أتقنت العازفة السورية "بيرولين ثاني" العزف على آلة الكمان بأنامل رشيقة صغيرة، حيث اعتلت أهم المسارح العالمية بإصرار ومتابعة غير مسبوقة لتقديم معزوفات متنوعة، جعلها تسبق الكبار في أن تكون موسيقية عالمية وطالبة جامعية في أهم جامعات "فيينا" للموسيقا.

تعلم الموسيقا في فيينا

عندما انتقلتُ من مدينة رأس العين في "الحسكة" منذ سنوات إلى "النمسا" مع عائلتي، كنت أتدرب أنا وإخوتي "مسعد وسميذرا ثاني" على آلاتنا الموسيقية، وكنت أقضي أغلبية الوقت معهم في العزف والتمرين، حينها كنت في سن الرابعة تقريباً -تقول العازفة على آلة الكمان "بيرولين ثاني" لـ"مدونة الموسيقا"- وتضيف: «رغم عمري الصغير كنت أراقب بحماس طريقة العزف وأسألهم عن المقطوعات الموسيقية واستمتع جداً في السماع إليها وكنت أحاول مراراً العزف على آلة الكمان، رحلتي الموسيقية بدأت بعد ثلاثة أشهر من وجودنا في النمسا، حيث تعرفنا على أصدقاء جدد ضمن مدرسة موسيقية، وهي من أهم المدارس في العاصمة النمساوية "فيينا" التي التحقتُ بها وساعدت على تنمية موهبتي ومن أول أسبوع لي فيها، وحرصت الأستاذة الموسيقية على مواصلة التدريب وتنمية مهارتي الموسيقية، وبعد أن أصبحت طالبة في المدرسة واصلت عائلتي اهتمامها بموهبتي وخصوصاً في فترة الصيف عبر اتباعي لعدة كورسات موسيقية في "بلجيكا، أيطاليا وألمانيا" وغيرها من الدول الأوروبية، وذلك بإشراف عدد من المتخصصين والخبراء الذين ساهموا في إغناء شغفي الموسيقي..

وفي سن الـ9 سنوات بدأت بعزف "صولو" بمفردي ونجحت بقيادة أوركسترا بمشاركة من 65 موسيقياً من كل دول العالم قدمنا فيها أغنية لفيروز "تك تك تك يا أم سليمان" كما واكبت تعلم الموسيقا بمدارس فيينا والمشاركة بالكورسات الموسيقية حتى أصبح عمري 11 سنة".

1- بيرولين ثاني

شغف موسيقي وتحضيرات مستقبلية

2- بيرولين مع إخوتها مسعد وسميذرا ثاني

تابعت في مجال خوض المسابقات بمجال العزف في أوروبا وحزت على المراكز الأولى ضمن هذه المسابقات بنسبة 90%.... تفيدنا العازفة "بيرولين" وتتابع قائلة: «نلت المركز الأول في مسابقة النوتة الذهبية من خلال عزفي لأهم النوتات الموسيقية العالمية على مسرح "ميوزيك فراين" في فيينا، وبعد انتهاء الحفل التقيت مع بروفيسورة في قسم المتميزين في جامعة "فيينا" والتي كانت من بين الحاضرين للأمسية، وتناقشنا بعد الحفل حول ضرورة تطوير المهارات الموسيقية الجيدة على الكمان بشكل أوسع عبر التحاقي بالجامعة، وهي بمثابة حلم لأي موسيقي متميز أن يدرس في جامعة "فيينا" للموسيقا، وبعد العرض التي قدمته المديرة راسلت الجامعة وحددت لي اختبار للتدرب على عدة مقطوعات موسيقية، وعند الامتحان كنت أصغر طالبة بوجود حوالي 30 طالباً وطالبة أعمارهم فوق 18 سنة، بحضور لجنة قبول مؤلفة من 12 برفيسوراً وخبيراً بالموسيقا من عدة جنسيات، حينها اجتزت الامتحان بكل جدارة وبنسبة كاملة، وكانت سعادتي كبيرة لا يمكن نسيانها حين قبولي من الإدارة لأكون من بين الطلاب الجدد في الجامعة بعد رحلة من العشق والشغف الموسيقي الذي لا ينتهي.

وبالوقت الحالي أعمل على التحضير لإحياء حفل موسيقي أوركسترالي خلال هذا العام وعلى مدى ثلاثة أيام على التوالي وسأكون من ضمن عازفي الصف الأول، وذلك في دار الأوبرا بـ"فيينا".

3- في إحدى حفلاتها المتنوعة والمتعددة على مسارح أوروبا

مستوى عالمي

أجمع كبار الخبراء والمتخصصين الموسيقيين العالمين على تميز وفرادة موهبة "بيرولين" -يقول والدها "جورج ثاني"- ويتابع: «أهم ما لفت نظري في بدايات ابنتي الموسيقية أن مقاسات يدها نادرة وعالمية بحسب ما قالته لي أستاذتها في مدرسة فيينا، عدا عن تعلقها وعشقها للموسيقا كان بمثابة دافع إضافي لها ولنا كعائلة موسيقية لتكون متميزة على المستوى الدولي، بالإضافة إلى متابعتي لتدريباتها المستمرة حتى الآن في المنزل، عدا عن أن "بيرولين" تتمتع بثقة كبيرة وشخصية قوية على المسرح.. وبالنسبة لأدائها فهو لا يختلف وبمستوى واحد سواء من خلال التدريبات أو أثناء عزفها في أي حفل، وبرأيي تشجيع الأهل ومواكبة اهتمام أبنائهم والعمل على تحقيق طموحاتهم أمر مهم وتوجيههم بالشكل الأمثل هو بوابة لعبورهم نحو مستقبل أفضل، وهي تأمل في قادم الأيام أن يكون هناك فرصة لتزور فيها "سورية" وتقدم أروع ما لديها من معزوفات الحب والسلام لأبناء بلدها».