بحب وتذوق كبير للموسيقا اختارت العازفة والمدرّسة "عزة حمود" دراسة الموسيقا والعزف على آلة (الكونترباص) وتوظيف اختيارها على هذه الآلة لإبراز معاني الألحان والكلمات الموسيقية بطريقتها الخاصة، والتي تتطلب الكثير من مقومات القوة إلى جانب الموهبة والعلم.
عَازِفَةٌ لِأَكبَرِ الآَلَاتِ الوَتَرِيَّةِ
تربيت في بيت يحب الموسيقا والاستماع إلى الطرب الأصيل وكبر بداخلي حب الموسيقا مع مرور الوقت تقول العازفة الموسيقية "عزة حمود" في حديث لها لـ"مدونة الموسيقا" وتضيف: «في البداية تعلمت العزف على آلة العود ثم انتسبت إلى معهد إعداد المدرسين قسم الموسيقا، وفيه تعلمت العزف على آلة الأكورديون بالإضافة إلى العود، وكان من المهم بالنسبة لي ضرورة المتابعة في دراسة الموسيقا فقررت الالتحاق بكلية التربية الموسيقية جامعة "البعث" واخترت أن أختص العزف على آلة الكونترباص لأنني لطالما كنت أفضل صوت الباص العريض في الآلات الموسيقية، وكانت تلفتني كثيراً هذه الآلة خصوصاً عند سماعي لأغاني الراحلة "أم كلثوم"، وبالفعل تلقيت تشجيعاً من عائلتي وجميع أساتذتي لأبدأ بالتعلم والتدريب على هذه الآلة بالرغم من صعوبات عدة واجهتني أول الأمر منها حجم الآلة الضخم عدا عن الجهد الكبير الذي يبذله فيها العازف ولكني تعلقت بها يوماً بعد يوم حتى أصبح صوتها يهويني ويحمسني على البروفات بشكل متواصل».
دَورٌ مَهِيبٌ
تتابع العازفة عزة حديثها عن مشاركاتها الموسيقية وتضيق: «أتمرن بشكل يومي على الآلة وأتابع دائماً فيديوهات لعازفي الكونترباص العالميين فكان بالنسبة لي لها مكانة ومذاق خاص وحاولت الاستفادة من خبراتهم لتطوير أدائي، لذلك كان لابد من الاهتمام بوضع برامج مدروسة ومنظمة للتمرين على هذه الآلة الثقيلة والجميلة بذات الوقت بهدف تحسين الأداء بشكل أفضل، ومع الوقت أصبحت أمتلك خبرة من خلال مشاركاتي المكثفة في العزف مع فرق متنوعة (شرقي-غربي)، شاركت بالطبع بعدد كبير من الحفلات من خلال عملي كعازفة كونترباص في عدة فرق وهي (الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، والفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وفي أوركسترا أورفيوس بقيادة المايسترو أندريه معلولي) وأيضاً في عدد من الأوركسترات وهي (قصيد بقيادة المايسترو كمال سكيكر، وماري بقيادة المايسترو رعد خلف) كما عزفت في فرق كلية التربية الموسيقية خلال مرحلة الدراسة وبعدها بصفتي عازفة كونترباص ومدربة لفرقة الطالبات في الكلية ومدرسة لمادة العزف الجماعي، كما كان لي مشاركات في بلدان عربية وذلك عام 2008 في دولة الإمارات العربية المتحدة مع أوركسترا ماري وفي دولة قطر مع المايسترو حسين سبسبي والمايسترو ماجد سراي الدين، أما عن أهم الفنانين السوريين والعرب الذين عزفت معهم ضمن هذه الفرق (ميادة الحناوي، عفاف راضي، صفوان بهلوان، هاني شاكر، مروان محفوظ، عبير نعمة، غسان صليبا، محرزية الطويل) كما كان لي مشاركات في حفلات بقيادة كل من (Gerardo Estrada من فنزويلا_ angy ozdel من تركيا_ garo avaessian وأندريه الحاج من لبنان)».
جَانِبٌ مِن عَمَلِهَا التَّربَوِيِّ
كما أعمل أيضاً كرئيسة لقسم الموسيقا في دائرة المسرح المدرسي في وزارة التربية -تتابع العازقة حمود حديثها لمدونة الموسيقا- وتضيف: «ومن خلال هذا العمل أقوم بالإشراف والتدريب الموسيقي لطلاب أوركسترا وكورال وزارة التربية واعتبر هذا الجانب العملي من حياتي في غاية الأهمية وله أثر كبير في تشكيل نواة من العازفين الصغار المؤسسين بشكل موسيقي أكاديمي صحيح ليكونوا قادرين على حمل راية الفن وعزف الموسيقا الشرقية السورية ونشرها كثقافة بشكل صحيح، وأعتمد في عملي الحالي على نتائج متميزة حصدتها في مجال قيادة فرق العزف والغناء الجماعي شكلت عندي حافزاً لاستمرار العمل على تأسيس جيل يعزف موسيقا باحتراف، كما أواصل بذات الوقت الحضيرات لحفلات عدة ومتنوعة في دار الأسد للثقافة والفنون مع الفرق التي أعزف بها».
وَاثِقَةٌ وَمُتَفَرِّدَةٌ!
يتحدث المايسترو "نزيه أسعد" عن شخصية العازفة "عزة" الفنية قائلاً: «موسيقية متميزة قبل أن تكون عازفة كونترباص، كان تأسيسها متيناً منذ بداياتها لإنها كانت حريصة على اكتساب الخبرات والموسيقا النظرية من خلال مسيرتها في الحصول على الشهادات الموسيقية الأكاديمية ومن خلال إحرازها مواقع متميزة في المسابقات والمهرجانات التي شاركت فيها كقائدة للفرق الموسيقية في المسرح المدرسي، تتعامل مع كل أنواع الموسيقا باهتمام واحتراف ابتداءً من العزف المنفرد ومروراً بالموسيقا الشرقية وقواعدها ومقاماتها وبالتالي الموسيقا الكلاسيكية وتقنياتها وألوانها المختلفة، لذا امتلكت شخصية موسيقية ناضجة هادئة مبنية على العلم النظري والتطبيق العملي، ولا ننسى مشاريعها الفعالة في التعامل مع أجيال الموسيقيين من خلال عملها الاختصاصي في إدارة المسرح المدرسي المركزي في وزارة التربية.. كل هذا يعطي عزة حمود الشخصية الموسيقية المتفردة والواثقة في كل خطواتها».
