من مشاركة والدته بحفلات الزوايا الهلالية في الإنشاد والذكر والتوشيح الدينية ورث حب الغناء وتعلق به وتعلمه لتكون تلك المرحلة هي البذرة ونقطة الأساس في دخول المسار الفني.

البِدَايَةُ مِن التَّوشِيحِ وَالقَصَائِدِ

وعن ذلك يقول المطرب الشاب "رامز سلطان": «لوالدتي صوت جميل وكانت تدير حفلات الإنشاد والقصائد الدينية في جوامع حي "الجلوم" حيث كانت تدعى بشكل أسبوعي لإقامة الموالد بحضور نساء الحي وفي هذه الفترة كنت طالباً بالمرحلة الابتدائية وأرافق والدتي بحمل "المزهر والدف" وأجلس للاستماع وحفظ ما كان يغنى ويردد من تلك النسوة شيئاً مرتباً وجميلاً يصعب تكراره في الزمن الحالي، وعندما جاءت الفرصة لي لتقليد والدتي وأنا بعمر ١٣ عاماً لتقديم إنشاد في جامع "الكريمية" كنت في منتهى الفرحة والحماس لإثبات ذاتي وتكرر الأمر في كل أسبوع وبات الكل يسأل عن ضرورة حضوري.

وحتى أطور نفسي التحقت وتدربت عن المنشد "محمد فارس" ومع الإنشاد درسني لمدة خمس سنوات القدود والموشحات والقصائد والموال".

1- الفنان الحلبي رامز سلطان

الغِنَاءُ وَالعَزفُ

2- الدكتور الباحث الموسيقي محمد البابا

ويتابع "رامز" حديثه "لمدونة موسيقا" وزيادة في الدراسة المتعمقة أكثر وفي مجال مختلف عن المرحلة السابقة، وبشكل مختلف قمت باتباع دورة تعلم الغناء والعزف على آلة العود لدى عازف الكمان "عبد الباسط بكار" لمدة سنتين.

وبعدها أتيحت لي الفرصة للمشاركة بفرقة شيوخ سلاطين الطرب مع الزملاء "محمد حمامي" و"عبود حلاق" و"علي هباش" وقدمنا سوية عدة حفلات رباعية ناجحة على مسرح نقابة الفنانين جولات متفرقة في محافظات "طرطوس" و"حمص" و"اللاذقية" بقيادة المايسترو "غسان عموري" وفي تلك الفترة وبعد الإنتهاء من الغناء الجماعي وعلى نفس المسرح كان لكل واحد منا فرصة الغناء منفرداً بأغنيتين واختصصت أنا بالغناء من التراث القديم مثل "إن كنت ناسي أفكرك" و"أبداً مش قادر على بعدك" و"عنابي" وأغاني "عبد الوهاب" وتابعت نفس النهج بالغناء التراثي لدى فرقة "محمد وأحمد حداد" وذاع صيتي بهذا المجال الذي أحببته مع الحفاظ على تقديم وصلات طربية حلبية من خلال حفلات وأهمها كان بدار "الأوبر" بمدينة "دمشق" بحفلة لاقت صدى وتفاعلاً إيجابياً في عام ٢٠١٩.

3- الفنان رامز سلطان مكرّماً من قبل محافظ حلب حسين دياب

كُلُّنَا مِن مَدرَسَةِ القُدُودِ وَالمُوَشَّحَاتِ

4- عازف الكمان محمد شريفة

وعن المطربين والغناء بمدينة "حلب" يقول: «لا أبالغ إذا قلت أن أغلب مطربي مدينة "حلب" ينتمون للمدرسة الطربية في القدود والموشحات والدور ويجيدونه بشكل جيد، ولابأس بعد ذلك أن يختار المطرب لنفسه طريقاً آخر، ومن يجيد ويحفظ غناء القدود والموشحات لن يجد بعدها الصعوبة في غناء لون آخر مهما اختلف".

اِستِغلَالُ المَسَاحَاتِ الصَّوتِيَّةِ

وعن ميزات صوته يقول "رامز": «الغناء والصوت الجميل موهبة وعطاء من الله ولكن على المطرب أن يزيد من ثقافته بالدارسة المتواصلة والعلم ومعرفة كيفية استغلال المساحات والعرب الصوتية التي لديه في تقديم الغناء الذي يناسب إمكانياته.

ورغم تعلقي الكبير بحب الراحل الكبير "صباح فخري" وغنائه القدود والموشحات والموال وما كان يقدمه، أحببت الغناء من التراث العربي القديم وأحفظ الكثير منه وأستمع لطريقه غنائه من مصدره ومولع جداً بغنائه من العملاقة الكبار مثل "عبد الحليم" و"فريد" و"كارم محمود" و"هدى سلطان" و"نجاة" و"وردة".

أُمسِيَاتٌ حَلَبِيَّةٌ مُمَيَّزَةٌ

يقول "رامز": صدقاً يعرض علي الكثير من الحفلات للمشاركة فيها لكنني لا أختار إلا المناسب الذي يزيد في رصيدي الفني من دون النظر للعائد المادي وأحرص بشكل دائم على المشاركة بالأمسيات الخاصة التي بدأنا نحياها وفيها يجتمع كبار العازفين والسميعة الأصليون أصحاب الفن والذوق، وتلك الأمسيات هي تجسيد لماض قديم وعريق بالتاريخ الموسيقي والغنائي الذي كان دارجاً بمدينة "حلب" ونحاول إحياؤه من جديد للحفاظ على هذا الإرث الفني الجميل.

الباحث الموسيقي الدكتور "محمد البابا" أشاد وأثنى على ما يقدمه المطرب "رامز سلطان" من غناء جميل مترافقاً بقوة صوته وتوقع له مستقبلاً مشرقاً إن وجد شركات الإنتاج التي ترعى وتتبنى ما يقدمه.

ووصف خطوته بالغناء التراثي بالمناسب واللائق لإمكانياته، مع حفاظه على غناء القدود والموشحات الحلبية.

أما عازف الكمان "محمد شريفة" فقال: "رافقت "رامز" في أكثر من حفلة غنائية كان موفقاً ومميزاً بطريقة غنائه حيث إنه يتمتع بصوت قوي وجميل ويضفي على المقاطع شيئاً من موهبته وذاته ولازال أمامه الطريق الطويل ويمكن له الصعود والشهرة أكثر إن لاقى الدعم والمساندة.

بقي أن نذكر أن للمطرب "رامز" هو من مواليد ١٩٨٣ من حي "باب النيرب" وله عدة مشاركات غنائية على قناة "دراما" السورية والتلفزيون السوري والغناء أمام قلعة "حلب" ومسرح نقابة الفنانين.