تعلق الفنان الشاب "زكريا تادفي" بحب الإنشاد والغناء مبكّراً، وهو في سن السادسة، فلفت أنظار المحيطين به من عائلته وأقربائه وأصدقائه، لرنة صوته الفريدة وموهبته الفذّة.

بدايةٌ واعدة

كانت بداياته بتجويد القرآن الكريم، وأداء الأناشيد والابتهالات الدينية والموشحات والأغاني التراثية في مجالس الذكر والسهرات العائلية. ومع دخوله المرحلة الابتدائية، أوفدته مدرسته إلى "مدرسة الأنشطة والفنون" لتنمية موهبته ورعايتها في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وللمشاركة في المناسبات الرسمية والفنية.

حافظ "زكريا" على تفوقه في دراسته، ودخل الجامعة بجدارة لدراسة علوم الفلسفة الإسلامية، وخلال هذه المرحلة لمع في جامعته وشارك في الكثير من الحفلات الرسمية المُقامة في رحاب "جامعة حلب"، كصوت شبابي جميل واعد يغني التراث والموشحات والأغنية العربية العريقة وغيرها.

الفنان الشاب زكريا تادفي

صقل الذاتي

الفنان زكريا تادفي

ضيف الفنان الشاب "زكريا تادفي" لمدونة الموسيقا، قائلاً: حرصت على تطوير موهبتي من خلال الدراسة الفنية الأكاديمية الموسيقية، وكانت البداية بالانضمام إلى كورال "حلب" الوطني تحت رعاية الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون، وتلقيّتُ فيه الموشح والقد والأغنية العربية التراثية العريقة والصولفيج الغنائي على يد الفنانين "أحمد قداح وأحمد خياطة"، وشاركت في فعاليات وحفلات الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون ومناسباتها الرسمية والوطنية.

ويشير إلى أنه أتمّ تعليمه بدراسة النوتة الموسيقية والعزف على آلة العود على يد الملحنين "عبد الباسط بكار وسمير جركس"، ويقول: أتيحت لي الفرصة لأغنّي في المناسبات الرسمية والوطنية، على مسرحي نقابة الفنانين والمركز الثقافي ومسرح دار الكتب الوطنية وصرح مكتبة الأسد في دمشق، وجمعية العاديات وعدة مسارح مهمة في سورية، كمطرب للقدود والموشحات والطقطوقة والأغنية التراثية العريقة. ثم تقدمتُ للمشاركة كمتسابق في برنامج نجم "حلب" ونلت مركزاً متقدماً بشهادة جميع الخبرات الفنية التي كانت حاضرة .

زكريا تادفي

أول أغنية

أصدر أغنيته الصوفية الأولى من ألحانه وتوزيعه بعنوان "خيالك" بتاريخ 2021، وهو في طور التحضير لأربع أغانٍ متنوعة المواضيع من ألحانه وتوزيعه، ومن ثم ذهب إلى دولة "الإمارات العربية المتحدة" فكان سفيراً للقدود والموشحات والأغنية العربية، وأحيا العديد من الحفلات التي حققت صدى كبيراً، وبات له جمهور من مختلف جنسيات الوطن العربي.

ثم انتسب كمطرب لفرقة "تراثنا هويّتنا" ليخدم تراثه وهويته الفنية، وتم قبوله في نقابة الفنانين بعد أن خضع لاختبار أمام عدد من أهم الموسيقيين "المايسترو طاهر مامللي، المايسترو عدنان فتح الله، المايسترو أندريه معلولي..".

ويختم "زكريا" حديثه لمدونة الموسيقا بتأكيد أن مشواراً طويلاً لايزال أمامه في عالم الفن والغناء، لتحقيق هدفه بوضع بصمته الخاصة في الموسيقا العربية، ليسير بذلك على خطا الكبار، وأنه حريص على متابعة تلقي العلوم الموسيقية والظهور بأفضل مظهر يليق بهذه الأمانة والرسالة السامية.

الصوت الدافئ

الملحن "عبد الباسط بكار" قال: يملك المطرب "زكريا تادفي" إحساساً وصوتاً جميلاً ودافئاً، وثقافة جامعية عالية، وهو حالياً قيد التعلم وصقل ذاته فنياً، وعليه إكمال مشواره من دون توقف.

أما الملحن "سمير جركس" فقال: يمتاز المطرب الشاب "زكريا" بصوت نقي، ولديه المقدرة على معالجة المقام بأسلوب رشيق، وهو يسير نحو مزيد من النضوج والخبرة، وأتوقع له مستقبلاً فنياً مشرقاً .

التلحين وكتابة الأغاني

من جهته الصحفي والناقد الموسيقي "طارق بصمه جي" قال: عرفت الفنان الشاب "زكريا تادفي" منذ سنوات، عندما حل ضيفاً لدينا ضمن أحد البرامج التي ترعى المواهب في "إذاعة حلب"، فوجدت أن صوتَه مميز، كونه يجيد أداء الأغنيات القديمة والجديدة في آن واحد، ويختار أداء الموشحات وأغنيات الزمن الجميل التي تعلمها من أساتذته، كما لاحظت حرصه على أداء الأغاني الحديثة الملتزمة البعيدة عن صخب بعض الأغنيات الشبابية الرائجة.

ويتابع "بصمه جي": أما في الجانب الموسيقي فهو يتميز عن أقرانه من الفنانين الشباب بموهبة التلحين وكتابة الأغاني، وهي موهبة قد تزهر في القادم من الأيام ، ليجني ثمارها عبر أغانٍ متكاملة تحمل اسمه وتسجل في رصيده الفني الذي نأمله زاهراً .