تعيد مدونة الموسيقا، وفي إطار محاولتها لحفظ الذاكرة الموسيقية السورية، ولملمة المبعثر والمتناثر منها، إحياء ونشر العديد من المواد المنشورة منذ أعوام على مدونة وطن eSyria مدعمة بفيديوهات صورها فريق عمل المدونة آنذاك، ولم تنشر لأسباب فنية.
موسيقي يبحث عن ذاته متنقلاً بين العاصمة ومدينته "سلمية" هو أستاذ في معهد "كارمن" لتعليم الموسيقا، كما أنه مشارك ومؤسس لعدد من الفرق الموسيقية التي أغنت الحركة الموسيقية في سورية من خلال أمسيات كثيراً ما برز فيها "رامي الجندي" مع آلاته الإيقاعية.
موقع eSyria التقى به في مدينته ليلقي الضوء على تجربة إنسان فقد البصر رويداً رويداً، لكنه امتلك من البصيرة حد الإبداع.
«بدأت في العام 1988 بالتدرب على يد الفنان "محمد السلوم" واستغرق ذلك ثلاث سنوات»
وكمعظم الموسيقيين كان احتضان الأهل لموهبته هو الأثر الكبير في مستقبله الفني، حيث استمد التشجيع من والده مدرس مادة الجغرافية وأخيه الطبيب وأخيه الآخر والذي يعمل مهندساً مدنياً، يقول عن هذه المرحلة من الجانب الذي يتعلق بالموسيقا: «بدايتي كانت من خلال مشاركتي في إحدى فرق "الكورال" مختبراً نفسي من خلال الاحتكاك مع هذا الوسط، ثم اتجهت إلى تعلم العزف على الآلات الإيقاعية، ويبدو أنني اخترت الإيقاع لتوافر الآلات من جهة، ورخص ثمنها من جهة ثانية، كما أنه بالإمكان التدرب عليها في أي مكان، أي إنه يمكنك أن تصنع آلة إيقاعية من أي شيء يصادفك كطاولة مثلاً، وهذا يساعد في سرعة التعلم خاصة إن كان الشخص يرغب فعلياً بالتعلم».
لكن "رامي" لم يكتف بتلك الفترة فصقل موهبته وعمل جاهداً لتطوير مهارته، وهنا يقول: «كأي عازف إيقاع تكون البداية مع "الطبلة" (الدربكـّة)، ولكن أشير إلي أن أتعلم العزف على آلة "الرق" لعدم وجود من يتقنها، كما أنها ستمنحني من فرص المشاركة الشيء الكثير، أعجبتني الفكرة وكان ذلك، وهنا جاءت مرحلة تعلمي على يد الأستاذ "جمال السقا" عازف "الرق" الشهير، واستغرق التدريب ثلاث سنوات أخرى».
يضيف: «كان لقائي بالأستاذ "جمال" مجرد مصادفة، فقد عرّفني عليه الأستاذ "عصام رافع" وسمع عزفي فكان قراره بتعليمي، ومن وجهة نظري فإن عازف الإيقاع في فرقة موسيقية هو أشبه بضابط عسكري، لذلك كان يسمى "ضابط إيقاع"».
مرحلة الانطلاق تجلت في مشاركاته مع أكثر من فرقة وفي أكثر من نشاط، قال: «بداية كل فنان هو التوسع والانتشار، فكان لي مشاركات مع فرق موسيقية من "سلمية" وكنت عضواً في فرقة "آفاق" التي أسسها الصديق "محمد سعيد جرعتلي"، ثم فرقة "الكندي" برئاسة الفنان "عادل السلوم"، وكان لي عدة مشاركات خارج القطر بمشاركة مع المغنية "شمس اسماعيل"، ومع فرقة "أوج" التي أسسها الفنان "وسيم مقداد"، وفرقة "ميراج" مع عازف العود "ماهر محمود" وغيرها الكثير».
لكنه وكغيره من بقية الفنانين له مشروعه الموسيقي الذي يجب أن يرى النور على حد قوله: «لم تمنع مشاركاتي هذه من تأسيس فرقة "مسافات" والتي تقدم موسيقا الشعوب على اختلافها، وكانت انطلاقتها من مكان أثري قديم هو "حمام سلمية" عام 2010، وقدمنا أنماطاً موسيقية مختلفة منها: "التركي"- "البلقاني"- "المصري"- "الهندي"- "الفارسي"».
وهو اليوم يعمل على إطلاق ألبوم موسيقي يسعى إلى تقديم الآلات الإيقاعية بشكل مغاير. فيقول: «وسيكون هناك مشاركة من الآلات النفخية (النحاسية)».
ويجد "رامي" أن لورشات العمل الموسيقية دوراً كبيراً في تطور مستوى العازف لذا كان ممن يسعون لمثل هذه الورشات، وعنها يقول: «يمكن للمشارك أن يتعرف على أنماط موسيقية متعددة نجهلها، كما أن الاحتكاك بموسيقيين جدد من خارج القطر يمنحنا فرصة الالتقاء وتبادل الثقافات وهذا شيء مهم».
ويذكر بعض هذه المشاركات فيقول: «التحقت بورشة عمل مع عازف "سيتار" الباكستاني "أشرف شريف خان"، وورشة أخرى مع عازفة الكمان الهولندية "ياكومين"، ومع عازف الإيقاع الألماني "غوست رومبل"، ومع خبير الآلات الإيقاعية في المعهد العالي للموسيقا "أليكس" وهو روسي الجنسية، وعدة ورشات حول الموسيقا الإفريقية».
أما واقع الموسيقا السورية فيجده بخير، ويقول في هذا الصدد: «لا شك أن شهرة سورية جاءت من خلال الموشحات والقدود الحلبية فقد تعلمها وتدرب عليها كبار الفنانين العرب، منهم: "سيد درويش"- "محمد عبد الوهاب"- "ناظم غزالي"، ولكن الموسيقا السورية بشكل خاص هي عبارة عن نسيج شبه متجانس بسبب التنوع الهائل الذي سببه موقع سورية الجغرافي».
ويتساءل "رامي الجندي" عن مشروع "موسيقا على الطريق" الذي أوقف لأسباب يجهلها، وهو يؤكد مدى أهمية هذا المشروع.
ــ بطاقة تعريف: "رامي الجندي" من مواليد سلمية في العام 1982.
ــ مشارك في عدة فرق موسيقية.
ــ عضو متمرن في نقابة الفنانين السوريين.
ــ شارك في الأسبوع الثقافي السوري في الأردن مع المغنية "شمس اسماعيل".