ورث الغناء من والديه المغنيان في حفلات أعراس قرية "المعضمية"، وتتلمذ على يد الفنان "محمد خير مخللاتي" الذي علّمه العزف على آلة الأكورديون مذ كان في السادسة من عمره ، ثم تعلم على آلة العود، وانتقل مع عائلته إلى "جرمانا وغنى على مسرح الكواكبي بعمر التاسعة، وتوالت مشاركاته من خلال المسرح العمالي وفرقة قنديل في "سلميه" وقدم نشاطاته على عدة مسارح في مراكز ثقافية في المحافظات، ويسعى للمّ شمل الفنانين في "سلميه" بعمل موحد.
ميول فنية
مدونة الموسيقا التقت الفنان "صلاح عبود" المولود عام 1961 ليحدثنا عن طفولته وميوله الفنية وشغف الموسيقا قائلاً:
"نما سمعي على أغاني والديّ اللذان كانا يغنيان في أعراس القرية، فشجعاني على تعلم الموسيقا مذ كنت في السادسة من عمري فتتلمذت على يد الفنان "محمد خير مخللاتي" في عزف الأوكورديون ثم آلة العود، ثم انتقلنا من "المعضمية" للعيش في "جرمانا"، وفي التاسعة من عمري وقفت على مسرح الكواكبي في "المزرعة" بإشراف معلمي "المخللاتي" وأديت أغنية "وشلون أنام الليل " للفنان الراحل "مصطفى نصري" ونشيد لـ"فلسطين" وهي من كلمات الشاعر "منير الملط" وألحان "مخللاتي" وتابعت شغفي الموسيقي في إحياء حفلات المدرسة ووصلت في تعليمي للثانوية العامة.
نشاطاته
يتابع "عبود" حديثه : لم أتوقف عن الغناء وشاركت في حفلات التعارف الجامعية على مسرح مدينة الشباب في "المزة" وأديت أغاني سودانية والمعروفة بأن سلمها خماسي، والتقيت الفنان عازف الكمان "عادل السلوم" وشقيقه الفنان "محمد السلوم" الذي صقل موهبتي وكان عمري 17 عاماً، وانطلقت في حفلات بين "سلميه" و"دمشق"، وفي عام 1981 أديت خدمة العلم واقتصر نشاطي على حفلات السمر خلالها، وأنهيتها 1985، والتحقت بوظيفة في الشركة العامة للبناء بـ"دمشق" وشاركت في حفلات على المسرح العمالي لإحياء المناسبات الوطنية في 8 آذار، و17 عيد الجلاء، و7 نيسان وبعد ثمان سنوات تركت العمل الوظيفي وانتقلت للعمل الحر، وفي عام 1995 التقيت الفنان "سعدون جابر" وشاركته حفلة أقيمت في مجمع صحاري النقابي يرافقني الفنانيّن "عادل ومحمد السلوم"
وحول تجربته بالتلحين يقول: " بدأت بأغنية إنسان للشاعر المحامي الراحل "نورمان الماغوط" وقدمتها بمناسبة تأبين الراحل على مسرح ثقافي "سلميه"، ولحنين لقصيدتين للشاعر "نضال الماغوط " (شو صار تا فليت، ودايخ أنا وسكران)، وأغنية (مدينة القصائد) للشاعر النبطي "مجد العكش"، وأغنية للشاعر "وليم القطريب"، وأغنية ( حنين الصحاري) للشاعر الدكتور "باسل الشيخ ياسين" ومقطعين من قصيدة رفيف للشاعر الراحل "ناجي دلول" قدمتها في حفل تأبينه.
الى "سلميه"
ويضيف"عبود" : مع بداية الأحداث عام 2011 تركت "دمشق" عائداً لمدينتي "سلميه"؛ وبدأت نشاطي مع "نضال الماغوط مؤسس فرقة قنديل التي قدمت "الشيخ إمام" وهو أول عروضها على مسرح المركز الثقافي العربي بـ"سلميه"، ثم حياة الفنانين أمثال "فهد بلان" وموفق بهجت"، وإضاءة على حياة الأديب "حنا منيه" و"رفيق سبيعي" وقدمنا العرض في الحمام الأثري وفي جمعية أصدقاء "سلميه" وفي مركز ثقافي المبعوجه" و"عقارب الصافية" وجمعية العاديات، ثم خارج "سلميه" في "عيون الوادي" و"نهر الخوابي" وفي "مخيم الوافدين" بـ"حماه"
موهبة وابداع
يقول المايسترو "محمد السلوم" عن الفنان "عبود":
"صلاح" فنان موهوب لديه حس فني عالي في الغناء والعزف على آلة العود وهو يحفظ الكثير من مكتبتنا وموروثنا العربي الغنائي خصوصاً الطر ب القديم ليعكس ذلك الموروث على أداءه في الغناء والتلحين ولم يكتف بالقالب الغنائي الكلاسيكي بل أجاد المونولوج أيضاً مجسداً كبار الفنانين العرب مثل شخصية "أبو صياح" و "موفق بهجت" و "الشيخ أمام" وغيرهم هو صديقي الذي تجاوزت معرفتي به 30 عاماً، شاركنا معاً بعدة حفلات خاصة وعامة وعلى عدة مسارح محليه ولنا تجارب مشتركة على مستوى التلحين والتوزيع أتمنى التوفيق للصديق "أبو نوار" ودوام التألق والنجاح.
وأضاف مؤسس فرقة القنديل "نضال الماغوط" قائلاً عرفت "عبود" من خلال ولده الفنان "نوار" الذي شارك في العمل الذي قدمته في الحمام الأثري "أبي خليل القباني" عام 2015 وطلبت منه المشاركة بالعمل الذي كنت أعده عن الفنان المصري "الشيخ إمام" فرشح لي والده الفنان "صلاح" وهذا ماكان وقدمنا هذا العمل بالمركز الثقافي العربي بنفس العام ولاقى إعجاب الناس لتميزه ثم قدمناه في "سلمية" و"مصياف" و"عيون الوادي" وأماكن أخرى ثم تلاه أعمال كثيرة: عمل عن الفنان "موفق بهجت" و "فهد بلان" والمونلوج "رفيق سبيعي" وهناك ايضاً برامج غنائية قدمتها فرقتنا أغنيات من الزمن الجميل وأهلية بمحلية وأنا عندي حنين وتحية إلى البحر وتحية إلى حنا مينه، فأنا أقوم بإعداد العمل كتابة وتوثيق معلوماته وتقديمه أثناء العرض ويقوم الفنان "صلاح" بالإهتمام بالجانب الموسيقي والعزف والغناء، أعتز بالفنان "صلاح" فهو فنان يتميز بجمال الأداء والإحساس العالي وملحن لعدة شعراء بألحان جميلة.
وأضاف الباحث "نزار كحلة" قائلاً:
"معرفتي بالفنان المبدع "صلاح عبود" تعود ألى ماينيف عن 10 سنوات بدأت من خلال تلاقينا في جميعية العاديات والصديق المشترك "نضال الماغوط" إنه فنان مبدع بإحساس عال وهذا مايميزه ويعطي غنائه هذا الجمال إنه يمتلك حرفية عالية بالغناء التي عادة ماتسمى بالصنعة الغنائية وله قدرات جيدة في التلحين وهذا ماساهم في صقل إمكانياته الغنائية من خلال فهمه العميق للموسيقا والتأليف الذي ينشأ بينهما وبين الكلمة فيعطي هذا الغناء المطعم بالإحساس والجمال مع عمق إنساني متأصل في روحه الجميلة.