تعيد مدونة الموسيقا، وفي إطار محاولتها لحفظ الذاكرة الموسيقية السورية، ولملمة المبعثر والمتناثر منها، إحياء ونشر العديد من المواد المنشورة منذ أعوام على مدونة وطن eSyria مدعمة بفيديوهات صورها فريق عمل المدونة آنذاك، ولم تنشر لأسباب فنية.
أعطت الجمعية الخيرية الشركسية في "سورية" منذ تأسيسها عام 1948 تحت اسم "المقاصد الخيرية" أهمية كبيرة للفن الشركسي لاسيما الموسيقا والرقص، ومنذ ذلك الحين تأسست فرق تهتم بهذين المجالين وفي فروعها بعدد من المدن السورية التي سكن فيها "الشراكس".
تتواجد الفرق الفنية الشركسية في المناطق "الساحلية" و"الجزيرة" و"حمص" و"دمشق" و"القنيطرة"، وتشارك بشكل دائم في المهرجانات والفعاليات الوطنية، وتعد الفرقة الفنية التابعة للجمعية "الخيرية الشركسية- فرع قدسيا" أبرزها.
يمثل الرقص الشركسي أحد الأوجه البارزة في تراث هذا الشعب والذي جسدته فرقتنا الفنية في مختلف المدن السورية عبر العديد من الفعاليات والمهرجانات الفنية والتراثية، وقد جذبت الفرقة خلال فترة قياسية أنظار الحضور والمعنيين أينما حلت نتيجة أدائها المتميز وبراعة راقصيها، واليوم تحظى باهتمام شعبي ورسمي كبير لما تمثله من تراث ثقافي جميل
ويقول "نسيم خواظ" أحد مدربي الفرقة: «بدأت فرقتنا تدريباتها في أواخر عام 2016 حيث تمت دعوتي أنا وشقيقي "ربيع خواظ" من قبل الجمعية للنقاش والتحاور حول تأهيل وتدريب الفرقة، وبدأنا التدريبات بمشاركة خمسين شاباً وشابة من الراغبين بتعلم الرقص الشركسي بشكل طوعي ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، وذلك بهدف الحفاظ على تراث الآباء والأجداد والعادات والتقاليد، وخاصة أن الرقص له مساحة واسعة في الثقافة الشركسية».
ويضيف "خواظ": «الفرقة هي امتداد لمسيرة طويلة لفرق أسستها الجمعية منذ ولادتها وبشكلها الحالي، كانت أولى مشاركاتها ضمن فعاليات مهرجان "قوس قزح سورية" الثاني عام 2016، هذا المهرجان الذي يعود له الفضل بإعادة نشاط العديد من الفرق التي تنتمي إلى الألوان السورية والتي توقفت تدريباتها نتيجة الحرب، وفي ذات العام شاركت الفرقة بفعاليات يوم الشباب العالمي في فندق "شيراتون" بدمشق، وحصلت على المركز الأول، لتقدم حفلها الخاص الأول بدار "الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق" عام 2017، وبهذه النشاطات أعادت الفرقة مكانتها في المشهد الثقافي السوري ولتنهال عليها دعوات كثيرة في العديد من المدن السورية، وتالياً إيصال رسالة الفرقة وهي نشر الثقافة الشركسية الغنائية والراقصة كجزء لا يتجزأ من الثقافة السورية».
وينهي "خواظ" حديثه قائلاً: «تقدم الفرقة الرقصات المعروفة عند الشعب الشركسي كرقصة "قافا" التي توصف برقصة الأمراء ورقصة الكبرياء والشموخ، وهي أكثر انتشاراً بين شعوب جبال "القفقاس" وتسمى برقصة اللقاء الأول بين الشاب والفتاة، وتأتي أغلب الرقصات الشعبية لدينا بشكل تسلسلي كما العمل الموسيقي الكلاسيكي، أي الثانية تكمل الأولى مثل رقصة "ودج" بحركتيها البطيئة والسريعة التي تكمل رقصة "قافا" حيث مرحلة التدرج العاطفي بعد اللقاء الأول، ولدينا في الفرقة رقصات كثيرة أخرى مثل "زغلاند" و"خونكا" و"إسلامية"».
بدوره يقول "هلال ذو الكفل" المدير الفني للفرقة: «يمثل الرقص الشركسي أحد الأوجه البارزة في تراث هذا الشعب والذي جسدته فرقتنا الفنية في مختلف المدن السورية عبر العديد من الفعاليات والمهرجانات الفنية والتراثية، وقد جذبت الفرقة خلال فترة قياسية أنظار الحضور والمعنيين أينما حلت نتيجة أدائها المتميز وبراعة راقصيها، واليوم تحظى باهتمام شعبي ورسمي كبير لما تمثله من تراث ثقافي جميل».
يشار أن "الفرقة الفنية الشركسية" تعدادها اليوم مئة وخمسون فناناً وفنانة من فئة الأطفال واليافعين والشباب، وقدمت العديد من الحفلات خلال سبع سنوات الماضية، منها عرض بمهرجان "عبق الياسمين" في "قلعة دمشق"، عرض في ملعب "الفيحاء" ضمن فعاليات الاتحاد الرياضي العام، أمسية بدعوة من السفير الهندي بدمشق بمناسبة يوم الهند الوطني في فندق "شيراتون"، وعرض بمناسبة العيد المئة لتأسيس الجيش الروسي (الأحمر) بدعوة من الملحق العسكري للسفارة الروسية، وأمسية ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي، كما لها مشاركة دائمة في فعاليات مهرجان "قوس قزح سورية" التي تقام سنوياً في دار الأسد للثقافة والفنون– أوبرا دمشق، وغيرها الكثير من الأنشطة، ويقوم على تدريبات الفرقة كل من "ربيع خواظ" و"نسيم خواظ.".