على وقع أغانٍ من روزنامة الزمن الجميل، وسحر وترٍ من كمان شرقيّ رصين، انطلقت فعاليات اليوم الأول من الاحتفال الذي أقامته محافظة "حلب" و"مديرية الثقافة" فيها بمناسبة "يوم الموسيقا العالمي".

الموسيقا الشرقية

شهدت فعاليات اليوم الأول ندوة حوارية بعنوان "الموسيقا الشرقية أبعاد وأثر"، حملت في جعبتِها شواهدَ موسيقيّة مُمتعة على آلة "الكمان"، قدّمها المايسترو "عبد الحليم حريري" ضمن إيوان دار "رجب باشا " في منطقة السبع بحرات بـ "حلب" .

بدأت الندوة بحديث موجز عن عناصر تكوين الموسيقا الثلاث "الصوت، المسافة، الزمن"، كما استعرض المحاضِر الفرق بين تسلسل الأبعاد في تكوين هوية المقام الموسيقي، موضحاً ذلك بعزف مقطوعات شرقية من كافة المقامات الأساسية مع شرح مبسط للأثر النفسي الذي يتركه كل مقام في أذهان المستمعين، في الفرح والحزن والحالات الوجدانية المختلفة، وظهراً أبعاد مقام "السيكا"، والفرق بين "السيكا" السوري والتركي والمصري في التكوين والغوما.

المايسترو عبد الحليم حريري

قدّم بعد ذلك "حريري" أغانٍ محببة للحاضرين مثل "أنا بانتظارك" من مقام "الحجاز"، و"أنت عمري" من مقام "الكرد"، و"ألف ليلة وليلة" من مقام "النهوند"، إضافة إلى باقة من النماذج الموسيقية والقدود الحلبية التي أطربت الآذان والأرواح، وجعلتها تنتشي في فناء جميل يعيد للأذهان السهرات الحلبية في الدار العربي القديم.

الذائقة السمعية

أوضح مدير الثقافة في حلب "أحمد العبسي"، أن اختيار دار "رجب باشا" مكاناً لتلك الفعاليات، يحمل قيمةً تراثية وأثرية رغم أنها متضررة جزئياً و تحتاج إلى ترميم، وأضاف أن سواعد المحبين لحلب و المتطوعين الشباب استطاعوا أن يضيفوا لمسات بسيطة على تلك الدار لتكون جاهزة لاستقبال كل من اشتاق لها ولرائحة حلب القديمة الموغلة في جذور التاريخ .

المايسترو عبد الحليم حريري

أما نقيب الفنانين في حلب المايسترو "عبد الحليم حريري" فأكد في تصريح خاص لـ "مدونة الموسيقا" أهمية دور المجتمع في صناعة الذائقة السمعية للجيل الجديد، وذلك عبر توجيه الأهل لأبنائهم الصغار بسماع الموسيقا الملتزمة سواء الحديث منها أو القديم، لأن الذوق الموسيقي العام يُبنى لدى الأطفال بحسب ما يتم عرضه في المنزل أو المدرسة أو الطريق، وأضاف "حريري" أن الموسيقا تعتبر من أحد عوامل بناء السلوك النفسي السليم، فيما إن تم اختيار نموذج راقٍ من الكلمات الهادفة التي تحض على الخير والإنسانية وبر الوالدين.

واختتم حديثه موضحاً أن معيار التميز بين الصوت السليم والصوت النشاز موجود فطرياً لدى البشر لكن درجاته تختلف بحسب ما تبنى عليه الذائقة السمعية من عظمة لحنية في الصغر .

أرشيف من الذاكرة

ساحة موسيقية عريقة

ضمت الفعالية عبر ثلاثة أيام، جلسات رسم مستوحاة من عالم الموسيقا، وزاوية لتجريب الآلات الموسيقية، تتيح للزوار اكتشاف مواهبهم، وعرض فيلم سينمائي من إنتاج مشروع "باي ديفولت"، يسلط الضوء على تاريخ الساحة الموسيقية العريقة بحلب، إضافةً لمحاضرات منوعة وأمسيات موسيقية تضم الفنانين الموسيقيين :

"راقي فقس، رونا نوفل، جوني كلور، فادي قرور، صالح غزال، لونا بطل، هاني العمري، هراك فرمانيان، أرتور شوهميليان، جوني حديديان، ماريا شوغ بامبوكيان، نورس جسري، جوليا مرديني".