ابن الواحد والعشرين عاماً الذي يظهر اليوم على مسارح الإمارات العربية كعازف درامز مع فرق موسيقية كبيرة يستعيد ذكرى ظهوره الأول على المسرح مع الآلة التي أحبها بدعم من أسرته ولا تغيب عن"أمير الباروكي" مشهد الفرحة التي غمرت مدرسه "أدهم رضوان" وهو يتابعه.
خطوة أولى
يقول: ظهوري على المسرح على ألة الدرامز أهم لحظة في حياتي، عندما صعدت و شاهدت الجمهور لأول وهلة شعرت برهبة و توتر عال جداً وطغى شعور الفرح على نفسي لأنني بدأت تحقيق الحلم والخطوة الأولى باتجاه هدفي، ولن أنسى وجود والدي وأستاذي "أدهم رضوان" في كواليس المسرح ينظر إلي ويمنحني القوة والثقة الكاملة.
وينتسب أمير لأسرة تعشق الموسيقا والده "أيمن الباروكي" عازف على عدد كبير من الآلات الموسيقية وصانع محترف لها وأخته "لبابة الباروكي" عازفة كمان متميزة.
دخل معهد"فريد الأطرش"عام 2010 كان طموحه دراسة آلة الدرامز والإيقاع لكن هذا التخصص لم يكن متوفرا في المعهد فاضطر لاختيار اختصاص آلة البيانو التي درسها حتى عام 2015 وحصل على مصدقة تخرج ممهورة من وزارة الثقافة.
وفي ذات العام عاد للدراسة في معهد "فريد الأطرش" بعد إحداث اختصاص آلة درامز ودرس فعليا أربع سنوات، وبسبب تفوقه في الآلة ترفع للسنة السابعة في المعهد اختصاص درامز ومن ثم اتجه لإكمال حياته الجامعية بعد التسجيل في كلية الهندسة وبعد عام عاد لآلته.
يقول أمير: لم أكمل دراستي الجامعية لكون الدرامز قطعة من قلبي وأمام عيوني أينما كنت ومنذ الصغر، كل حركة أبحث لها عن إيقاع، أي أغنية أسمعها أول شيء اسمعه الإيقاع، وهكذا دخل الدرامز بكل تفاصيل حياتي يرافقني كل أوقاتي وآلة أعتبرها خياري الشخصي طبعا وكنت وما زلت مستعد للتضحية بكل شيء لأنمي مهارتي.
دعم ورعاية
يتحدث "أمير" عن الدعم الكبيروالرعاية التي حظى بها قائلا: صاحب الفضل الأكبر، والأول والدي الموسيقي أيمن الباروكي الأستاذ والمساعد والداعم في كل اللحظات والتفاصيل، إضافة لوالدتي المشجعة واليد الثابتة دائما لي في كل تفاصيل حياتي.
ولأستاذي"أدهم رضوان" الذي رافقني حتى الآن و يتابعني خطوة تلو الأخرى وينصحني ويساعدني، وله الفضل كله في تنمية مهارتي و وضعي على المسار الصحيح دائما وتصحيح أخطائي.
طبعا كان الدافع والحافزالأول لدخول المعهد هو شقيقتي "لبابة" عازفة الكمان التي دخلت قبلي وشجعتني ولغاية هذا التاريخ نخطط لمستقبل موسيقي نحلم به.
"أمير" يجد في دراسته في معهد "فريد الأطرش" أجمل مراحل العمر دراسة وجد وتكوين معارف وأصدقاء حتى هذه اللحظة يتواصل معهم ويعتبرهم رفاق درب وحلم، والآن أغلبهم أصبح في أهم الأماكن، وكانت مرحلة مثمرة وفق حديثه بفضل اهتمام ورعاية مدير المعهد الأستاذ "معين نفاع" المعطاء والداعم الأساسي لجميع الطلاب في المعهد.
تعلم وتعليم
حصل أمير على معدل 99 بالمئة عند التخرج وخلال السنتين الأخيرتين من دراسته في المعهد قام بتدريس بعض الطلاب الأساسيات التي يتقنها واعتمد على نفسه بالدراسة وتقديم الامتحانات في تجربة ذاتية ساهمت في تطوير مستواه.
