الموسيقا لغة العالم التي لا تحتاج إلى ترجمة ليفهمها الآخر، هي ألحان تطرق كل أذن ويفهمها كل صغير وكبير سواء كان عربياً أو أجنبياً. وهكذا استطاع "إبراهيم كحيلة" أن يصل إلى الكثير من الناس في العالم الغربي والعربي عبر الألحان التي عزفتها أنامله على العديد من المسارح في بلجيكا.
بداياته
ظهر اهتمام "إبراهيم كحيلة" بالموسيقا منذ طفولته، بعد أن لاحظ أهله دندنته لبعض التراتيل البيزنطية وبدقة عالية. يقول لـ "مدونة الموسيقا": "اكتشف أهلي موهبتي في سنّ مبكرة عندما لاحظوا أني أدندن وأحفظ العديد من التراتيل الكنسية البيزنطية وبدقة ملفتة للنظر لطفل في عمر صغير، فما كان منهم إلا تشجيعي وحثّي لتعلم النوطة الموسيقية والبدء بالتدريب عليها لإتقانها وعزفها على الآلة الموسيقية. ومنذ ذلك الوقت بدأ حبي للموسيقا والسعي لتعلم الكثير عنها وعن خباياها المتنوعة، والسعي لإتقانها واحتراف العزف، فكانت بداية الشغف الذي لا يزال مستمراً إلى اليوم. وجاء حبّي للموسيقا من حبّ والديّ لها، ومن متابعتي لبرنامج "لغة العالم" لمقدمه الإعلامي الراحل "فاهيه تمزجيان" على القناة السورية، بالإضافة إلى حضوري الحفلات الموسيقية برفقة والداي على مسرح قصر المؤتمرات في "دمشق"، وحفلات دار الأوبرا السورية التي تم افتتاحها في تلك الفترة".
لفتت انتباه "كحيلة" الآلات الوترية، فكانت آلة الكمان هي الآلة التي جذبته من بين الآلات، يقول: "كان الكمان من الآلات التي لفتت انتباهي لقدرته التعبيرية العالية جداً وملامسته القلوب من خلال صوته الساحر وتنوّع الأشكال التقنية للعزف عليها، لذا سجلت في "المعهد العربي للموسيقا" بعمر الثمان سنوات، وبدأت بدراسة الصولفيج مع الأستاذ الراحل "خضر جنيد"، ودراسة الكمان مع الأستاذ الروسي "ميخائيل ساروف". وفي عام 2010 بدأت العزف على آلة "الفيولا"، وهي تشبه إلى حدّ كبير آلة الكمان من حيث الشكل وتقنية العزف، ولكنها تمتلك صوتاً أكثر رخامة ودفئاً. التحقتُ بالمعهد العالي للموسيقا في دمشق عام 2012 إلى جانب دراستي لكلية الصيدلة في جامعة دمشق، وتخرجتُ من الكلية والمعهد عام 2018 ثمّ التحقتُ بالفرقة السيمفونية الوطنية السورية والأوركسترا السورية للموسيقا العربية، بالإضافة لعدة أوركسترات أخرى بمرافقة فنانين سوريين وعالميين كعازف فيولا. وفي عام 2020 حصلت على قبول من الكونسرفاتوار الملكي بروكسل في بلجيكا بعد نجاحي في امتحان القبول، وتابعت دراستي على آلة الفيولا مع البروفيسور "Paul de Clerck" وانتقلت للعيش في بلجيكا ولا أزال أتابع دراستي في الكونسرفاتوار الملكي".
أهم المحطات
وعن أهم المحطات عبر مسيرته يقول "كحيلة": "عبر مسيرتي مررت بالعديد من المحطات التي تعتبر نقطة تحوّل في حياتي، والتي ساهمت في تحقيق أحلامي التي لا أزال أسعى نحوها، وكان أولها تخرجي من كلية الصيدلة ومن المعهد العالي للموسيقا في العام نفسه. وبعدها قبولي في الكونسرفاتوار الملكي في بلجيكا الذي يعتبر مؤسسةً موسيقيةً هامة عالمياً ومكاناً تاريخياً عريقاً ومعروفاً لإتمام دراستي بالموسيقا، إضافة إلى العزف مع العديد من الأوركسترات الأوروبية التي أعطتني خبرة كبيرة ولاسيما في موضوع دقة الأداء والمسؤولية الكبيرة التي يشعر بها كل عازف تجاه إنجاح القطعة التي تؤدى، واكتساب الخبرات الكبيرة من قائد الأوركسترا والعازفين المشاركين، ما منحني الدافع والحافز دائماً للتطور وتبادل الخبرات مع العازفين، كما أن وجود جمهور مستمع بشكل ملحوظ ولطيف ومتقبل لجميع أنواع الموسيقا بدءاً بالقديمة منها، وصولاً إلى الحديثة، وحتى موسيقا الشعوب المختلفة عن الأوروبية كالموسيقا الشرقية مثلاً، يدفعك للبحث عن هذه الأنواع وإتقانها، وبالتالي اكتشاف كل ما هو جديد والتعرف عليه".