتوفي في السابع من آذار عام 2011، حاصل على عدة شهادات تقدير من نقابة الفنانين عام 1985، كتاب شكر من وزارة السياحة عام 1993، شهادة تقدير من مهرجان المحبة والسلام عام 1991 وأخرى من وزارة الإعلام ومحافظ دمشق ومن جمعية العاديات في "حلب" بالإضافة إلى شهادة شكر وتقدير من دار الأوبرا في "القاهرة" وغيرها الكثير، ألف كتاب "المنهاج الشامل" لنقابة الفنانين عام 1997 وشارك بتأليف كتاب "أحمد الإبري" لمهرجان الأغنية السورية عام 1999 وكتاب "أحمد أبي خليل القباني" وغيرها.