يتميز المطرب "محمد فؤاد" بصوت قوي وجميل، مكّنه من غناء الكثير من "الأدوار والقدود والموشحات" بسلاسة وانسياب, صقل مسيرته الفنية بالدراسة الموسيقية وتعلم أصول الغناء والصولفيج والنوتة. بدأ مسيرته مبكراً في مدينته "حلب" وأقام فيها عدة حفلات، وسافر برحلات عمل طربية إلى الكثير من البلدان، استقر في "تركيا" مدة عشر سنوات، وعاد مؤخراً لوطنه بروح جديدة لمواصلة مشواره ورسالته الفنية.
حديث الذكريات
تحدث المطرب "محمد فؤاد" لـ "مدونة الموسيقا" عن حياته الفنية قائلاً: «تعلقت بحب الغناء من خلال صوت والدي الذي كان يجيد الغناء والمواويل الحلبية، وكثيراً ما كان يغني " ليمونة عا الليمونة شمة والله" و"يا رابط الأبيض على التفاحي" و"فوق النخل" وموال "قل المليحة"، وكنت أردد كل تلك الأغنيات خلسة وأتمرن عليها، وأذكر أنني غنيت أول مرة في مهرجان أقيم بساحة سعد الله الجابري بـ "حلب". وعندما أكتشف والدي موهبتي سجلني في معهد "حلب للموسيقا" عام ١٩٩٠ ودرست فيه لمدة سنتين أصول الغناء والصولفيج والنوتة على يد عدد من المدرسين، منهم "ماهر نعناعة ومحمد قصاص"، وبعد تخرجي من المعهد بدأت الدعوات توجه إلي للمشاركة في الحفلات الحلبية، وكنت أغني "الدور والقدود والموشح والطقطوقة"».
شيوخ سلاطين الطرب
ويؤكد أن أول حضور فني حقيقي له كان من خلال تشكيل فرقة "شيوخ سلاطين الطرب" مع الزملاء المطربين "عبود حلاق وعامر عجمي وأحمد خياطة وفؤاد ماهر وأحمد خيري" كان ذلك في عام ٢٠٠٣.
عن هذه المرحلة يقول: «شاركنا كرباعي في الكثير من الحفلات والمهرجانات المحلية والعربية والدولية، أذكر منها "مهرجان "حلب" عاصمة الثقافة الإسلامية، ومهرجان "الصوفي" في مصر ومهرجاني "قرطاج، جرش"، إضافة إلى حفلات في "الجزائر ودبي وقطر وفنزويلا ولبنان"، وحاولنا ترك بصمة جيدة عن الفن السوري والحلبي في تلك الأماكن، وحرصنا بشكل خاص على غناء "القدود والموشحات والدور والمواويل", وعهد الإشراف الموسيقي للفرقة إلى المايسترو "غسان عموري" الذي تعب معنا كثيراً في البحث وإقامة البروفات الطويلة بالتعاون مع المشرف العام الفنان "بشير بيج". واستمرت فرقة السلاطين بنشاطها حتى مطلع عام ٢٠١٤. لكنها توقفت مع بدء الأزمة السورية».
رسالة إنسانية سامية
نتيجة ظروف الحرب قرر المطرب "محمد فؤاد" السفر إلى "تركيا"، ورغم قسوة ومرارة الغربة تابع نشاطه الغنائي فيها، ويشير إلى أنه شكّل هناك فرقة "الفؤاد" الغنائية لمتابعة مشواره الفني والغناء للجالية السورية والعربية، في سعيه إلى تقديم صورة طيبة عن أصالة الفن السوري بشكل عام والحلبي بشكل خاص، واستمرت الفرقة حتى مطلع عام ٢٠٢٤، وفي بداية عام ٢٠٢٥ بعد التحرير حزم حقائبه عائداً إلى أرض الوطن.
حول آلية تعاطيه وفهمه لفن الغناء، يقول: «يعتبر فن الغناء من أرقى الفنون، فهو يحمل رسالة إنسانية سامية. وعلى المطرب ألا ينفصل عن بيئته وأهله وتراث بلده ومدينته، خاصة عندما يكون من "حلب" معقل الفن السوري، رمز الغناء العربي والتي خرّجت كبار المطربين العرب " عمر البطش، صباح فخري، أديب الدايخ، نديم الدرويش، حسن الحفار، سمير حلمي، ميادة الحناوي، محمد خيري" وغيرهم الكثير».
يبحث "محمد" بشكل دائم عن الموشحات الجديدة التي لم تُغن أو تُذاع من قبل، ومما قدمه الدور العتاب التونسي" والموال البغدادي، إضافة إلى العديد من الموشحات الأندلسية، مثل موشح "يا غزال الرمل عذوبني" وموشح "يا زائري بالضحى".
أهل الكار
نقيب الفنانين في حلب المايسترو "عبد الحليم حريري" تحدث عن المطرب "محمد فؤاد"، قائلاً: «يملك صوتاً جميلاً وقوياً ونفساً طويلاً بالغناء، ولديه إحساس فني مميز، يحفظ الكثير من "القدود والموشحات والأغاني الحلبية والسورية" بشكل مُتقن. تعاونه وانسجامه مع الفرق الموسيقية جيد، وله العديد من محبيه".
أما مدرس مادة "العود" العازف "ماهر نعناعة" فقال: «قمت بتدريس المطرب محمد فؤاد ضمن "معهد حلب للموسيقا"، وفي اسطنبول كثيراً ما التقينا في حفلات غنائية، هو مطرب مميز بجمال وقوة صوته، وقد ازدادت شعبيته في تركيا من خلال حفلاته التي أقامها».
والملحن "عمار حمدية" قال: «"محمد فؤاد" من المطربين المخضرمين وأصحاب الصوت القوي والجميل على الساحة المحلية، له حضوره وجمهوره الفني الذي يتابعه. لكن نصيحتي له أن يسعى لخلق شخصية فنية خاصة به بعيداً عن الغناء المحفوظ والمُكرر، وهو قادر على ذلك ولديه الإمكانيات الفنية التي تساعده أكثر. وأتمنى له النجاح والتوفيق في مسيرته».