أحبّ الموسيقا وبرزت ميوله نحو الآلات الشرقية، تعلّم العزف على آلة البزق وازداد تعلقاً بها وحبّاً لمعرفة أسرارها حصل على فرصة بمشروع "خطوة" لدعم المشاريع الثقافية في المجتمعات المهمشة والفقيرة، حيث تقدم للمشروع 230 مشارك من أنحاء الوطن العربي نجح منها 16 مشروعاً، وكان مشروع "النميري محمد" صناعة العود والبزق من بينها.
موسيقا شرقية
اقترن حبّه للموسيقا بتعلمها ودراستها من خلال آلتي البزق والعود، " النميري محمد" يتحدث لمدوّنة الموسيقـا عن مسيرته الموسيقية قائلاً: «تعلّمت الموسيقا منذ طفولتي، فقد كان والدي صاحب صوت جميل ومحبّ للموسيقا، وكان مصدر تعلقي بها، مما شجعني وعزز دافعي لحبّ التعلم واكتشاف عالم الموسيقا، كانت بدايتي مع آلة الغيتار ولكن في مرحلة النضج كان الميل نحو الآلات الشرقية وخاصة البزق من خلال سماعها من أشخاص عدة، ولم يكن هناك من يتقنها، فأحببت التعرّف على هذه الآلة وبعد دخولي معهد إعداد المدرسين استطعت الحصول على آلة البزق، وتخرجت بدرجة ممتازة عام 2005، تعينت كمدرس موسيقا في "دمشق" وكان لدي فرصة للتعرّف على موسيقيين وعازفين لآلة البزق وأساتذة بالمعهد العالي للموسيقا استفدت منهم وكان لهم الفضل في تطوري على الآلة بالإضافة لجهدي الشخصي وحبّ الآلة، وأعمل على تطوير مهاراتي بشكل مستمر، ولا يزال البحث في هذه الآلة والموسيقا متواصلاً».
ويتابع القول: «أحببت العزف على البزق وبعد ذلك تعلّمت على آلة العود كونها آلة قريبة من البزق وتعتبر من عائلة الآلات الشرقية وفيها تقاطعات كثيرة مع البزق نوعاً ما من ناحية الأسلوب والأبعاد التي تعتمد على الأرباع، وعملت على تنسيق التدرّب على الآلتين والمحصلة هي التطور بالعزف على الآلتين خلال الفترة الزمنية نفسها»..
خطوة داعمة
استطاع الموسيقي "النميري محمد" أن يخطو بموسيقاه إلى العمل والنجاح من خلال مشروع "خطوة" لدعم المشاريع الثقافية في المجتمعات المهمشة والفقيرة، فيقول: «تقدمت عام 2022 للمشاركة بمشروع "خطوة" لدعم المشاريع الثقافية في المجتمعات المهمشة والفقيرة، حيث تقدم للمشروع 230 مشارك من أنحاء الوطن العربي نجح منها 16 مشروعاً وكنتُ من بينهم، كان مشروعي "صناعة العود والبزق"، وخاصة أنني كنت أتعامل مع مادة الخشب منذ الصغر ولآلتي العود والبزق حضور هام في حياتي، ولدي القدرة على صناعتهما، كما أن خبرتي في إصلاح وصيانة الآلات الموسيقية شكّل لدي فكرة عن صناعة الآلة، وكان المشروع هاماً ليكون الحافز كبيراً للبدء بصناعة الآلات».
ويتابع: «أقمت الورشة منذ عام وباشرت بالعمل وأنتجت أكثر من عود وأكثر من بزق، ونالت صناعتي إعجاب واستحسان الأصدقاء من ناحية الأصوات والأشكال ومستمر، ولدي طموح أن أطوّر هذه الصناعة وأصل لمكان متقدم وأحقق جودة عالية في الإنتاج وأترك أثراً في الموسيقا والصناعة، كما أن صيانة الآلات أو إحياء الآلات التالفة من صلب عملي، والأساس لفكرة الصناعة لأن تفكيك الآلة وتجميعها وإصلاحها يعطي خبرة لتجاوز كافة المشاكل التي تعترضني في الصناعة والتصنيع وخاصة أننا بحكم الظروف قلة من يستطيعون تبديل آلاتهم القديمة أو حيازة آلة جديدة، فيلجؤون إلى صيانة آلاتهم مهما كانت الآلة مهشمة وتالفة أعمل على إحيائها وإعادتها للعزف».
شغف البزق
وعن مشاركاته الموسيقية يتحدث قائلاً: «شاركت بملتقى "البزق" في "دمشق" بدوراته المتعددة، وتكرّمت بالملتقى عام 2022، والذي كان من أهم محطاتي الموسيقية، بالإضافة للحفلات والأمسيات الموسيقية التي كان لها بصمة كبيرة في مسيرتي الفنية، وشاركت بأغنية من كلماتي وألحاني بمهرجان "أغنية الطفل" الذي أقامته منظمة طلائع البعث بدار "الأوبرا" في "دمشق" عام 2017، لدي مشاركات كثيرة في كورال عزف جماعي وعزف منفرد، كما تمّ تكريمي في مهرجان المسرح العالمي عام 2019 من قبل وزارة التربية».
الموسيقي "حسين إبراهيم" عازف بزق محترف ومن أهم صانعي البزق، تحدث عنه قائلاً: «"النميري محمد" يتمتع بحسّ فنّيّ رفيع، إذ بدأ مسيرته الفنية بالأعمال المسرحية ثم ركّز اهتمامه بالموسيقا وليس غريباً عنه، فقد نشأ في بيئة موسيقية فتميز كعازف على آلة البزق ومن ثم شارك في عدد من الأعمال الفنية كعازف رئيسي على الآلة، شارك في منتديات موسيقية عديدة منها ملتقى "البزق" في أكثر من موسم، التحق كمدرس لآلة البزق والعود في معهد "العجان" وهو المعهد الأول للموسيقا في محافظة "اللاذقية"، ثم دفعه شغفه بالآلة إلى متابعة مسيرته الفنية كصانع للآلة وبذلك فقد أحاط إلى حد بعيد بمجمل مناحي الموسيقا كعازف وصانع ومدرس».
جدير بالذكر أن الموسيقي "النميري محمد" من مواليد "اللاذقية" عام 1981، خريج معهد إعداد مدرسين - قسم موسيقا، ويعمل لدى دائرة المسرح المدرسي بتربية "اللاذقية" كمدرب موسيقي لفرق موسيقية وكورال في الأمانة السورية للتنمية منارة "الشيخ ضاهر"، ومدرّس لآلتي العود والبزق في معهد "محمود العجان" الموسيقي، ويعمل على تطوير مشغله وصناعته للعود والبزق والارتقاء بهما..