تعيد مدونة الموسيقا، وفي إطار محاولتها لحفظ الذاكرة الموسيقية السورية، ولملمة المبعثر والمتناثر منها، إحياء ونشر العديد من المواد المنشورة منذ أعوام على مدونة وطن eSyria مدعمة بفيديوهات صورها فريق عمل المدونة آنذاك، ولم تنشر لأسباب فنية.
ولدت على ضفافه أساطير الموسيقا والمغنية الأولى في ماري "أورنينا"، حيث استطاع الفرات أن يحتضن فرقة استمدت اسمها من سجله التاريخي وعبقت ألحانها بأطياف الحضارات التي نشأت على ضفافه فكانت فرقة "الفرات" في "دير الزور".
وعن ظروف تأسيس الفرقة حدثنا مكمّل مسيرتها الفنان "يحيى عبد الجبار": «تأسست الفرقة عام 1985 وانقطعت عام 1990، لأعيد تأسيسها عام 2004، حيث كانت تفتقر لأي آلة من آلات الموسيقا ومن خلال بعض التبرعات التي حصلت عليها قمت بشراء آلتي كمان ومجموعة نايات وعود ومجموعة إيقاعات، وعندما تبنت مديرية الثقافة في "دير الزور" الفرقة أصبحنا نشتري آلاتنا بالتدريج لنحاول بعدها المضي قدماً في التحضير للبروفات».
كما تم تكليف بعض فناني "دير الزور" ودعوتهم للمركز الثقافي في الدير، حيث بدأنا بالبروفات ولتبدأ معها عملية البحث عن تراث الفرات السوري وإعادة إحيائه ونقله من مجرد حروف وألحان لنجعله ينطق ويدغدغ أحاسيس الجمهور
وأضاف "عبد الجبار": «كما تم تكليف بعض فناني "دير الزور" ودعوتهم للمركز الثقافي في الدير، حيث بدأنا بالبروفات ولتبدأ معها عملية البحث عن تراث الفرات السوري وإعادة إحيائه ونقله من مجرد حروف وألحان لنجعله ينطق ويدغدغ أحاسيس الجمهور».
تتألف الفرقة كما أوضح لنا مؤسسها من عشرين عضواً 9 موسيقين و8 مطربين ومطربتين، وتمنى أن يزداد عدد الإناث في الفرقة، وذلك نتيجة الحالة الاجتماعية في "دير الزور" فقلما نجد امرأة تمتلك جرأة الوقوف على المسرح وتغني التراث.
تشارك الفرقة في العديد من الفعاليات والأنشطة المحلية بمعدل 8-9 حفلات كل سنة، كما أنها خرجت من إطار المحلية لتشارك في مهرجان البادية الأول في الأردن.
تكون مرحلة التطوير والتجديد ضرورية في كل أنواع الفنون ولاسيما التي تعنى بالتراث الفلكلوري، وذلك لتقليص الفجوة بين الجيل القديم والجديد، وهذا ما فعلته فرقة "الفرات" محاولة كسب شريحة واسعة من جمهورها، حيث يتشارك كل أفراد الفرقة بمهمة التطوير وإعادة التوزيع، فهذا يضيف جملة موسيقية، وهذا يسرع حركة، وغالباً تكون الأغاني القديمة بلا لوازم موسيقية تكون مسؤولية إعادة صياغتها من مهام الفرقة حيث قال "عبد الجبار": «أدخلنا على أغانينا التراثية بعض الهارموني محافظين على روح التراث، فقمنا بإدخال التوزيع العمودي والأفقي لنقترب من جيل الشباب، وذلك لئلا نقدم لهم أغنية تمتاز بالبطء والألم والتشكي، فزدنا من سرعة إيقاعها وهذبنا واصطلحنا بعض الكلمات الجديدة».
أكد "عبد الجبار" على أن التعددية الموسيقية التي تحتضنها اللحمة الوطنية في سورية أفرزت أنواع كثيرة من التراث الموسيقي الذي ينتمي لبيئات مختلفة، هذا التراث هو إرث حضاري يجب الحفاظ عليه وتدوينه بطرق صحيحة وعلمية، كما تمنى أن تستمر الفرقة التي تعنى بهذه المهمة بشكل أو بآخر، إضافة إلى مطالبته بالمزيد من الدعم المعنوي والمادي لتعين الفرقة على الوقوف في وجه كل المطبات التي تعترضها.