تعلّقَ الشاب "ورد عبد الإبراهيم" ذو العشرين عاماً بالموسيقا مُبكراً، وهو لم يكن قد تجاوز السبع سنوات من عمره، فسكنتِ النغماتُ الموسيقيّة داخلَ أعماقه ووجدانه، ووجدَ فيها ضالّتَه وأنشودَته التي تلاءمتْ مع روحه، فصقل موهبتَه الفنية بالمثابرة والدراسة والعمل.
بدايات واعدة
عن بداياته، يقول العازف "ورد عبد الإبراهيم" لـ "مدونة الموسيقا": «أحببتُ الموسيقا من خلال والدي عازف الكمان المعروف "محمد الإبراهيم"، الذي كان يستضيف في المنزل سهراتٍ للعديد من زملائه الفنانين والعازفين، ويقدّم معهم حفلاتٍ طربيةً متنوعةً من غناء الموال والقدود والموشحات، الأمر الذي أثر بي وجعلني مولعاً بالموسيقا، وأكثر ما كان يشدُّني ويلفت نظري النغمات الصادرة عن آلة "القانون"، فقررتُ دراستَها وتعلّم العزف على هذه الآلة الجميلة الشاملة».
ويضيف: «بدعم وتشجيع من والدي التحقتُ بمعهد الراحل "صباح فخري" لدراسةِ النوتة وتطوير ذاتي فنياً، مع التخصّص بدراسة آلة "القانون" والعزف عليها، ومن حسن حظي أشرفَ عليَّ في تلك الفترة كبار العازفين في المعهد، ومنهم نقيب الفنانين بالمدينة "عبد الحليم حريري"، وكلٌّ من "غسان عموري والراحل طارق قباني وحسن عساف وحمدي الشاطر وعبد الباسط بكار ومحمد قصاص وناصر غنايمي وغيرهم"، ونهلتُ منهم وتعلَّمتُ الكثير، وبقيتُ في المعهد طالباً أدرس الموسيقا لمدة تسع سنوات، ثم تخرَّجتُ من المعهد عازفاً متمكِّناً على آلة "القانون"».
أنشطة موسيقية
بعد التخرّج من المعهد سعى لاكتساب الخبرة عبر التطبيق العملي والمشاركة في الحفلات لإثبات مقدراته الفنية، عن ذلك يقول: «شاركت بحفلاتٍ عدّة مع مطربين من "حلب"، منهم "سمير جركس وأنس فخري ورنا معوض ومصطفى هلال وعبود حلاق ونهاد خيري وأحمد فارس وأحمد ناشد"، وكذلك شاركتُ بمهرجانات موسيقيّة محليّة ودوليّة كعازفٍ على آلة "القانون" تحت إشراف المايسترو "أوج أبو زياد" والمخرج "فادي شاهين"، كما عملتُ مع إستديوهات عدّة في "حلب"، وبعد مدّة من الزمن أنشأتُ إستديو نور للتسجيل الخاص بي».
فرقة "أوكتاف"
قام العازف الشاب "ورد عبد الإبراهيم" بتأسيس فرقة "أوكتاف" الموسيقية عام 2022، وهي تُعنى بتقديم المقطوعات الموسيقيّة والطربيّة الأصيلة بأسلوب وتوزيع جديدين من تأليفه وتحت إشرافه، وتتألف من "32" عازفاً على مختلف الآلات، قدّمتْ حفلاتٍ عدّة، وأهمّها حفلان على مسرح نقابة الفنانين عامي "2022" و "2024"، وتم فيهما عزف أغانٍ لـ "أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وحسين الجسمي وجورج وسوف"، إضافة إلى مقطوعاتٍ متنوعةٍ من القدود والموشحات الحلبية مع الرقصة الإسبانيّة، والقفلة كانت بأغنية "سورية يا حبيبتي"، ولاقى ذلك الإعجاب والثناء من الخبرات الموسيقيّة، ويؤكد "ورد" أن الفرقة ستتابع عملها بالزخم نفسه، مع الأخذ بنصائح الخبرات وأصحاب الكار لتقديم الأفضل.
مستقبل مشرق
الفنان "عبد الحليم حريري" رئيس نقابة الفنانين بمدينة "حلب" أشاد بطموح ومقدرة الشاب "ورد عبد الإبراهيم" الموسيقية، وقال عنه: «يتمتّع بتكنيكٍ وتكتيكٍ موسيقيٍّ عالٍ، وقد تابعته بحفلات عديدة وكان موفقاً بها، إنّه موهوب وفنان ابن فنان، وليس غريباً عليه ذلك الاهتمام والاندفاع بحب للموسيقا، وإن استمرّ في الدراسة فإنَّ مستقبلاً مشرقاً في انتظاره، كما يمكنه الوصول إلى مرتبة مايسترو وقائد فرقة موسيقية على المستوى المحلي والعربي».
المدرّس وعازف الكمان "عبد الباسط بكار" قال: «قمت بتدريس "ورد" وتعليمه العزف على آلة "القانون"، وهو شابٌّ موهوبٌ ومُحبٌّ لفنه وللموسيقا، وأصابعه خفيفة على آلة "القانون"، استفاد كثيراً من دراسته في معهد الموسيقا، وعليه مواظبة دراسته والاستفادة من مشاركاته وتطوير ذاته أكثر، فهو لا يزال في مقتبل العمر، ولديه الكثير ليقدّمه».
أشاد المطرب "نهاد خيري" بعزف وروح وقيادة "ورد" وخبرته الموسيقية رغم صغر سنه، وقال: «شاركني بالكثير من حفلاتي، وكان مميزاً ولافتاً وقائداً في كل مرّة، هو عازف "قانون" و"بيانو" مجتهد، وأمامه مستقبلٌ باهرٌ في عالم الموسيقا، وإضافة إلى ثقافته العالية فهو يدرس في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة "حلب"».