ظهرت موهبة "عباس عيسى" الموسيقية بعمر الثلاث سنوات فقد كان محباً للإيقاع، ويجعل كل ما يقع بين يديه آلة إيقاعية، رغم تعرّضه لنقص أكسجة منذ الولادة، تسبب في قصر وتر في طرفه السفلي الأيسر وتشنج بكفه الأيسر، وإصابته بـ "الساد الطفولي" في العينين منعه من الرؤية، وخضع إثر ذلك لعدة عمليات جراحية.
مرحلة الطفولة
التقت "مدونة الموسيقا" عازف العود "عباس عيسى"، وهو من مواليد السلمية عام 2002، وتحدث قائلاً: «ولدت بروح موسيقية، وجعلت كل ما بين يدي آلة إيقاعية مذ كنت طفلاً صغيراً، رغم إعاقتي البصرية وكف يدي اليسرى "مضموم الأصابع"، وبعد خضوعي لعمليات جراحية لمعالجة البصر وزرع عدسات أستطعت الرؤية ودخول المدرسة والتعلم حتى حصلت على الشهادة الإعدادية، ولم أكمل تعليمي ولكني التحقت بمعهد تعلم الموسيقا للفنان "إحسان خضور"، وساهم تعلمي للعزف على ألة العود في تحرير أصابعي من قيدها الطفولي، وفي عام 2022 بدأت في تعليم الموسيقا للهواة الأطفال مثل الطفلة "جنى القطريب" البالغة 12 عاماً، التي تعلمت النوتة وبعض الأغاني، إضافة إلى آخرين بمن فيهم هواة من كبار السن».
مشاركات متعددة
ويشير إلى أنه شارك في تقديم عدة عروض موسيقية محلية، مع "جمعية الشلل الدماغي" في عامي 2016 و2017، وشارك بفرقة اليوبيل في "سلميه" عام 2018، كما قدم عدة عروض محلية.
يتابع: «وشاركت عام 2019 مع مدربة المسرح المدرسي في مهرجان الربيع في "حماه"، وفي افتتاح جمعية "قطرة أمل" لرعاية الطفولة مع فرقة الفنان "إحسان خضور"، وفي فرقة "آمال" التابعة لفريق أمل التطوعي، وهي مكونة من خمسة عازفين ومغنيين، أنا و"شام خضر" عازفا العود، وعلى الكمان "سنا الشعار" و"حيدرة رزوق"، وفي الإيقاع "محمد محفوض"، والغناء "بتول العيزوقي" و"كريم الحركة". أما عام 2019 فشاركت في عرض بالمركز الثقافي في "سلميه" برعاية جمعية "قطرة أمل"، وفي 2022 عرضاً على مسرح ثقافي "سلميه" بمناسبة مهرجان التراث مع المغنية "آلاء سيفو"، وفي 2023 ولدت فرقة "آمال" وقدمنا عرضاً مع "اليجينسي" التابع لمؤسسة "الأغا خان"، وفي 2024 عرضاً لتكريم 193 طالباً في ريادة الأعمال، وحفلة بصالة أدونيا».
إتقان الموسيقا
تحدثت السيدة "أمينة إبراهيم" والدة "عباس عيسى" عن وضعه الصحي في مرحلة الطفولة مؤكدة أنه أجريت له أربع عمليات جراحية لعينيه وزرع عدسات زجاجية حتى استطاع الرؤية، وأربع عمليات جراحية للطرف السفلي الأيسر مع معالجات فيزيائية مستمرة حتى استطاع الوقوف على قدمه.
لافتة إلى أن الموسيقا كانت روح "عباس" منذ نعومة أظفاره، وقد أحب الإيقاع فاشترت له "دربكة" عندما كان بعمر الثلاث سنوات. تقول: «بعد استقرار وضعه الصحي عندما بلغ الـ 15 عاماً ألحقته بمعهد الفنان "إحسان خضور" لتعلم أصول الموسيقا والعزف على آلة العود حتى أتقنه».
التغلب على الصعوبات
الفنان "إحسان خضور" الذي قام بتعليم "عباس عيسى" قال: «بدأ "عباس" تعلم الموسيقا منذ الصغر بعمر 15 عاماً، وكان شغوفاً بها مما جعله يتغلب على جميع الصعوبات، والآن أصبح عازفاً ممتازاً يقوم بالكثير من الأنشطة والحفلات، ولديه العديد من الطلاب ليعلمهم الموسيقا».
الطموح والشغف
"دينا حيدر" مدربة المسرح المدرسي، قالت: «كان "عباس" بعمر الـ17 عاماً عندما شارك بفرقة المسرح المدرسي "سنابل سلميه" كعازف على آلة العود، وقدمنا العرض بمهرجان الربيع عام 2019 على مسرح دار الأوبرا بـ"حماه" بحضور شعبي ورسمي». وتشير إلى أنه شاب طموح وشغوف بآلة العود، وكان مثابراً لتعلم كل جديد، وليس غريباً أن يصل لما هو عليه الآن.
نشاط موسيقي
"محمد رزوق" مسؤول برامج في فريق "آمل" أضاف قائلاً: «بدأ عباس نشاطه مع الفريق بشهر نيسان 2023. وهو أحد المستفيدين من مشروع "آمال"، والذي تم تنفيذه من قبل الفريق بالشراكة مع مشروع "إيجنسي" التابع لمؤسسة "الآغاخان"، والهدف منه كف العنف الاجتماعي القائم على الفتيات و"ذوي الإعاقة"، وأهمية دمج "ذوي الإعاقة" في المجتمع، واستمر المشروع من2022 ، 2023 وكان يحتوي على شقين الأول تدريبات توعية متعلقة بالحماية والتمكين ورفع قدرة الفتيات والفتيان والشباب والشابات والشق الثاني دعم المواهب من رسم وعزف وغناء وإحياء أحداث اجتماعية للفنون، قدم عباس الأنشطة مع الموسيقيين ومن ثم التدريبات المتعلقة بموهبة العزف والغناء، وعمل بعدها في معرض آمال للفنون».
ويضيف: «بعد الانتهاء من هذا المشروع تم تشكيل فريق "آمال" وكان عباس هو المنسق الداخلي للفرقة، بقيادة العازفة "شام خضور"، وبعد نهاية المشروع أقاموا أكثر من حفل موسيقي بمناسبة تخريج طلاب مهندسين تابعين لإجينسي وحفل طريق الشام الذي جمع العديد من البرامج الثقافية والفنون والأدب وحفل مع جمعية قطرة أمل».