رغم الصيف الحار وصعوبة التنقل بين الأمكنة التي لا تستوعب الأعداد الكبيرة، ورغم قلة الدعم المادي وعدم وجود مكان معزول للتسجيل ضمنه، ولد كورال "الياسمين" ليزهر محبة وسلاماً وفرحاً في حناجر سيدات "سلمية" اللواتي بلغن فوق الخمسين عاماً.
مشروع الياسمين
التقت "مدونة الموسيقا" قائد أوركسترا الكورال "ميادة جمول" التي تحدثت قائلة: «بدأت تشكيل الفرقة في شهر أيلول 2024، ولأسباب صحية في العائلة توقفت حتى آذار 2025، وشكلت الفرقة الموسيقية من 12 عازفاً، أما عدد المشاركين في الكورال فكان خمسون مغنية ينتمين إلى شرائح اجتماعية متعددة، وازداد العدد ليصل عدد المغنيات إلى 86 وعدد العازفين إلى 19، وكان أول عمل ننجزه أغنية "ما أحلى أن نعيش في خير وسلام" من كلمات الشاعر "زهير الدجيلي" وألحان "حسين قجور" من "العراق"، وقمنا بتصويره عند "قلعة شماميس" في شهر حزيران الماضي، بالتعاون مع برنامج اليوبيل التابع للمجلس الإسلامي الإسماعيلي المحلي، الذي قدم لنا صالة للتدريب ومستلزمات النقل للتصوير، وبتمويلي الشخصي».
وتتابع: «تم إختيار16 مغنية لتسجيل أغنية "ما أحلى نعيش" في استديو الفنان "حسين القطريب"، ونشر الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقى دعم وإعجاب الجمهور، وتجاوز عدد المشاهدات 316 ألف مشاهدة خلال أربعة أيام، ومع زيادة أعداد المتقدمات تم اختبار جميع الأصوات أمام لجنة مختصة، وبلغ المميز منها 36 مغنية، مع الإبقاء على جميع الهاويات كجمهور داعم للكورال، وبلغ العدد 109 سيدة، لذلك أطلقنا على الكورال "مشروع الياسمين"، وانتقلنا للعمل الثاني "أنا بتنفس حرية" للفنانة "جوليا بطرس" والأغنية من كلمات الشاعر "نبيل أبو عمرو"، وألحان "زياد بطرس"، وسجلناه في معهد نور مع الفنان "أمير الحاج حسين" بأدوات بسيطة، وصورنا العمل "فيديو كليب" ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقى تفاعلاً كبيراً».
وعن الأنشطة تقول قائد الأوركيسترا "ميادة جمول": «شاركنا في افتتاح مهرجان "محمد الماغوط" وقدمنا عدة أغانٍ "ما أحلى أن نعيش، أنا بتنفس حرية، كان عنا طاحون، يا نسيني" وختمنا بأغنية فلكلورية من "السلمية" بعنوان "يا ست البلاد"، كما شاركنا مع فرقة موسيقية في مهرجان "تجمع الكلمة الشعري" الذي أقيم في سينما "سلمية"».
طاقة إيجابية
من السيدات المشاركات في الكورال تحدثت "سهام اليازجي"، قائلة: «أحببت الغناء منذ طفولتي، والتحقت بالكورال منذ تأسيسه، ونجحت في اختبار اللجنة وساهمت بأول أنشطته بأغنية "ما أحلى أن نعيش"، وكانت فرحتي كبيرة خاصة أنني متقاعدة ولدي الوقت الكافي لأهتم بموهبتي وأحقق حلمي، علماً أنني أتمرن على الغناء عن طريق اليوتيوب، حيث أتابع الأغنية مع الكلمات وأغنيها مما منح أسرتي طاقة إيجابية فشجعوني، وخاصةً زوجي، وأتابع تدريباتي وسأخضع لدورة في المعهد لأتعلم أكاديمياً وتزيد ثقتي بنفسي».
أما "تهامة مريم" فقالت: «شاركت والدتي بالعمل الأول مع الكورال، وغمرتني السعادة بعد مشاهدتها، وكانت فرصة مشاركتي بالكورال لأتخطى خجلي الشديد والوقوف أمام الجمهور، بعد نجاحي في اختبار اللجنة، ورغم أني متزوجة ولدي ولدان، إلا أنني سأتابع مع الكورال لأنه منحني حياة جديدة كسرت "روتين" الحياة، وحققت ألفة اجتماعية رائعة، وأشجع أولادي للسير قدماً في طريق الفن فهو لغة الحياة».
وقالت "دعد صليبة": «شاهدت الكورال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولمست الروح الجماعية التي ظهرت خلاله، فالتحقت به لأني من عشاق فن الزمن الجميل، وأحب العمل الجماعي، وشاركت معه بأغنية "أنا بتنفس حرية", وسأخضع لدورة تدريبية على آلة الكمان لأن حفيدتي عازفة كمان مما يتيح لي العزف معها, وأتمنى نشر ثقافة الغناء الجماعي في كل المحافظات، وأن نجد دعماً مادياً لفرقتنا».
تدريب وصقل الموهبة
"محمد شرتوح" خريج "كلية الموسيقا" ومدرب في معهد "نور" على آلة "البيانو"، يقول: «كنت في لجنة الاختبار، وسمعت الكثير من الأصوات الجميلة، لكنها تحتاج إلى تدريب وصقل من ناحية طبقة الصوت وضبط الوزن والإيقاع، وأقوم بتدريبهن، كما شاركت بجميع العروض كعازف "بيانو"، وأتمنى أن يصل الكورال إلى المستوى العالمي».
"بدر طالب" عازف "البزق" قال: «منذ أن كنت في السادسة من عمري شغفت بآلة "العود" فتتلمذت على يد الفنان "تيسير قبلان" وعندما بلغت 16 عاماً، التحقت بمعهد "نور" لتدريب الهواة على الآلة، ومهمتي في الفريق التنظيم وضبط الصوت، شاركت مع الكورال كعازف "بزق" وكان للفنانة "ميادة جمول" دور كبير في دفعي للعزف على هذه الآلة بسبب حاجة الفرقة لها».
"مجد الجرف" عازف "الغيتار" يقول: «التحقت بمعهد "نور" منذ عامين لأعلّم الهواة، وأنا عضو في لجنة اختبار الأصوات، وأجمل ما في هذا الاختبار أنه أعاد لكبار السن طفولة قلوبهم، ليصبح العمر مجرد رقم، إلا أنهم يحتاجون للكثير من التدريب، فالغناء يحتاج لمساحة صوت ونفس طويل، وأطمح من خلال هذه الفرقة الوصول لجميع قلوب الناس».