لم يكتف بأداء لونه الغنائي الرئيسي الماردلي، فقد غنّى بكل لهجات الجزيرة السوريّة، وأبدع فيها، وأكثر من ذلك تحدّى نفسه، وغنّى لمختلف اللهجات السوريّة، حتّى تجاوز الحدود، وبات أحد أبرز من يغني باللهجات العربية والإفريقيّة، وقدم غالبية تلك الألوان في المسارح العربية والآسيويّة.
الفنان "جمال فؤاد" انضم إلى عالم الفن في فترة مبكرة من عمره، أعلن الانتساب نتيجة عشقه الشديد للفن، أخذ جرعة كبيرة خلال مشاركاته بالمسابقات والمهرجانات الفنية مع منظمتي الطلائع والشبيبة، وتصدره المراتب الأولى، بعدها انطلق بثقة وجرأة، ويستمر في أدائه الغنائي حتّى تاريخه.
قبيل مرحلة الغناء، كان الفنان "جمال" عازفاً جيداً للآلة الموسيقية "الأورغ"، ويدين فضل ذلك العزف لشقيقه، يقول عن ذلك: «بعد نجاحي مع منظمتي الشبيبة والطلائع، انطلقتُ مباشرة للعزف مع أخي الفنان "محرم"، استمريت لفترة من الزمن، حتّى أقناء خدمة العلم وبعدها في "دمشق" كنتُ عازفاً لتلك الآلة، في نهاية التسعينيات، اتّجهت إلى الخليج العربي، هناك بدأتُ العزف والغناء، غنيت خليجي بشكل جيد، بعدها عدتُ إلى البلد وإلى منطقتي عام 2009، تفرغتُ للغناء فقط، وبشكل خاص اللن الذي انتمي إليه "الماردلي"، مع غناء أولوان الجزيرة الأخرى: (الكردي، والعربي "الفراتي"، السرياني)، تنوع المنطقة تفرض على الفنان قدرته على الغناء بلغاتها كلّها، وأكثر من ذلك كنتُ أغني الساحلي والحلبي والعراقي، طبعاً مدينة "القامشلي" تضم أبناء من دير الزور وحمص وحلب ومن الساحل، لذلك اجتهدت كثيراً لأكون قادراً على الغناء لكل الألوان التي تتواجد في الحفلة الفنية التي أحييها، وكوني كنتُ عازفاً لعدد من السنين، ولكوكبة من الفنانين، فقد أتقنتُ الغناء بجميع اللهجات التي ذكرتها"
يملك سجلاً خاصاً بأغانيه، يضيف على ذلك: "أملك في سجلي عدد من الكاسيتات وفيديو كليب، تضم أغاني خاصة لي، مستعيناً بكلمات الشاعر "جاك إبراهيم"، والشاعر "جوزيف كورية"، والملحن "سراج إبراهيم" لحن عديد الأغاني، واقتبست من الألحان الكردية وغيرها، فأغنية "ورد دلو" مردلية تعني "يا قلبي" من كلماتي واللحن كردي، ومن كلماتي "لمن" لحن تركي، "انت خاينة" تراث مردلي"
أحيا عدداً من الحفلات الفنيّة في دول مختلفة، يتحدث عن تلك الجولة الفنيّة: "ذهبت إلى لبنان وغنيت كثيراً التراث الماردلي للجالية الماردلية فيها، والصين وماليزيا، وكنت أغني فيهما الخليجي واليمني والعراقي والمغربي والتونسي والمصري، أنا أحب وأتعلق بتلك الألوان حتّى أتمكن من إتقانها، لذلك غنيتُ وأديت بكل ما ذكرته، حتّى أنني وفي إحدى حفلاتي كنت أغني اللون السرياني، حتّى أن أحدهم بات يحاورني بالسرياني، وكأني سرياني، ولم يكن يعلن بأني ماردلي، والفن عندي رسالة محبّة وسلام وأخوة، عندما غنيتُ في الدول المذكورة، يشار إلي بأنني فنان سوري، وهذا أمر مهم جداً، وتمكنت من إيصال التراث الجزراوي والفن السوري بشكل عام لعدد من دول العالم"
يعتبر نموذجاً طيباً لفنان سوري، وللفنان الجزراوي بشكل أعمق، يحظى بحنجرة نادرة، تلك القدرة على الأداء الفني وبعديد اللهجات واللغات، تُسجّل للفنان "جمال فؤاد"، هذه إشارة لحجم التعب الذي بذله، والاجتهاد الكبير الذي فرضه على نفسه، الأهم أنه اسم مهم في عالم الفن، هذا ما قاله الفنان "خضر المحمّد" من فناني مدينة "القامشلي".
الفنان "جمال فؤاد" من فناني مدينة القامشلي المولود عام 1974.