غيَّب الموت بتاريخ "24 تشرين الثاني 2024" الفنّان "عصمت رشيد" عن عمر ناهز السادسة والسبعينَ عاماً "من مواليد دمشق 30 تشرين الثاني 1948"، تاركاً وراءَه رصيداً غنائيّاً، بلغ "221" أغنيةً ضمن الإذاعة التي قال عنها هي "الأم"، وأغاني في التلفزيون تم تصوير العديد منها "فيديو كليب".
نجم الثمانينيات
برز نجم الفنان عصمت رشيد في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، وقام بتلحين العديد من أغانيه. وتميّز بحفظ وأداء أغاني كبار المطربين، حيث حفظ 400 أغنية للموسيقار "محمد عبد الوهاب". وشارك في عدد من المسلسلات.
يقول في لقاء له عبر برنامج "يلا ترند": «كان الفنان "محمد عبد المطلب" يعمل في "سورية" عام 1974، وسألني في حال كنتُ أرغب بالذهاب إلى "مصر"، وهذا ما كان، فذهبتُ على أساس عقد شهر..، وبقيت في "مصر" 14 سنة، سجّلتُ فيها سبعةَ ألبوماتٍ، وتمكّنتُ من النجاح فيها. ومعظم الأغاني كانتْ من ألحاني مع أنّي أخذت ألحاناً من كبار الملحنين، ومن بينهم "سيد مكاوي ومحمد سلطان"، إلا أنَّني استطعت أنْ أشكّلَ بصمتي بألحاني، وأصبحتُ عضو جمعية مؤلفي وملحني القاهرة. وتوقّفتُ عن العمل في "مصر" عام 1987، لأنتقلَ بعدها إلى "عمان" وهناك حقّقتْ أغانيّ الشهرة».
"السوشيال ميديا"
توقّف الراحل عصمت رشيد عن الغناء لمدة عشر سنوات خلال فترة الحرب التي شُنّتْ على سورية، لكنّ أغانيه لا تزال في الذاكرة، ومنها: "بحبك كل يوم، كفك يا جميل، أنا زعلان، بأمان الله، دقو عالخشب، بكام الورد، كان عندي غزال، ليه تشكي من الدنيا يا ورد، يا جايب لي الكلام". كما اشتهر بغناء المواويل، ومنها: "يا محلاك، يا بو رمش عجب، يا جايب لي الكلام".
أمّا آخر أعماله فكان "ألبوم" على "اليوتيوب"، حيث اتَّجه مؤخراً إلى النشر على "السوشيال ميديا"، وله ما يقارب ستين أغنية على "اليوتيوب".
ذكريات المشوار الفني
تحدّث الملحّن "صديق دمشقي" لـ "مدونة الموسيقا" عن المطرب الراحل، قائلاً: «مشوارُه الفني حافلٌ بالصعوبات، بدايةً من والده الذي خفّف من ممانعته دخوله الغناء كونه أتقنَ أداء أغاني موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب"، ومن ثمَّ أغاني "كارم محمود" مروراً بالغناء في المرابع الليلية، ومنها سنحتْ له فرصة السفر للقاهرة والعمل هناك واكتساب الخبرة الأكبر، والالتقاء بعمالقة فن الموسيقا والغناء، الأمر الذي أضاف الكثير لموهبته الغنائية من خبرةٍ وثقافةٍ موسيقيّةٍ، وأتقن أداء لون الموال الشعبي المصري الذي تميّز به المطرب "محمد العزبي"، وعاد بعدها إلى دمشق، وكانتْ بداية الانطلاقة الفنية الحقيقيّة، بعد أنْ لحّن لنفسه أغاني باللون المصري الذي تمكّن من أدائه، وكانتِ الساحة الغنائيّة وقتها خاليةً ممن يؤدي هذا اللون تماماً، والجمهور السوري متشوّق لهذا اللون من الغناء والموال».
ويتابع: «مسيرة الفنان "عصمت رشيد" بحاجة إلى سرد كبير للذكريات الجميلة في مشوارنا الفني، فأنا أعرفه منذ كان في المسرح العسكري، وعملتُ عازف "أوكورديون وأورغ" لمدّة كبيرة في مشواره الفني، ولحّنتُ له بعض الأغاني، ووزّعتُ ونفّذت له مجموعة أغانٍ من ألحانه».