ولد" المطرب لؤي نصر" في أجواء طربية حلبية تعشق الفن والغناء فوالده الموسيقار والمطرب الحلبي المعروف "سمير" درس العلوم الموسيقية في نادي شباب العروبة عند الملحن "عبد القادر حجار"، وكانت تقام في منزله سهرات سمر ليلية شبه دائمة وتجمع الكثير من فناني "حلب"، وفي النهار يتابع محبته للفن من خلال حرصه على تعليم العزف والصولفيج للمهتمين بالغناء والطرب وابنه منهم، وتلقائياً وبالفطرة تعلق "لؤي" بحب الغناء والعزف على آلة العود، وتحت إشراف والده الذي وقف إلى جانبه وسانده وكان يسمح له بحضور تلك السهرات.
وأول اغنية حفظها الطفل "لؤي" كما يقول كانت "لسيد مكاوي ليلة مبارح ماجاليش نوم" وقبل دخوله المدرسة أتقن الكثير من حفظ القدود والموشحات والأدوار مع العزف على العود ببراعة، وبعد التحاقه بالمدرسة ولمدة ثلاثة أعوام نال لقب الريادة في الغناء بتقليد المطرب "عبدو سروجي" في أغنية "غريب الدار"، ونظراً لموهبته الغنائية تم اختياره وترشيحه للسفر ولمدة ١٥ يوماً إلى "تونس" ضمن وفد منظمة طلائع البعث كان ذلك في عام ١٩٩٩، وفوق "مسرح قرطاج" وبحضور المطرب المعروف "لطفي بوشناق" غنى الطرب الحلبي فصفق له كثيراً.
خَيَارُ العَزفِ عَلَى العُودِ
ونتيجة بعض الظروف المادية الصعبة والقاهرة ومن ثم مرض والده هجر "لؤي" المدرسة، وتوجه للعمل بالعزف على آلة العود لكسب قوت أهله، وانضم لفرقة المطربين الراحلين وهم "أبو حسن الحريتاني وأحمد علي الحسن وحسن حلاق" ولم تكن تتجاوز أجرة الحفلة كم يذكر ألفين وخمسمئة ليرة، ويضيف: تلك المرحلة أكسبتني الكثير من الخبرة والثقة بممارسة العزف على فوق المسرح وبمهارة وشطارة أفضل، ومع العزف بدأت بتلحين أغنية من كلمات الشاعر "محمد أسكيف" بعنوان "بعدي ايش" غناء "سامر حبيب" ويتابع الفنان "لؤي" حديثه لـ"مدونة موسيقا" قائلاً: "في عام ٢٠٠٥ لحنت أغنية جديدة من كلمات الشاعر إبراهيم نعيمي"، وأشهر أغنية لحنتها كانت "يامو حق بق" وزاد عدد الأغاني التي لحنتها عن المئة، وفي عام ٢٠٠٧ وفي موقف خاص حدث معي قررت التوقف عن العزف خلف المطربين والعودة والتفرغ للغناء حصراً.
دَعمُ المُطرِبِ حَمَام خيري
ومن أهم الفنانين الذين وقفوا معه ودعموه كان المطرب "حمام خيري" الذي فتح الأستوديو الخاص به أمام المطرب "لؤي" لتسجيل أغانيه، ومع عودته وتفرغه للغناء في الحفلات الخاصة والعامة كان يغني الموال السبعاوي والقدود والموشحات والليالي والأغاني الحديثة، وسافر بعدها لمدة عام إلى "دبي" بدعوة خاصة لأحياء حفلات طربية حلبية.
بَينَ حَلَبَ وَبَيرُوتَ
عاد لؤي في عام ٢٠٠٩ إلى مدينة " حلب" ونشط في الغناء في المطاعم والحفلات الخاصة وذاع صيت صوته الجميل ومقدرته الفنية العالية، ونتيجة ظروف الحرب التي نشبت في عام ٢٠١١ سافر للعمل في "لبنان، وغنى فوق مسارح المدينة وبابل وميترو ومطاعم خان الورد وورد الشام وفي أماكن أخرى كثيرة.
العَودَةُ لِحَلَبَ
مع استقرار الأوضاع عاد المطرب "لؤي" لمدينته التي ولد فيها وتنقل بين مدينتي "حلب ودمشق" للعمل الفني وتعامل مع الشعراء الغنائيين "أنس نداف وفادي هنداوي" في تلحين وغناء أكثر من أربعين أغنية ومن أشهر أغانيه للشاعر" هنداوي" "تفتحلك باب القلعة" حيث عرضت تلك الأغنية على الفضائية السورية، وأغنية "خلص الصبر مني" من كلمات "أنس هنداوي" وصورها على طريقة الفيديو كليب وعرضت في أكثر من محطة عربية، وأغنية "صغيرونة" من كلمات الشاعر "إبراهيم نعيمي، ومع انتشار مرض الكورونا تعطلت مسيرة الفنان "لؤي" حتى عام ٢٠٢٢ وكان ذلك التوقف فرصة له للشغل والغناء بمسلسل طوق البنات عام ٢٠٠٦ وصور في "لبنان" وشارك بمسلسل "باب الحارة" ٢٠٢٢ غناء وتمثيلاً.
شهَادَاتُ الكِبَارِ وِسَامٌ عَلَى الصَّدرِ
يعتز الفنان "لؤي" بشهادة الدكتور المصري "أشرف عبد الرحمن" عندما التقاه في ببيروت حيث وصفه بالفنان السوري الشاب الشامل والمبدع وقال له أنت موسيقار، والشهادة الأهم كانت من شيخ الطرب الراحل "صباح فخري" الذي حضر له إحدى حفلاته في "بيروت.
يقول: صراحة ولتلك المواجهة قصة عندما دخلت أحدى الصالات للغناء وشاهدته خفت وارتعبت كثيراً وترددت بالغناء أمام فنان كبير بوزن الراحل "صباح" لكن بعدها استعدت ثقتي بنفسي وأخذت القرار الصعب بالوقوف والغناء. ومع انتهاء وصلتي الغنائية دعاني لطاولته وتعرف علي بشكل أفضل ومدحني كثيراً على ما قدمت من غناء طرب حلبي وقال لي صوتك حلو ووزن الإيقاع لديك ممتاز وموزون وأمامك مستقبل مشرق تابع لاتتوقف. وبعدها أحسست نفسي أطير بالهواء من الفرحة بشهادة لايمكن لأحد الحصول عليها بسهولة.
بقي أن نذكر أن الفنان "لؤي" تعوده أصوله لمدينة "حارم" العائدة لمدينة "إدلب" الذي يفتخر بها كثيراً وهو من مواليد مدينة "حلب" لعام ١٩٨٧.