على عكس ميول والده الدكتور "عبد القادر فتال" لاعب الكرة الدولي الشهير ذهبت ميول الابن "ربيع" باتجاه التفوق الدراسي أولاً والفني الطربي ثانياً، "ربيع فتال" شاب حلبي تعلق بحب اللحن مبكراً من جده المنشد "ربيع"، وزاد في الأمر حضوره وترتيله وتجويده مبكراً للقرآن بشكل سليم ومتقن في مساجد المدينة.
ميول الطفولة لديه كانت بسماع الغناء الأجنبي الغربي حصراً، ومع نضوجه وفي عام ٢٠١٥ بدأ يميل لسماع الغناء الشرقي وسماع أغاني المطربين التي تشبه صوته كما يقول وهي لـ"وائل كفوري ووائل جسار" ولم يكن يستهويه الطرب الحلبي كثيراً، وبقيت الحالة الفنية ضمن إحساس داخلي لا أكثر ولم تظهر إلى العلن.
وَاِبتَدَا المِشوَارُ
ومع تفوقه بالثانوية ودخوله كلية الهندسة المدنية في عام ٢٠١٥، وعلى المسرح الروماني أطلق "ربيع" لحنجرته العنان بأغنية "فل ما بدي منك شي" للفنان الشاب "أدهم النابلسي" وهنا سمعه أحد زملائه المهتمين بالفن وأعجب بجمال صوته ونصحه بالتسجيل بمعهد الراحل "صباح فخري" للموسيقا.
ونجح في الاختبار الأولي من مدرسه الراحل "أحمد قداح" بمقطع من أغنية "أهواك" للراحل "عبد الحليم"، وبقي لمدة ستة أشهر درس خلالها الصولفيح والموشحات على يد المدرسين "أحمد خيري وعمر سرميني والقداح" لتنتهي فترة دراسة المعهد باكتساب خبرة جديدة وتمعن وفهم معاني كلمات الأغاني المتداولة والدارجة.
عِندَ شَيخِ الكَارِ البكار
ولأن الفن والغناء تغلل في أعماقه واستهواه أكثر تابع "ربيع" مشواره بالدارسة الفنية المعمقة والمحترفة على يد الموسيقار "عبد الباسط بكار" بدروس خاصة ومكثفة عن علوم الصولفيح والنوتة والعزف على العود والإيقاع والقدود والموشحات والمقامات الشرقية الثقيلة، والغناء للمطربين الكبار أمثال "أم كلثوم وعبد الحليم وفريد ومحمد عبد الوهاب ووردة وميادة الحناوي" واستمر بالتعلم لمدة ست سنوات متتالية من دون انقطاع، وخلال دراسته أتيحت له عدة فرص غنائية مهمة منها في دار الأوبرا بـ "دمشق" وكذلك على مسارح نقابة الفنانين ودار الكتب الوطنية والمركز الثقافي وجمعية العاديات، والاشتراك ببرنامج عائد لدار الأوبرا غنى فيها للمطرب الراحل "ملحم بركات" أغنية "ولا مرة كنا سوا" من دون موسيقا وفي النهاية نال المركز الأول على ثلاثين مشتركاً حضروا من جميع المحافظات، وتألفت اللجنة الفاحصة بوقتها من السادة "غادة حرب وشادي نجار وهيثم الأمين وهاني طيفور".
بَصمَةٌ فِي بَرنَامَجِ (the voice)
وفي عام ٢٠١٩ تحمس "ربيع" للاشتراك بمسابقة برنامج "ذا فويس" ونجح في تخطي الدور الأول بأغنية أرسلها على الواتس لإدارة البرنامج وكانت "سهرت منه الليالي" للمطرب "عبد الوهاب"، وتابع مشواره بالبرنامج وجاءته الدعوة بالذهاب لـ"بيروت"، وفي الدور الثاني غنى للمطرب "وديع الصافي" "لو يدري الهوى لو يدري" ومن جديد حقق نجاح الانتقال مع مئة واثني عشر متسابقاً بالصعود فوق المسرح، وتمكن من تجاوز هذا الدور وغنى "يلي كان يشجيك أنيني" لكوكب الشرق أم كلثوم حيث التفت له الحكام الأربعة واختار الفنانة "سميرة سعيد" لتكون المشرفة على المراحل المقبلة عليه، وانتقل لمرحلة المواجهة مع أربعين مشتركاً نهائياً وبفارق ضئيل خسر اللقاء النهائي والحاسم أمام زميله اللبناني.
مَشرُوعُ التَّخَرُّجِ
وبعد نهاية تجربته ببرنامج ذا فويس عاد "ربيع" إلى مدينته "حلب" مركزاً على مشروع تخرجه من الجامعة في كلية الهندسة المدينة، وكان له ما أراد وليقيم بعدها أجمل حفلاته الغنائية في الجامعة عام ٢٠٢٣.
"ربيع فتال" من مواليد ١٩٩٧ لديه خمسُ أغانٍ خاصة به اثنتان من كلماته وتلحينه وغنائه وهما بعنوان "قلبي مات" و"أناني" والثالثة والرابعة والخامسة هم من ضمن برنامج قواعد العشق الأربعين المصري بعنوان "بلغ الوجد" و"إن كان منزلتي" و"البردى" من الشعر القديم.
شَهَادَاتٌ فَنِّيَّةٌ
الفنانة "غادة حرب" قالت:
«"ربيع" صوت شبابي جميل متمكن وقادر على أداء سلس للمقامات والقدود والموشحات وحتى عدة ألوان أخرى لديه مساحة صوتية واسعة، أتوقع له مستقبلاً غنائياً مشرقاً».
الملحن "عبد الباسط بكار" قال: «أفخر جداً بطالبي المطرب "ربيع" منذ كنت أدرسه حيث بدا واثقاً من نفسه ومتفوقاً وشغوفاً بحب العلوم الموسيقية، صوته وإحساسه جميل يستطيع غناء أكثر من لون من دون أي نشاز وإمكانياته الفنية في تصاعد ولا خوف عليه».