تحرص "مانيا الحلبي" الفنانة والمديرة لأكثر من فرقة موسيقية على التنوع والتميز في صناعة الموسيقا، من حيث التركيز على الأداء الموسيقي والفني، ولذلك تهتم بتجسيد نظرتها الخاصة وطموحها الهادف إلى رفع سوية العمل الفني والارتقاء به على أكثر من مستوى، وتنمية شغف الموهوبين والانطلاق بهم إلى أفق الإبداع والاحتراف الموسيقي الشامل.

هَاجِسُ الإِدَارَةِ المُوسِيقِيَّةِ

البدايات في الإدارة الموسيقية كانت من خلال اتباعي لعدد من الدورات المتخصصة والمكثفة في إدارة الأعمال في هذا المجال، تقول المديرة والفنانة "مانيا الحلبي" في حديثها لـ"مدونة الموسيقا"، وتابعت بالقول: "في الأساس أتقن الغناء عموماً وهذا كان شغفي، وعندي أذن موسيقية بشهادة عدة فنانين وموسيقيين، لكن انتقلت للعمل بمجال ليس أقل أهمية عن الفن وهو إدارة هذه الفنون من موسيقا وغناء وفنون راقصة، الخطوات الأولى التي بدأت بها كانت عبر إدارة فرق أبني الفنان أوج أبو زيد، ومازلت حتى الآن أسعى بالتنسيق معه لأن تكون الحفلات ذات نمط جديد ومبتكر، وبالنسبة لي أحاول وضع برنامج يلائم تطلعاتي المستقبلية تجاه الفن بشكل عام والفرق الموسيقية بشكل خاص، عبر تقديم أفكار جديدة غير مطروحة سابقاً، البدايات كانت عبر دراستي ومتابعتي مع الفنان "أوج" عندما كان طالب في معهد فريد الأطرش، وكنت أتابعه وأقترح أن يؤسس فرقة تخت شرقي وهي فرقة الأوج الموسيقية، وتشجعت بالفعل لإدارة هذه الفرقة اختياري للبرنامج الموسيقي الملائم، وكان أوج في البدايات مهتم بالتوزيع الموسيقي، حيث اختار التوزيع الذي يناسب المقطوعات الموسيقية للفرقة.

تتابع الحلبي حكايتها وتقول: اشتركنا سوية في هذا العمل لأول مرة الذي يمثل انطلاقة فرقة الأوج في السويداء، وحقيقة العمل الإداري مهمة صعبة للغاية، وإن لم تكن الإدارة ناجحة منذ البداية سيكون مصير الفرقة الفشل، وطبعاً منذ الانطلاقة كان الاهتمام مركزاً على مستوى جيد من كل الجهات مع المحافظة، من حيث المكان والبرنامج والإمكانات المادية والإخراج الفني ومن حيث الأفكار بالبداية وختام الأمسية، وكانت انطلاقة فرقة الأوج الموسيقية نوعية مميزة جداً، من حيث الخبرة الموسيقية والغناء، لأن الثقافة موسيقية والإلمام بها أمر ضروري حتى يتم تنفيذ الحفلة والأمسية بكل نجاح والأهم من ذلك تدارك كل الأخطاء في الأعمال المقبلة، ومن باب حرصي ومسؤوليتي، كثفت كل الجهود اللازمة لتطوير مهاراتي بالإدارة والتنفيذ ضمن الفرقة خطوة بخطوة موسيقياً وغنائياً بقيادة الفنان "أوج أبو زيد".

