"معروف عليقي" وُلدَ ضمن عائلة فنيَّة في "مصياف"، وتتلمذ على يد الفنان "موفق شحادة" كعازف على آلتي "الرق والطبلة"، وكان عضواً وعازفاً في فرقة التراث والموسيقا بقيادة المايسترو "وافي قهوجي"، وقدَّم العروض على مسارح "سورية والكويت". سافر إلى "الإمارات العربية المتحدة"، وعندما استقرَّ فيها، أضاء مسارحها ومجالسها حتى أصبح عضواً في جمعية الموسيقيين فيها.
بداية الميول الفنية
حول نشأته وبداياته تحدَّث الفنان "معروف عليقي" البالغ من العمر 35 عاماً، قائلاً: «وُلدتُ في عائلة تعشق العزف والغناء، فوالدي عازف إيقاع في "مصياف"، يحيي الحفلات العائلية والأهلية، وفي وعيي الأول في صغري كنتُ أجعل كلَّ ما يوضع على طاولة الطعام آلةً إيقاعيةً، وكلَّ ما في المنزل من أدوات فارغة طبلة أعزف عليها. رافقتُ والدي في جميع حفلاته، فكان يشجّعني على إتقان العزف، وخاصّة "الآلات الإيقاعيّة الشرقيّة"، بما فيها "الطّبلة والطار والرق"، هذه الآلة التي تشبهني والأقرب إلى قلبي، وبدأت التعلّم منذ بلغت الخامسة من عمري على يد الفنان "موفق شحادة" مدرب العزف الأول في "مصياف" آنذاك».
تحقيق الذات
ويتابع حديثه إلى "مدونة الموسيقا" مشيراً إلى انقطاعه وعودته إلى الموسيقا، يقول: «بسبب انشغالي بالعمل الحرّ وظروف خاصّة ابتعدت عن الموسيقا، ولكنّني عدتُ فيما بعد إلى التمرين والعزف بشغف بعد لقائي الدكتور الفنان المغني "أحمد ضوا" الذي شجَّعني، فالتحقتُ بمعهد "groove" الموسيقي المتخصّص في الإيقاع، وتعلّمت على يد المعلم الفنان "محمد شحادة" أصول الموسيقا وقراءة النوتة الإيقاعية، ويعود له الفضل الكبير فيما وصلت إليه».
حول خصوصية الآلات الإيقاعية ودورها ضمن الفرقة الموسيقيّة، يقول: «"الرق والطبلة والطار" يمكن أنْ تكونَ مجتمعةً أو منفردةً، حسب نوع الموسيقا المُقدمة، لأن أصواتها مختلفة، ولكن دور كلّ منها هو ضبط وتيرة الفرقة الموسيقية، وسرعة أو بطء القطعة التي يتم عزفها، فالإيقاع السريع على "الطبلة" لحماس المستمع، أما آلتا "الرق والطار" فتُستخدمان في الموشحات والشعر الصوفي وهما للاسترخاء ونقل إحساس المستمع لعوالم مختلفة».
مشاركات داخل سورية
"عليقي" الذي يقدّم نصيحته للموسيقيين "لتكون محترفاً ينبغي أن تبقى هاوياً"، يشير إلى أنَّه حقّق مجموعة من المشاركات منذ صغره، يقول: «بدأتْ رحلتي الموسيقية مذ حصلت على ريادة القطر في الصف الخامس، وبعدها شاركت كعازف إيقاع مع "هالة صباغ" في أغنية غنوا معنا لطفولتنا، وفي الفعاليات المدرسية والمناسبات الأهلية، وبعد تخرجي من المعهد الموسيقي، التحقتُ عام "2022" بفرقة "التراث الشعبية" بقيادة عازف القانون المايسترو "وافي قهوجي"، وشاركتُ بجميع عروضها، كما شاركتُ في مهرجان "القلعة والوادي" مع الفنان "حسن خلف" عام "2021"، ومهرجان "الثقافة والفنون" في المركز الثقافي في "مصياف" عبر عدّة أمسيات "2019 - 2021"، وعلى الرغم من ذلك فإنني أعتمد على "السوشيال ميديا" لنشر نشاطاتي".
أنشطة خارجية
وفيما يتعلّق بالمشاركات التي حققها خارج سورية، يقول: «سافرتُ إلى "الإمارات العربية المتحدة" نهاية عام "2021"، وكانت أولى مشاركاتي مع "المجلس الإسماعيلي" في "دبي" عام "٢٠٢٢" ضمن فرقة "وصال"، وهناك مشاركات سنوية آخرها بمناسبة افتتاح وإعلان دورة الألعاب الأولمبية "2024 - 2025" التي ستقام لاحقاً في "دبي"».
ويشير إلى أنَّه قام بتصوير عدة فيديوهات مسجلَّة لمناسبات وفعاليات على مستوى العالم، وشارك كعازف "رق" مع فرقة "السوليست" السورية بقيادة المايسترو "أنور الحريري" في مهرجان القرين الثقافي في "الكويت" عام "2022"، ومؤخراً مع الفنان العربي "ماجد المهندس" في أغنية "إلى مالها نهاية" وتعدّ نقلةً نوعيةً في حياته المهنية.
شهادات
يؤكد المطرب "حسن خلف" أن "معروف عليقي" فنَّانٌ وعازفُ رقٍّ موهوبٌ، تأسّس بشكل صحيح على يد الفنان "محمد شحادة"، ويتابع قائلاً: «هو من عشّاق الموشحات والأدوار والأوزان المركبة، وهذه الإيقاعات تمنح العازف قوَّة وثقة بنفسه ليكون حاضراً موسيقياً، ونحن "كأبناء بلد" أفخر به عازفاً مبدعاً، وقد رافقني "ولا يزال" في جميع حفلاتي».
ويشير عازف العود "مياس طيبا" إلى أنَّ "عليقي" فنّان موهوب جداً، صقل موهبته بالعلم والمعرفة وطوَّر نفسه بشكل سريع لإخلاصه وشغفه الموسيقي بآلتي "الرق والطبلة"، متنبّئاً له بشأن عظيم على المستوى العالمي. أما عازف القانون المايسترو "وافي قهوجي" فيقول عنه: «إنه عازف يتقن عمله ويحترم فنه، مثابر على التدريب وسماع النصائح ليحافظ على مهارته وصقلها باستمرار».