يمتلك العازف "محمد علي" القدرة والموهبة العالية التي تجعل منه فناناً وموهوباً بامتلاكه القدرة على الشعور بكل نغمة موسيقية يعزفها، ليطلقها إلى العنان بأداء وأسلوب احترافي من خلال تقديم موسيقاه المتنوعة بين العزف الشرقي والغربي.

تَحقِيقُ حُلُمِي كَانَ صُدفَةً

بدأت قصة العزف لدي عن طريق الصدفة، وفي الحقيقة كنت في السابق أعيش الأجواء الساحرة للموسيقا عموماً وعالم الألحان، ولكني لا أعلم شيئاً عن هذه العالم، يقول العازف "محمد علي" لموقع "مدونة الموسيقا"، ويشير أنه عندما كان بعمر صغير تفاجأ حين أخذه والده في نزهة صيفية لم تخطر أبداً في باله ويتابع: «اصطحبني والدي إحدى المرات إلى إحدى المدارس الخاصة في القرية، وعندما وصلنا إليها كان ما يميزها ذلك البهو الكبير العاتم، حيث تناثرت على أطرافه عدة قاعات وكان هناك صوت يصدر من إحداها، كنت مذهولاً بعض الشيء عن سبب هذه الرحلة القصيرة بصحبة أبي قبل أن نصل للمدرسة، وعندما وصلنا دق أبي على الباب، وإذ بشخص كان باستقبالنا، صاحب صوت رخيم ويحمل آلة كمان بيده، وهو العازف القدير "فواز العلي" الذي استفدت من خلال ثقافته واطلاعه الكبير على النوتات الغربية وتعلم القطع الموسيقية الصعبة، بالسابق كنت أرى تلك الآلة أحياناً على شاشة التلفزيون وتصدر ألحاناً جميلة، وكان يوجد بتلك القاعة عدد من الطلاب الصغار الجالسين على المقاعد معهم ذات الآلة، أذكر أن المعلم "فواز" تفحص سمعي ولمّح للوالد أني أمتلك أذناً موسيقية، ومن باب تشجيعي لتعلم الموسيقا كنت أعتقد عندما أهداني والدي ذاك الصندوق الخشبي الموجود بداخله الكمان لأعزف عليه برفقة الطلاب فيما بعد، هي مجرد لعبة بتصوري وتصدر ألحاناً وله رائحة الخشب لكن مع الزمن تعلمت أن الكمان له أجنحة صغيرة كبرت مع الزمن، ومعها كبرت أحلامي وموهبتي وأصبحت قادراً من خلالها على التحليق في عوالم كنت أجهلها، لكن أحبها جداً».

العُودُ لَهُ مَكَانَةٌ خَاصَّةٌ

يبقى الكمان عندي شقيق الروح ورفيق دربي وسفينة نجاتي، يقول العازف "محمد" ويتابع: «عبر العزف كنت أحمي نفسي من كل التحديات الصعبة والتأثيرات غير المتوقعة والتي واجهناها في آخر عشر سنوات من الحياة، ما دفعني لأن أتجه إلى تعلم العزف على سيد الآلات الشرقية هو العود بعد أن تجاوزت عمر 17 سنة، تعمق عندي اكتشاف العود وتحقق ذلك بمساعدة صديقي "أيهم علي" الذي كان له الفضل الكبير في التعرف والعزف على آله العود، فأغلب الناس تعرف أهمية العود بالنسبة للموسيقا الشرقية، ولأني تمسكت به تلقائياً، قررت منذ فترة قصيرة تخصيص وقت لتنمية موهبتي بواسطة العود وأتمنى أن أصل لمكانة مميزة مع هذه الآلة العظيمة، والذي يساعدني على تعلم أكثر من آلة هو محبتي للموسيقا وللمقامات الموسيقية إلى أن أصبح لدي فكرة كافية عنها.

1- عازف الكمان الشاب محمد علي

عَودَةٌ بَعدَ انقِطَاعٍ لِسَنَوَاتٍ

2- العازف محمد علي في دار المواهب لتعليم الموسيقا للأطفال

منذ سنوات أعلّم طلاباً العزف والموسيقا بطريقة سهلة وبسيطة يألفوها ويحبوها، يضيف العازف "محمد علي" ويتابع: «أتطلع من خلال التعليم لتحقيق فارق ونقلة نوعية في مجال عزف الموسيقا للطلاب الصغار، وبالفعل عدت إلى مجال تنمية حس الموسيقا للأطفال في مدينة "جبلة" وبهدف تأسيس نواة فرقة موسيقية أعمل على تشكيلها بإشرافي وإشراف العازف "أيهم" وتدريب الأطفال وذلك بعد سنوات من الانقطاع بسبب سفري إلى "لبنان" والتي فتحت لي أبواباً جديدة للعمل والحياة، بحيث اندمجت مع المجتمع هناك بطريقة أجمل عندما تعرفت على ثقافات وجنسيات أخرى وعبر تكوين صداقات جميلة من لبنان ومن كل المحافظات السورية والتي أضافت لخبرتي في عزفي على الكمان ولرصيدي الثقافي والموسيقي الكثير».

الإِحسَاسُ تِجَاهُ النَّغمَةِ

محمد هو أخ وصديق قبل كل شيء لذلك لا أراه كفنان وحسب بل شخص مفعم بالقيم الإنسانية، يقول العازف "أيهم علي" ويضيف بقوله: «يمتلك "محمد" إحساساً جميلاً، حيث يتفاعل مع النغمة بكل شفافية وصدق، وهي القيمة الحقيقية للموسيقا، فلغة الشعور والوجدان لغه تنقل الأحاسيس مهما كانت الجملة الموسيقية بسيطة، ومن المهم أن تكون حاملة لهذا المكون، ويبقى التكنيك أداة لإظهار النغمة بأحلى وأبهى صورة لها، ولكن عندما يطغى التكنيك على القيمة الأساسية للموسيقا، يصبح العزف إبهاراً بصرياً يلامس العيون قبل القلوب، والعازف محمد يتمتع بهذه القيمة أو الإحساس الصادق تجاه النغمة الموسيقية، الذي يقول عنه الكاتب "جبران خليل جبران" (إذا نظرت إلى وجه سامع حساس فرأيته ينقبض تارة وينبسط تارة ويتغير ويتقلب مع تقلبات النغم، استدللت على خلقه بخلقه واستحكيت باطنه بظاهره)».

3- العازف محمد علي في إحدى مشاركاته الموسيقية