نظراً لإيمانها بأهمية الحفاظ على قيمة وجوهر الغناء الأوبرالي تعمل المغنية الأوبرالية "أسيل مسعود" على متابعة شق طريقها نحو النجومية من برشلونة الإسبانية نحو العالم كله سعياً منها نحو التميز في هذا المجال كصوت شاب ينتظره مستقبل كبير على الساحة العربية والعالمية.
الإِيمَانُ بِالقُدُرَاتِ الذَّاتِيَّةِ
الموسيقا مرافقة لي منذ طفولتي تقول الطبيبة والمغنية الأوبرالية "أسيل جمال مسعود" في حديثها لـ«مدونة الموسيقا» وتتابع: «نشأت في أسرة ترعى المواهب ولطالما كان العلم والموهبة متلازمين في عائلتي، والدي طبيب (د. جمال مسعود) ووالدتي محامية (أ. ابتسام مسعود) وإخوتي حازم ودانيال موهوبان ومتفوقان، أذكر أول مرة تعلمت بها العزف البسيط والغناء كان عمري حينها خمس سنوات وعزفت على عدة آلات موسيقية بإشراف الآنسة غادة الصبّاغ في مدينة السويداء، أما في عمر الـ١٦ قررت الالتزام بالصوت وتطوير الغناء بتركيز أكبر، وبالنسبة للتدريب الصوتي الاحترافي فكان ذلك عام 2009 مع خبيرة الصوت أراكس تشكيجيان وهي أول مغنية أوبرا في سورية وهي من فتح لي أبواب هذا المجال وأرشدتني إلى قواعد الغناء الأوبرالي، لأنها آمنت بصوتي كـ سوبرانو، استمر العمل معها لعدة سنوات لأتوجه بعدها إلى إسبانيا بهدف الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقا في برشلونة، أما هذا العام أكون قد أكملت ثماني سنوات من الدراسة الأكاديمية للموسيقا الكلاسيكية والأوبرا».
عِلَاجٌ بِالمُوسِيقَا
كل هذه الرحلة الطويلة منذ عام ٢٠٠٧ وحتى اليوم ترافقت مع دراستي لكلية الطب البشري في جامعة القلمون في سورية وتعديل شهادتي في أوروبا وانتسابي لنقابة الأطباء في إسبانيا ومزاولة مهنتي كطبيبة تقول الفنانة "أسيل" مضيفةً: «حصلت على شهادة الماجستير في اختصاص نوعي وهو (العلاج بالموسيقا) من جامعة برشلونة وحالياً أدرّس وأعمل فيه أيضاً، وكان أول المشجعين للدخول في هذا المجال هو أستاذي العظيم في الجامعة "د.سامر آغا"، وفي برشلونة درست مع أهم الأساتذة ومدرسين الصوت والغناء الكلاسيكي منهم "كارمن بوستامانتي" أحد أهم مدرسي الغناء في اسبانيا، بالإضافة للتدريب الأسبوعي والالتزام بالتطوير الصوتي والثقافي بالموسيقا من خلال دراسة التحليل والتاريخ واللغات وكل العلوم النظرية الموسيقية، وشاركت بورشات العمل مع مغني الأوبرا العالميين للاستفادة من خبرتهم التي ترفع من مستوى الفكر الموسيقي والتي تصب كلها كوسائل لتطوير الإمكانيات الصوتية».