1- الفنانة والمديرة مانيا الحلبي مع ابنها الفنان أوج أبو زيد

نَمَطٌ مُوسِيقِيٌّ جَمِيلٌ وَمُلتَزِمٌ

2- أوج أبو زيد

الخبرات التي اكتسبتها كانت من خلال الاحتكاك مع الجمهور مباشرة والالتفات نحو تطوير العمل الملموس والواقعي، ودراسة ردة فعل الجمهور سيتم إدراك متطلباته وميوله الموسيقية، ما يزيد المسؤولية بشكل أكبر وبالتالي يعطي خبرة أوسع بالنسبة لي خصوصاً وللفرقة بالعموم، وتراكم الخبرة الإدارية لسنوات عدة والعمل المتكرر، جعلني أركز على النخبة الثقافية من الناس، لأن الحضور المثقف الواعي، سيعكس حتماً النمط الموسيقي المقدم والذي يجب أن يوجه ليعجب الفئة الأكبر من الناس المثقفين ومن خلال توجيهي للفرق أسعى دائماً لتقديم الفن الموسيقي الجميل الراقي الملتزم وليس العكس، مع الحرص أن تكون الحفلات دائماً بنمط إبداعي، ومن الأمور المهمة أن الدعم والتعاون دائماً موجود والاحترام من كل الجهات الثقافية التي نتواصل معها لإحياء أي حفل أو للتسويق لأي عمل من أعمالنا الموسيقية.

الإِنجَازَاتُ فِي إِدَارَةِ ثَلَاثِ فِرَقٍ

وتتابع الفنانة "مانيا" ما يميز الفرق التي أديرها أنه يوجد فيها فئات عمرية متفاوتة بدءاً من أعمار صغيرة من -عشر سنوات- حتى 40 سنة، والتحضيرات للفعاليات تحتاج صبراً وتنسيقاً وتدريباً مضاعفاً ممكن أن يمتد لعدة شهور، وفي يوم العرض تكون المسؤولية كبيرة ومهمة الإداري هي التنسيق مع كل الكوادر الفنية والتقنية والجمالية لإنجاح العمل على المسرح منذ بدايته حتى النهاية.

أهم الإنجازات الموسيقية هي "فرقة الأوج الموسيقية" أول فرقة تأسست التي وقدمت أكثر من حفلة بالإضافة لـ"أوركسترا القانون السورية"، "روجيندا" والتي أصبحت في طريقها إلى العالمية وهي الأولى من نوعها، وكل الفرق بقيادة الفنان أوج أبو زيد، وآخر مشروع قمنا بتأسيسه سوية هو فرقة ألوندرا، ولأول مرة بسورية للإناث فقط وهي فرقة للفنون الشاملة غناء وموسيقا وفنون راقصة، تضم 32 فنانة، وبالتأكيد هي فكرة جديدة ومازلنا نعمل على تطويرها بالتدريج، وجميع هذه الفرق تغطى إعلامياً بجميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية.

الخُطَط المُستَقبَلِيَّةُ

بالنسبة للأعمال الجديدة، أعمل على تقديم "أوركسترا الأوج" بصورة متميزة التي سوف تضم الكورال والغناء الفردي وجميع الآلات الموسيقية كأكبر أوركسترا على مستوى سورية، بالإضافة لفرقة ألوندرا للفنون الشاملة التي سننطلق فيها ببرنامج ضخم مع بداية موسم الصيف القادم بقيادة "أوج أبو زيد" وسأسعى للتدريب فيها بمجال الفنون الراقصة كما أسعى جاهدة لتقديم حفلات خارج سورية لنثبت اسم كل الفرق ولرفع اسم سورية بكل مكان بالعالم.

الكاتب والمخرج المسرحي "مالك قرقوط" تحدث عن إصرار والفنانة "مانيا الحلبي" ودورها في دعم الفرق الموسيقية، متحدية كل المعوقات بالتعاون مع أعضاء الفرقة ككل عبر التنظيم الإداري والتنظيم الفني للفرقة، وبجهود جبارة منها، عبر تمكن "مانيا" من استقطاب أكبر عدد من الجمهور وإلى أبعد الأماكن، ومن خلال ازدهار هذه الأعمال أثمر التعاون الفني مع الفنانة مانيا نجاحات مهمة لكل الحفلات التي أدارتها من خلال العملية الفنية الإخراجية والبصرية لهذه الحفلات، ورغم كل الصعوبات مازالت استمرارية "مانيا" مثالاً حي للوصول لمستويات فنية وموسيقية مهمة محلياً أو عالمياً، حيث استفادت وتعمقت من خبرة ابنها أوج الموسيقية وهذا الأمر رائع جداً وسامٍ، لإيصال رسالة فنية موسيقية نوعية قلما وجدت بهذا الجمال والتعاون الفريد من نوعه.