تعيد مدونة الموسيقا، وفي إطار محاولتها لحفظ الذاكرة الموسيقية السورية، ولملمة المبعثر والمتناثر منها، إحياء ونشر العديد من المواد المنشورة منذ أعوام على مدونة وطن eSyria مدعمة بفيديوهات صورها فريق عمل المدونة آنذاك، ولم تنشر لأسباب فنية.
تأسست فرقة "آرادوس" في العام "1992" على يد مدربها الحالي "ثابت عمران" من مجموعة شبان وشابات لا يتجاوز عددهم العشرين راقصاً وراقصةً تلتقي توجهاتهم في إحياء التراث الشعبي لمحافظتهم وتقديم الموروث الشعبي لمنطقتهم معتمدين على تعليمات مدربهم الذي كان راقصاً وموسيقياً قبل أن يخضع لدورة في التدريب ويتحول إلى مدرب للفنون الشعبية.
وللحديث أكثر عن فرقة "آرادوس" التقى موقع eSyria مدربها "ثابت عمران" وسأله عن الفرقة وتوجهاتها حيث قال: «أسست الفرقة في بداية التسعينيات وقدمت مجموعة من العروض التي لاقت اهتمام وزارة الثقافة حيث قررت ضمها إلى مديرية ثقافة "طرطوس" في العام "2007" ومنحتها الدعم المطلوب لكونها فرقة تجمع بين عناصر الخبرة والشباب فأعمار أعضائها بين "السابعة عشرة والثالثة والثلاثين" وهم في ذروة عطائهم وقادرون على الاستمرار لفترة طويلة في العطاء لإيصال تراث "طرطوس" الغني بالبيئة البحرية والطبيعة الجبلية، الفرقة تقدم مواضيع متنوعةً عن حياة البحر من خلال موسيقا مرتبطة بروح البحر وحركات تعبيرية خاصة من وحي الحياة والأجواء البحرية، كما لدينا أوبريت عن البحر».
نقدم البيئة البحرية بالتوازي مع تراث الجبل الذي ينضح بالدبكات والأغاني الشعبية المتوارثة وفي مقدمة دبكات الجبل "الشبة" والتي تقوم على عدة حركات جماعية موحدة فيها شيءٌ من القفز والوثب لذلك سميت "الشبة"، وهناك دبكة أخرى تسمى "النخة" وهي تتألف من مجموعة حركات يقوم بها الدبيكة ومن خلالها تتم عملية "النخ" ومن هنا جاءت تسميتها، أما دبكة "الميلة" فهي جماعية وتعتمد على اثنتي عشرةَ عدةً بعدها يقوم الدابكون بالميلان باتجاه معين
ويضيف "عمران": «نقدم البيئة البحرية بالتوازي مع تراث الجبل الذي ينضح بالدبكات والأغاني الشعبية المتوارثة وفي مقدمة دبكات الجبل "الشبة" والتي تقوم على عدة حركات جماعية موحدة فيها شيءٌ من القفز والوثب لذلك سميت "الشبة"، وهناك دبكة أخرى تسمى "النخة" وهي تتألف من مجموعة حركات يقوم بها الدبيكة ومن خلالها تتم عملية "النخ" ومن هنا جاءت تسميتها، أما دبكة "الميلة" فهي جماعية وتعتمد على اثنتي عشرةَ عدةً بعدها يقوم الدابكون بالميلان باتجاه معين».
أما الأغاني التي تدبك على أنغامها الفرقة فهي متنوعة وتحمل الكثير من القصص القديمة بحسب ما حدثنا به السيد "عمران" حيث قال: «هناك عدة أغانٍ ندبك على أنغامها ومنها أغنية "مريم" وهي أغنية ذات حكاية جميلة توارثها الأجداد والقصة تقول "كان هناك صبية اسمها مريم وهي من قرية "القدموس" التابعة لمحافظة "طرطوس" وكانت "مريم" جميلة جداً وفي أحد الأيام خرجت لتقطع الحطب كانت البلاد وقتها ترزح تحت سيطرة الحكم العثماني فحاول جنود الاحتلال الاعتداء عليها لكنها تمنعت وأرادت أن تحافظ على جمالها وعذريتها فقتلها الجنود، ما دفع والدها لكي يغني لها أغنية اسمها "مريم مريمتي" وهي تقول في مقطع منها "مريم يادلي والشعر متدلي عسكر عصملي أخذوا مريما".
ومن الأغاني أيضاً أغنية "الجفلة" وهي أيضاً تحكي قصة تقول: "أنه كانت هناك فتاة ذهبت لتقطع الحطب أثناء فترة الاحتلال فاعتدى عليها الجنود ومزقوا ثيابها وعندما عادت إلى المنزل سألها والدها ما بك؟ لماذا ثيابك هكذا؟ فقالت له "عرقانة وتا شم الهوا" ثم ذهبت إلى أمها وروت لها ما حدث وانتشرت الحكاية في المنطقة وغنوا لها أغنية تقول "شفتك يا جفلة عالبيدر طالعة عيونك يابيي الشمس الساطعة وسألت يا بيي ليش مفرعة قالت عرقانة وتاشم الهوا"».
تجدر الإشارة إلى أن الزي الذي ترتديه الفرقة يقسم إلى رجالي وهو مؤلف من: "السروال، القميص، الكفية أو المحرمة، العقال، الجزمة" والزي النسائي: "فستان شعبي طويل، منديل حرير"، إضافةً إلى الألبسة التي ترتبط بروح البحر وهي لونان "الأزرق، والأبيض".
بقي أن نذكر بأن فرقة "آرادوس" شاركت في مهرجانات "بصرى، سوار الشام، مشتى الحلو، إدلب الخضراء للفنون الشعبية" في سورية، وشاركت خارجها في مهرجان القدرة والتحمل "دبي" ومهرجان الشباب العربي "السودان".