تكريمات عالمية
وخلال هذه المسيرة نشأ مشروع مهم وهو العمل كفريق فنّي مع زوجي الموسيقي والأكاديمي "أحمد دياب" ضمن مشروع (آثروديل) للبحث عن مزيج جديد من موسيقا الفلامنكو بلمسة سوريّة تقول الفنانة والموسيقية "أسيل مسعود" وتتابع: «الهدف من المشروع هو البحث الدائم عن رسالة إنسانية وراقية للفن، وزوجي أحمد هو من أسس آثروديل وحاصل على شهادة المعهد العالي للموسيقا ببرشلونة باختصاص الغيتار الفلامنكو إضافة لعمله في مجاله العلمي في إدارة الأعمال والعلاقات العامة والعلاقات الدولية الدبلوماسية، هذا ما يجعل الالتزام بالتدريب ومسؤولية الفن عندي أكبر، وبالنسبة لمشاركاتي الموسيقية على مستوى الموسيقا الكلاسيكية في السنوات الأخيرة فشاركت في مسابقات عالمية للأوبرا وكانت تحدياً كبيراً بالنسبة لي للتنافس مع مغنين محترفين حول العالم، وتكرمت عدة مرات من خلال نيلي جائزة أفضل أداء كورسيكا ليريكا في فرنسا، وجائزة أفضل صوت بتصويت الجمهور في برشلونة، وجائزة حفل موسيقي في مسابقة "سيتجس" في شمال كتالونيا، أما على صعيد موسيقا المزيج ضمن آثروديل فقد تم تكريمنا من عدة جهات رسمية في مقاطعة كتالونيا سواء من البرلمان أو في قصر المؤتمرات بالإضافة لترشيحنا لتمثيل المعهد العالي للموسيقا ببرشلونة في العديد من الفعاليات شهرياً وبالنسبة لنا وجودنا على مسرح دار الأوبرا في دمشق عام ٢٠١٩ كان له وقع خاص ضمن حفل "سلام من الأندلس" وفريق من محترفي الفلامنكو من إسبانيا الذين قدموا معنا لمشاركة هذا الفن مع أهلنا في سورية».
أَعمَالُ أسيل القَادِمَةُ
وبالنسبة لمشاريعها القادمة تحدثت الفنانة "أسيل" وأضافت بقولها: «أعمل في الوقت الحالي على التحضير لحفل التخرج في نهاية شهر أيار على مسرح المعهد العالي وسيكون عرضاً أوبرالياً متكاملاً لأهم أوبرات المؤلف بوتشيني "لا بوهيم" ضمن دور "ميمي"، إضافة لأداء قطعتين من مؤلفات جديدة كلاسيكية لقصائد عربية وإسبانية ضمن ألبوم أوبرالي جديد أقوم بالعمل عليه وهو خطوتي القادمة مع أهم الموسيقيين في إسبانيا. إضافة لتواجدي كمغنية رئيسية في قصر الموسيقا مع أوركسترا الغيتارات في برشلونة في صيف ٢٠٢٣، وانضمامي لمشروع أوبرالي غنائي في إيطاليا، والأهم هو المشاريع القادمة لآثروديل للتعريف بالموسيقا العربية مع أوركسترات عالمية».
الأَسَاسُ أَوَّلَاً
تربطها بأسيل علاقة وطيدة وكأنها واحدة من أفراد عائلتها تقول عنها "أراكس تشيكجيان" إحدى أهم مدرسي الصوت في العالم العربي وتضيف في حديثها: «نشأت أسيل على مبدأ الدعم من والديها فهي تمتلك صوتاً جميلاً جداً وأسست معها الغناء الأوبرالي واشتغلت معها على تأسيس مخارج الصوت لذلك اتجهت إلى غناء الأوبرا، وعلى الصعيد الشخصي فهي إنسانة محبة وجميلة الروح بأخلاقها عالية واعتبرها بمثابة ابنتي، ولديها كل المقومات لتكون نجمة عالمية، عملنا سوية لمدة ما يقارب خمس سنوات من في تأسيس الغناء الأوبرالي ونجاحه يعتمد بالبداية على الثقافة والأساس المتين لذلك هي مستمعة جيدة وتمتلك ثقافة الأدب الموسيقي من خلال سماعها واطلاعها الواسع على الكلاسيك الشرقي بالإضافة للموسيقا الغربية، لأنه من المهم لكل مغنٍ سماع كل المغنين ليترك بصمة خاصة به، ولذلك نجد أسيل بدأت تضع بصماتها الخاصة في العالم العربي وأوروبا ولاشك أن روحها هي التي تترجم أداءها الجميل بالغناء، وأرى أنه لايمكن للمغني أن يخرج أصواتاً جميلة منه نابعة من وجدانه إن لم يكن إيجابياً في حياته وخلوقاً وأنا لا استغرب هذا عن أسيل مسعود التي تطلق نبرة غناء بصوت أشبه بالملائكي مايدل بذلك على نقاء روحها وحبها للموسيقا والفن».