أخذ دعمه وتحفيزه الفني في فترة مُبكّرة من المنظمات الراعية للمواهب، وقف على مسارحها، ثم تألق على خشبة المسرح العسكري يؤدي تراث جزيرته، وفي جميع رحلاته وتنقلاته وحفلاته يختص بلونه الجزراوي والفراتي.
الفنان "صالح سليمان" ابن مدينة "القامشلي" تشبث ومنذ بداياته على خشبة مسرح الغناء بأن يكون مؤدياً وأميناً للتراث الجزراوي، كان جديراً بذلك، وأدّى المهمّة بنجاح، مواظب عليها حتّى تاريخه، أشاد وأشار إلى ذلك جمهوره الكبير.
تنقل كثيراً بين الدول، وفي كل دولة أدى واجبه الفني، وما ترك اللون الجزراوي والفراتي، يقول عن ذلك لـ"مدونة الموسيقا": "بداية أشيد بدور منظمتي الطلائع والشبيبة في مرحلتي الطفولة والشباب بصقل الموهبة وتنميتها، وتشجيع الأطر فيها لوقوفي على المسرح، حتّى أنني في عام 1974 وقفتُ على خشبة المسرح برعاية منظمة الشبيبة، تلك الوقفة كانت البداية للاستمرار بقوة وثقة، وفي تلك المرحلة أحيت حفلات وجلسات فنيّة، زاد الدعم والتشجيع من المُقربين والأهل، خاصة وأن غالبيتهم أشاد بجميل الأداء الذي أقدمه في اللونين الجزراوي والفراتي، وبينهما تقارب كبير، وعندما اتّجهتُ إلى خدمة العلم عام 1984، ومجرد سماعهم لصوتي، تم تكليفي بأداء الغناء ووصلات جزراوية على المسرح العسكري، استمر الحال حتّى إنهاء الخدمة الإلزاميّة، وتابعت وجودي في مدينة دمشق، أقوم بإحياء الحفلات الفنيّة مختصاً باللون الذي تكلفت طوعاً بأدائه".
عاد الفنان "صالح سليمان" إلى مدينته "القامشلي" عام 1991، معلناً تحدياً جدياً وبداية من نوع آخر، يقول عنها: "أسستُ فرقة موسيقيّة وأصدرت كاسيتاً بعنوان "ضيعوني" وبعدها توالت إصدار الكاسيات، وإحياء الحفلات بشكل شبه يومي، في مختلف مناطق وبلدات محافظة الحسكة، مع إصدار فيديو كليب عدد أربع، ومن عناوينها "وين والله وتجي" والثاني بعنوان "سوريا أنت الأمجاد"، وفيديو كليب بعنوان "حلوة يا شام"، بالتزامن كانت لديّ حفلات في غالبية المحافظات السوريّة، حتّى أنني شاركت حفلة مع الفنان "وفيق حبب" في مدينة "حمص"، وفي تلك الفترة أصدرت عدة أغان استمرت على ألسن الشباب وهي: " ضون يا تراجي الحلوة ضون"، كانت فترة غنيّة بالأغاني الجزراوية في شتى البقاع السوريّة".
جاءت فترة زمنية ليكون "سليمان" مُتجولاً في عديد الدول، يحيي الحفلات بهدف تقديم اللون الفني الذي ما فارقه، كانت مناسبة ليكون الفن الجزراوي حاضراً في تلك الدول، سواء العربية أو الأوروبية.
زار فناننا أكثر من دولة، بهدف أداء رسالته الفنية، يحدث عن ذلك: "زرتُ دول "الكويت، لبنان، الأردن، ألمانيا" وفيها جميعها أحيتُ حفلات فنيّة، وفي بعض الدول التي ذكرت، أجريت لقاءات صحفيّة، بذات الهدف والمنحى، الحديث عن الفن السوري والتراث الجزراوي، وجدتها ذات معنى كبير، وقيمة عاليّة، طبعاً أكثر أغنية كانت حاضرة في تلك الدول أغنية "مندل" التراثية الجزراوية، وللعلم كنتُ قادراً للبقاء في "المانيا" لحصولي على إقامة دائمة، لكنني لم أتمكن من البقاء فيها لأكثر من عام ونصف، عدتُ إلى مدينتي، ومتنقل بينها وبين العاصمة فقط، تركتُ الحفلات والمناسبات، متفرغ لإحياء الحفلات الوطنيّة فقط، وقد كانت كثيرة بالنسبة لي خاصة في سنوات الحرب، وتشهد على ذلك ساحات عديدة".
يشيد الفنان "محمد الدوش" ابن مدينة "القامشلي" بأداء زميله "صالح سليمان" مؤكداً بأنه يحظى بجمهور كبير، وتسجل له تميزه وقدرته على إيصال رسالة الفن الجزراوي الأصيل لعديد دول العالم، وكان الفنان "صالح سليمان" متواجداً بجدارة في إحياء حفلات مختلف ألوان وأطياف الجزيرة السوريّة.
الفنان "صالح سليمان" من مواليد مدينة "القامشلي" 1964.