تعيد مدونة الموسيقا، وفي إطار محاولتها لحفظ الذاكرة الموسيقية السورية، ولملمة المبعثر والمتناثر منها، إحياء ونشر العديد من المواد المنشورة منذ أعوام على مدونة وطن eSyria مدعمة بفيديوهات صورها فريق عمل المدونة آنذاك، ولم تنشر لأسباب فنية.
من جيل يرى في الفن مستقبلاً يقدمه للناس، لونه الغنائي يحدثك عن منطقة تتوسط سورية، ففيه نموذج من مزاج ذلك التراب على حدود الصحراء، إنه الفنان "محمد جاسم خليل" الذي نهل من عائلته حب الغناء، ومن أبناء جيله كسر حاجز التوجس والريبة.
موقع eSyria التقاه بتاريخ 20/3/2012 ليقف عند تجربته التي يقول عنها إنها ما زالت في بدايتها، ويضيف: «لم أبدأ الغناء في سن مبكرة، ولكني على علاقة مع هذا الفن من خلال والدي الذي كان معروفاً بالغناء على "المجوز" والذي كان يحيي الأفراح والمجالس القروية، كذلك نهلت من أحد أخوالي حب الغناء، كنت أستمع له باهتمام، وربما ما دفعني لذلك مدى الحفاوة التي تحاط بالمطرب، وأعتقد في نفسي المقدرة على المضي في هذا المجال، والظروف مهيأة لذلك».
ويضيف: «في جلسات الأصدقاء كنت أغني، وهذا ما لفت انتباههم فشجعوني، وأصروا عليّ أن أمضي في هذا الطريق، استمعت لطلبهم باهتمام، وبدأت أبحث عن نفسي بين كم كبير من الأصوات الجميلة».
ولكنه كغيره من الفنانين يبحث عن إعجاب الجمهور، يقول في هذا الصدد: «لا تأتي قيمة الفن إلا من متذوقيه، فأبناء "الكار" كما يقولون لا يقدمون النصيحة الحقيقية، من هنا تكمن أهمية رضا الجمهور وتقبل ما يقدمه الفنان، فهم الرافعة التي تدفع به إلى التطور وتقديم كل جديد ومختلف».
وحول قيمة الفن الشعبي قال الفنان "محمد خليل": «الأغنية الشعبية هي السائدة منذ عدة سنوات، وبات الجميع ينتظر جديد فلان من المطربين، كما أنها أصبحت المسيطرة على الأفراح خلافاً لما كان في السابق من تداول الأغاني المصرية واللبنانية، فالأغنية الشعبية السورية حققت انتشارها على الأرض وعلى شاشات المحطات الفضائية، بمعنى آخر يمكن لهذا النوع من الغناء أن يقدم اللهجة السورية إلى العالم، ولكن يجب العمل جيداً على الحالة الفنية الطربية ودعم المطربين الذين يقدمون هذا اللون من الغناء».
وفي هذا الاتجاه يؤكد دور الوسائل الإعلامية في نشر الأغنية، مضيفاً: «الجانب الإعلامي في غاية الأهمية، والبرامج التلفزيونية الداعمة ومكتشفة المواهب قليلة جداً إن لم تكن نادرة، وفي نظرة حولنا نجد أن بقية الدول عملت على مثل هذه البرامج الغنائية واستقطبت العديد من الأصوات المميزة من سورية».
بنظرة على ما قدمه "محمد خليل" نجد أن تعامله مع كتاب الأغنية انحصر في أغلبه مع الشاعر "محمد الحواط" الذي نهل من كلماته العديد من الأغنيات، وهنا يقول: «وجدت في كلماته دفء المكان الذي أنتمي إليه، فهو شاعر بالفطرة، ويمتلك طاقة نادرة، وهذا ما شجعني كي أتعامل معه».
الشاعر "محمد الحواط" قدم للفنان "محمد الخليل" العديد من الكلمات، قال في صوته: «يمتلك صوتاً جيداً، ممزوجاً ببحة خاصة، ما يميزه أكثر أنه يجيد اللهجة البدوية، ومنطقتنا على أطراف البادية، أتمنى له الاستمرار».
أما الفنان "أمين فوزي" الذي قدم له عدة ألحان فيقول عن "خليل": «صوت "محمد جاسم خليل" يوحي لك بالبيئة التي يعيش فيها، أبناء المنطقة يميلون لتلقي هذه المسحة من الحزن في صوت فنانيها، كيف لا وهنا وجدت العتابا والموليا والمواويل مستقراً لها بمميزات تتفرد بها عن المناطق المجاورة، لذلك أركز على الجو الطربي الذي يضفيه "خليل" على مستمعيه».
الجدير ذكره أن الفنان "محمد جاسم خليل" من مواليد قرية "تل التوت" من "ريف سلمية"، والمولود فيها في العام 1969.
شارك في مهرجانات أقامتها منظمة اتحاد شبيبة الثورة.
من أغانيه "جيتك عالقبر يا أمي"، "حافي القدم جيتك"، "قالولي ولفك جافاك"، "يا ناس ولفي هجر".