ولد وعاش وترعرع بعائلة فنية موسيقية بامتياز، جدّهُ "حمدي الشاطر" مدرس لآلة الكلارنيت النفخية في وزارة المعارف، ووالده "أسعد" عازف العود الشهير، وأحد مؤسسي نقابة الفنانين في "سورية"، وصديق العمر للمطرب الكبير الراحل "صباح فخري وكذلك المطربة ميادة الحناوي، ضمن هذه الأجواء الفنية النقية نشأ وعاش عازف العود "حمدي" والذي عرف كيف يصقل موهبته الفنية ببراعة.
عن سيرة حياته الموسيقية يقول في حديثه لـ"مدونة الموسيقا": «داخل منزلنا الحلبي وبمساعي والدي كانت تقام الكثير من بروفات التحضير لحفلات المطرب الراحل "صباح فخري" ومن هنا أتى عشقي وشغفي بحب الموسيقا وتغلغله في وسط أعماقي، وفي عام ١٩٨٧ التحقت بدورس المعهد العربي للموسيقا الواقع في "حي السبيل" وكنت بعمر تسع سنوات، وفي المعهد تعلمت العزف على آلة العود بشكل أكاديمي مع الصولفيح على يد المدرس "عبد الغني سرو وإبراهيم ومصطفى الدرويش"، وبمتابعة إضافية وحثيثة في المنزل من والدي، وتخرجت من المعهد في عام ١٩٩٣، ونصحني بعدها والدي بمتابعة الدراسة وعدم التوقف، وكان ذلك بدروس خصوصية عند العازف القدير "محمد قصاص" ولمدة عامين، وتابعت مشوار التعليم بأخذ الدروس النظرية في علم المقامات عند المدرس "عاطف خياطة"، بعد تلك المرحلة الطويلة من الدراسة كان لابد لي من دخول الحياة العملية كعازف عود».
حَفَلَاتٌ وَمَهرَجَانَاتٌ
يتابع عازف العود "حمدي الشاطر" حديثه لمدونة موسيقا فيقول: «كان لي الشرف بالعمل بقيادة الفرقة الموسيقية للفنان "شادي جميل" ثم تسلم مهام قائد الفرقة وسافرت معه بأغلب الحفلات المحلية وفي الدول العربية والعالمية وأهمها حفلة "فنزويلا"، وذات الأمر ينبطق بعملي مع الفنانة "شهد برمدا"، وفي عام ٢٠١٨ شاركت المطربة الكبيرة "ميادة الحناوي" بحفلة أقيمت "بقلعة حلب" بمناسبة عيد الجيش ولمدة ثلاثة ساعات أعادت غناء أجمل أغانيها المعروفة، وعزفت فوق مسرح "دار الأوبر" بدمشق مع المطربين "شادي جميل وعمر سرميني وفؤاد ماهر ومصطفى هلال وفارس أحمر وعبود حلاق".
وعملت أيضاً ببعض الحفلات مع المطرب "سمير جركس"، وشاركت بمهرجان عام ٢٠١٧ بمهرجان العزف المنفرد في "دار الأوبر ليلة عود"، وشاركت بأمسية العود "حلب" عاصمة الثقافة، وآخر سفراتي الفنية كانت هذا العام ٢٠٢٣ إلى "فنزويلا" مع المطربين "شادي جميل وفارس أحمر".
أَجمَلُ الذِّكرَيَاتِ
يستذكر عازف العود "حمدي" بعضاً من شريط حياته الفنية فيقول في عام ٢٠١٨ شاركت بحفلة تخرج للطلاب بمعهد "صباح فخري" حضرها الراحل من البداية للنهاية وكان سعيداً جداً وحضوره أعطانا ثقة كبيرة بالنفس، حيث أثنى على الخريجين وسلمهم شهادات التخرج بيده كما أثنى على ما قدمت من معزوفات من قدود وموشحات وطرب حلبي، وأضاف الراحل يعرفني منذ الصغر وكان يتابعني، وكلما حضر لمنزلنا لزيارة والدي كان يطلب أن أسمعه بعض المعزوفات ويقول لي: "أنت مشروع ناجح بالعزف على العود.. لا تتوقف"».
مَهَامٌ إِدَارِيَّةٌ فِي النَّقَابَةِ!
يشغل حالياً الفنان "حمدي" مهام رئيس مكتب الموسيقا بفرع نقابة الفنانين بمدينة "حلب" ويسهل أمور زملائه بكل ترحاب وود، ويرأس قسم الآلات الشرقية بمعهد "صباح فخري" العائد لوزارة الثقافة.
له من الأبناء: "أسعد" عازف عود و"حذيفة" عازف كمان. وهو من مواليد ١٩٧٨.
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
"جابر الساجور" مدير الثقافة بـ"مدينة حلب" قال: «"حمدي الشاطر" عازف عود متألق ومميزاً بفنه وحضوره ومهارته ورشاقته على أوتار العود، هو سليل عائلة فنية عريقة ورث حب الموسيقا والعزف على العود من والده الراحل الخبير "أسعد"، لذلك ليس غريب علينا أن كان "حمدي وأولاده "أسعد وحذيفة" متألقين موسيقياً وهم في القمة، تواجد معنا الفنان "حمدي" مشكوراً بأكثر من حفلة وبالمناسبات الوطنية التي دعت إليها مديرية الثقافة، كان بارعاً وأعطى بحضوره تميزاً ونكهة خاصة لتلك الفعاليات، ونتمنى أن نستفيد منه أكثر وأكثر في ترسيخ وتدريس الموسيقا للأجيال الشابة».
عازف العود المهندس "إبراهيم سكر" أشاد بالمقدرة الفنية العالية للفنان "حمدي الشاطر" ووصفه بالمتألق والناجح وبما يملكه من رشاقة حساسية على أوتار العود، وأضاف حضرت له أكثر من حفلة حيث أضفى بحضوره الكثير من المتعة والمتابعة والثناء من المتابعين... "حمدي" مميز وبارع صقل موهبته بالعلم والدراسة والتدريس لفترات طويلة».