الكلمة واللحن وجهان لعملة واحدة لديه، يحب أن يعيش الأغنية وأن يضع نفسه مكان المستمع، ويرى أماكن الجمال فيها، من حيث اللحن والأداء والكلمات، أبدع في تقديم اللون الحوراني، وأصبح يمثل الأغنية الحورانية داخل القطر وخارجه. هو الفنان "حسني حرفوش" الذي يرى أن فنه وسيلة للتعبير عن موهبة أكثر منه سبيلاً للبحث عن مكانة بأي طريقة، وفي هذا الحوار معه تقترب مدونة وطن eSyria قليلاً من ملامحه كإنسان وكفنان.
الفنان "حسني" من المطربين الذين لهم بصمتهم وتراثهم وكلمتهم في حوران، يتمتع بصوت جميل وجذاب، وبحضور مميز في مجال الغناء الفلكلوري والتراث الحوراني الذي نقله بكل أمانة إلى داخل وخارج القطر، وكان خير سفير لهذا الفن الشعبي الأصيل، حقق مكانة فنية جيدة منذ بدايته، واستطاع أن يحجز مكانه في الصفوف الأمامية بين المطربين.
وصلت إلى الناس لأن الأغاني التي أقدمها بسيطة، وتمس مشكلاتهم العامة، حيث أخاطب فيها كافة فئات المجمتع الفقير والمظلوم، بكلمات معبرة شعبية، فأنا أداعب في داخلهم كل ما له علاقة بالماضي وبالأيام الصعبة، أنقل الواقع وأحكي قصصاً شعبية واقعية، والمطربون اليوم اعتادوا على طريقة معينة بالغناء أما بالنسبة لي فلا أستطيع أن أفعل هذا، أحببت أن أكون قريباً من تراثي وفلكلور منطقتي، ونجحت بهذه الأغاني الشعبية الريفية البسيطة، وأتمنى من جميع المطربين إيصال الأغنية والتراث الحوراني بأمانة، لأنها ستكون رسالة المحافظة للخارج.
ماذا عن أهم المشاركات في الحفلات مع الفنانين والجوائز التي نلتها؟
شاركت في العديد من المهرجانات أهمها مهرجان بصرى الدولي، ومهرجان يا سهل حوران بالأردن، وكنت ضيفاً دائماً على برنامج صباح الخير يا وطن، بالإضافة للمناسبات الوطنية مع عدد من الفنانين منهم "مصطفى نصري، فهد بلان، سمير حلمي، معين الحامد، دريد عواضة، داوود رضوان، و"علاء زلزلي" من لبنان و"شيرين وجدي" من مصر.
بمن استعنت لإتقان هذا الفن الفلكلوري وفهم أصوله؟
الفلكلور والتراث الحوراني يحمل مفردات صعبة عدا طريقة لفظها، فتعبت على إتقانها، لذلك بذلت مجهوداً شخصياً لإتقان هذا الفن، وفهم كلماته ومعانيه من خلال مجالسة كبار السن الذين يحملون التراث في ذاكرتهم، إضافة إلى بعض المهتمين بالتراث، ما شكل عليّ حملاً وتعباً لإتقانه وكان الدافع حبي لهذا التراث وإخلاصي للعمل والفن.
ماذا تحدثنا عن مهرجان الموسيقا والتراث آخر المهرجانات التي شاركت فيها حيث أمتعت الجمهور بجديد أغانيك؟
يعتبر المهرجان الموسيقا والتراث الأول في المحافظة، نقلة نوعية في مجال التراث الشعبي ليس في محافظة "درعا" فحسب، وإنما في كافة محافظات القطر، باعتباره الأول في هذا الخصوص، ولدوره الكبير والهام في إحياء التراث الشعبي في المحافظة، وللجمهور الذي راح يشتاق لتراثه المفقود، وسط الانتشار الواسع للمحطات الفضائية العربية، والتي يبتعد أغلبها عن قضايا الموسيقا التراثية، ويهتم بقضايا الموسيقا الحديثة.
قدمت خلاله حفلة من أجمل الحفلات تفاعل وسهر معها الجمهور، وبقينا لوقت متأخر من الليل على أجمل الألحان والأغاني الحورانية الفلكلورية المأخوذة من روح الأهازيج والأفراح الشعبية في المحافظة.
ماذا عن مشاريعك وأغانيك الجديدة التي أطلقتها مؤخراً؟
سجلت وقدمت العديد من الأغاني وهناك أغانٍ قديمة جديدة، قدمت أغنية "لا تهجرين الوفا" من ألحان "زهير عيساوي" وكلمات "مصطفى الحاج"، وسجلت العديد من الأغاني الحورانية منها "على دلعونا الحورانية، وحنيت إيديا ولا حنيت أصابيعي، ومرعية يا البنت مرعية".
وقدمت العديد من الحفلات في عدة دول منها الأردن ولبنان، وتايلاند وفي مدينة مسقط بعمان، وأعد جمهوري دائماً بكل ما هو جميل وينقل كل خبايا التراث والقصائد التي تحكي قضايا مجتمعنا.
ما سبب انتشار الغناء الحوراني الفلكلوري وسبب تفاعل الجمهور معه؟
الغناء الفلكلوري الحوراني الشعبي ينبع من البيئة، بسيط وكلماته تدخل القلب دون حواجز، وهو قابع في وجدان كل شخص، لذلك لا تكتمل أفراحنا إلا بهذا الغناء الشعبي الجميل الذي يعبر عن وجدان الناس الذين هم بحاجة ماسة للتراث والفلكلور. شهد في الفترة الأخيرة انتشاراً وتواجداً في الفضائيات العربية وفي داخل القطر.
الملحن والباحث الموسيقي "أحمد المسالمة" تحدث عن الفنان "حرفوش" بالقول: «الفنان "حسني" من المطربين الذين لهم بصمتهم وتراثهم وكلمتهم في حوران، يتمتع بصوت جميل وجذاب، وبحضور مميز في مجال الغناء الفلكلوري والتراث الحوراني الذي نقله بكل أمانة إلى داخل وخارج القطر، وكان خير سفير لهذا الفن الشعبي الأصيل، حقق مكانة فنية جيدة منذ بدايته، واستطاع أن يحجز مكانه في الصفوف الأمامية بين المطربين».
بقي أن نذكر أن الفنان "حسني محمد حرفوش" مواليد عام 1955، يعمل حالياً في فرقة العاديات والتراث التي تنقل التراث وتقدمه في جميع المناسبات في مدن وقرى حوران.