التحقت الكثير من سيدات "سلميه" اللواتي تتجاوز أعمارهن الأربعين عاماً بكورال "نبض" الذي أعلنت عن تأسيسه "هناء العكش"، تدريب المايسترو "محمد السلوم"، وقد أشعل الكورال المسارح بالفرح كمسرح "جمعية سلميه" للمسنين، وفي مهرجان "الماغوط" إضافة إلى أنشطة اجتماعية لدفع النساء للكشف المبكر عن السرطان، ومع جمعيات محلية أخرى.
رحلة روحية موسيقية
تحدثت مديرة الكورال "هناء العكش" لـ "مدونة موسيقا" قائلة: «كنت في عام 2019 عضواً في جوقة "دهب عتيق" بقيادة الفنان "حسام الدين بريمو" وبعد وفاته تسلم التدريب المايسترو "شادي سروة"، وفي عام 2024 انتقلت إلى "سلميه"، ولم أجد كورال للنساء فيها، فأحببت نقل خبرتي إليها، لتعيش النساء رحلة روحية موسيقية، فأعلنت عن طريق جمعية "سلمية" للمسنين في "تشرين أول" تشكيل كورال "نبض" وانضمت إليه سبع سيدات، وبدأ المايسترو "محمد السلوم" يدربنا ساعتين أسبوعياً"».
وتشير إلى أن الكثير من النساء تشجعن للانضمام إليه خاصة بعد أن نشرت وسائل التواصل الاجتماعي عنه، وتتابع قائلة: «بلغ عدد المشاركات فيه 84 سيدة، وأصبحنا عائلة كبيرة نتفق على الأغاني، وعملنا بإمكاناتنا الخاصة دون دعم من أية جهة، وهي تجربة تجعلني أستمتع بحالة من التوازن الروحي مع حياتي المادية، وأشعر بالرضا لدعمي نساء "سلمية" ونقلهن من الحياة الرتيبة إلى الغناء والفرح وإيقاع الموسيقا، ولاقت مشاركاتنا استحسان الجمهور، خاصة أهل الخبرة».
دعم المشروع
قائد الأوركسترا "محمد السلوم" أشار في حديثه لـ "مدونة الموسيقا" إلى أن الفرقة الموسيقية تتألف من ثمانية موسيقيين، هم: "محمد السلوم" و"شادي ديوب" على آلة "الكيبورد"، "رامي كحلة" عازف "الزق"، "ماهر الجرف" على آلة "العود"، "محمد محفوض" على آلة "القانون"، "عمار جمول" عازف "الإيقاع"، "أمين حمدون" على "الرق"، "كرم السلوم" على ألة "الكاتم".
يقول: «أهتم المشروع بتسليط الضوء على المكتبة الغنائية السورية بشكل خاص والعربية عموماً، وقد شارك الكورال بالعديد من الأنشطة، منها مع "دعسة بسكليت" عبر أغنية "بسمة وردية" للكشف المبكر عن سرطان الثدي أمام المشفى الوطني، وفي حفل ختام مهرجان "الماغوط" الخامس على مسرح السينما في "سلمية"، وعلى مسرح جمعية "سلمية" للمسنين برعاية مؤسسة بركة الخيرية وبدعم من منظمة البنفسج الخيرية».
وأكد "السلوم" أن دعم مشروع الكورال يُعد دعماً للمرأة وزرع للحس الموسيقي الذي ينعكس إيجاباً على الحالة الاجتماعية لها وللأسرة.
بداية جديدة
تتحدث "أمل العكش" عن دور الكورال في حياتها، قائلة: «مهمتي مع الإدارة تصوير وتنظيم وتنسيق وطرح أفكار جديدة، وقد أخرجني الغناء من كآبتي وحزني إثر خسارة بيتي بعد دُمِّر، بالإضافة إلى وقت الفراغ الكبير بعد استقالتي من عملي، فمن خلاله أصبح لدي أسرة جديدة، وأيقنت أن حياتي لم تنتهِ بعد أن كبر أولادي. كما دفعني إلى البحث في المكتبة الموسيقية والتعرف على الجديد فيها، وقد شاركت في جميع أنشطته، مما ساعدني على استعادة ثقتي بأني لازلت قادرة على العطاء مع كل بداية جديدة».
أما "نسرين حيدر" فقالت: «"نبض" أول كورال نسائي في "سلمية"، وشجعتني أختي على الالتحاق به لأنها سبقتني إليه بأربعة أشهر، ثم انضمت إليه أخواتي، وقد تطورت مهاراتي الصوتية في الغناء الجماعي، خاصة أنني نشأت في أسرة يعزف فيها والدي على "الربابة"، وكنت مع أخوتي نغني معه الأغاني التراثية».
وتضيف "حيدر": «للكورال تأثير كبير على حياتنا الاجتماعية، لأن مجتمعنا يثمن الفن عالياً، إنه منصة رائعة للتواصل مع أطياف المجتمع كلها، ويعزز روح الجماعة خاصة أن الموسيقا لغة توحد العالم، فتعكس روح التسامح وتقوّي من الروابط الاجتماعية، وهو ما يعكس ثقافة المجتمع. وقد كانت مشاركتي في أنشطة الكورال مخرجاً هاماً للتخفيف من التوتر، كما ساهم الكورال في الكشف عن مواهب دفينة منذ الطفولة».