رحل الموسيقي "عدنان جارور" بعد مسيرة فنية حافلة قضاها في الموسيقا، حيث ارتبط اسمه بآلة "القانون". وقد فارق الساحة الموسيقية بعد أزمة صحية في شهر "تشرين ثاني" من العام الحالي.
عائلة فنية
ينتمي "عدنان جارور" إلى عائلة فنية عريقة في مجال الموسيقا، فوالده مطرب وعازف على آلات متنوعة منها آلة "العود" مما أتاح لأبنائه فرصة التعرف على الموسيقا من أبوابها الواسعة ضمن بيئة فنية غنية.
يُعد الراحل من أبرز عازفي "القانون" في سوريا، والحديث عنه يعتبر حديثاً عن حقبة فنية استمرت لعقود وتركت إرثاً فنياً هاماً. شغل مواقع إدارية هامة أبرزها قيادة فرقة موسيقية قدمت العديد من الحفلات، وكان له الأثر الفني المميز خاصة في مشاركته لحفلات لعمالقة الطرب العربي. لم يكن "القانون" بالنسبة إليه مجرد آلة بل رفيق الإحساس الموسيقي، له لغته الخاصة التي تحاكي المشاعر وتعيد صياغة التراث العربي بروح فنية خاصة به، هذا الحس الإنساني العالي الذي شهد له جميع من عرفوه، حيث وصفوه بالإنسان عالي الخلق.
وقد أورث الموهبة لابنه "بشار جارور" عازف "القانون" الذي سار على خطا والده، يتحدث لـ "مدونة الموسيقا" قائلاً: «نحن عائلة فنية بالأساس إن كان جدي العازف والمطرب أو أخوي والدي "صبحي ورياض جارور". تعلم والدي العزف على "القانون" في معهد "صلحي الوادي"، وعمل مع نجوم كبار أمثال "جورج وسوف ، صباح فخري، راغب علامة"، وتعلمت منه العزف على "القانون"، ودرست في المعهد نفسه الذي درس فيه، وكنا نخطط لعمل موسيقي مشترك بيننا لكن لم يسعفنا الوقت، رحمه الله». ويشير إلى أن والده عمل في الإذاعة والتلفزيون ونقابة الفنانين، كما أسس فرقة فنية وكان يقودها، وعزف في العديد من الحفلات في "دار الأوبرا" و"سينما الحمراء"، كما كان رئيس فرقة "زنوبيا" للفنون الشعبية.
توأم الروح
عن الراحل "جارور" يقول عازف القانون والموسيقي "صلاح قباني" المتخصص بالتوثيق الموسيقي للتراث ومؤسس فرقتي "الدراويش الشامية" و"الموسيقا العربية لإحياء التراث": «كان "عدنان" بمثابة توأم روحي، درس عند الأستاذ "ميشيل عوض"، وهو متفوق في دراسته وموهوب، حتى أن الأستاذ "ميشيل" كان يتباهى بالراحل كونه من تلاميذه».
«كان الراحل عازف ماهر وحساس، يعبّر عما في داخله من خلال الموسيقا بدلاً عن الكلام، وتعتبر محفوظاته للغناء القديم بمثابة موسوعة موسيقية، وكان مغرماً بالغناء لـ "كارم محمود ومحمد عبد الوهاب" وأغلب المطربين القدامى، ونادراً ما تذكر أمامه أغنية إلا وتجده يحفظ لحنها وكلامها».
عازف عالمي
يقول عنه الموسيقي "هادي بقدونس" أنه أهم عازفي "الكمان"، مؤسس وقائد "فرقة النجوم للعزف" و"فرقة الخماسي للموسيقا العربية"، ويتابع: «لا يمكن لأحد الحديث عن أعمال الراحل "عدنان جارور" نظراً لقيمتها الفنية العالية، وعندما نعيته لقبته بـ "عازف القانون العالمي"، هو ينحدر من أسرة فنية عريقة في مجال الموسيقا، وعدا عن كونه متفرد في العزف على آلة "القانون" هو إنسان خلوق».