يضيف: لا يمكن أن أقول عن نفسي مدرس محترف لهذه الآلة فقد كنت بعمر التاسعة عشرة حينها وأنا لم انته من التعلم بعد، وكل يوم أتعلم واستفيد من أي شيء يظهر أمامي له علاقة بآلتي التي شاركت بالعزف عليها بأكثر من 80 حفلة مع معهد "فريد الأطرش" و في دار الأوبرا السورية.
ويتابع حديثه: كان خياري في تلك المرحلة أن أنتقي عددا قليلا من الطلاب أتابعهم وعملت بهذه الطريقة لفترة، ولكن قرار السفر كان عائقا للتوقف عن تدريس بعض منهم، لكن إلى الآن أتابع البعض منهم و أحاول المساعدة بأي طريقة ممكنة.
"أمير" اختار السفر لأسباب عدة تضاف للعمل ليكون في مكان يمكنه من تحقيق هدفه وحلمه الذي يحتاج إلى بيئة مناسبة و دعم مادي لم يتوفر في بلده.
يضيف: تبقى سوريا المكان الذي خلقت وتربيت وتعلمت فيه وأتمنى أن تصبح المكان المناسب لجميع الأشخاص الذي لديهم هدف.
بداية الاحتراف
يخبرنا "أمير" أن أول عائق واجهه بالاغتراب أنه وجد نفسه أمام حياة ومكان ومجتمع وثقافة جديدة وهذا شيء جدا صعب لا يمكن لأحد أن يفهمه دون أن يجربه.
يقول:عندما سافرت العائق الذي كان أمامي هو العمر، كان عمري 20 وفي قانون دولة الإمارات ممنوع أن أذهب حفلات في هذا العمر يجب أن أكون 21+ ولكن لم أتوقف وتابعت المحاولة و ذهبت 3 حفلات إلى المالديف، وكانت خطوة مهمة، ومن فترة وجيزة أصبحت 21 وعندها وضعت نقطة البداية في دولة الإمارات، لأتابع العزف على أي آلة إيقاعية وأشارك بحفلات وعروض أداء على الدرامز والبيركشن هو عبارة عن عدة آلات إيقاعية مع بعضها البعض ( تيمبالس ودجمبيه و بونغوز وطبلة وغيرها ) وملتزم من 5 سنوات مع فرقة match box نعزف ونقدم حفلات موسيقى غربية Rock , pop , country , blues , jazz
ويختم "أمير" حديثه: أسعى حالياً لمتابعة دراسة الموسيقى بجامعة berklee بأميركا ولكن العائق حاليا هو السفر لأمريكا.
عاشق الدرامز
رأى فيه أستاذه "أدهم رضوان" عازف الدرامز وبيركشن ومدير شركة تعهدات فنية بالإمارات نموذجا للطالب المجد وعاشق الموسيقى وآلته "الدرامز" على وجه التحديد.
يقول: الدرامز آلة غربية ألوانها الجاز والروك سميت آلة الطبول لكنها آلة صعبة للتعليم تحتاج لفصل حواس، والتعامل معها سهل ممتنع.
"أمير" بذل جهدا كبيرا وتجاوز الصعوبات وكان يتدرب كل يوم 3 إلى 4 ساعات تدريب متواصل وفق والده الذي أكن له كل المحبة ولاهتمامه الموسيقي الرائع، و"أمير" تميز باهتمام واستيعاب سريع وهو من الأشخاص الذين تطوروا بسرعة فائقة وعمل مع فنانين و نجوم كبار ولديه برامج مقبلة وحفلات كبيرة تبعا لموهبته وإلتزامه وخاصة أن عمره بات مناسبا للعمل في الإمارات و أتوقع وأتمنى له نجاح كبير يستحقه.
يصف "عمر حديفة" عازف "فيولا" وطالب السنة الخامسة بالمعهد العالي للموسيقا "دمشق" أمير بصاحب الحضور الجميل والمؤدي الناجح على أي آلة إيقاعية بإحساس.
يضيف: عازف درامز مهم على مستوى كبير من الناحية التقنية يعزف بجودة عالية وامتلك خبرة مهمة بعمر صغير، لأنه موهوب بالفطرة ولديه شغف ليعمل شيئا استثنائيا بآلته دائما وينشر أجواء جميلة بحضوره وله بصمة بأي فرقة ينظم لها.