تحيي عازفة الكمان "جلنار جرجس" حفلاتها الموسيقية من خلال مثابرتها على تقديم أجمل المعزوفات بأسلوب خاص ومتميز، حيث أوجدت مكانة خاصة في حياتها لآلة الكمان بجانب دراستها لمجال الهندسة المدنية، وتعمل بكل جد وإصرار لترك بصمة موسيقية متفردة وجذابة داخل سورية وخارجها.
البدايات والمشاركات الموسيقية
بدايات تعلمها على آلة الكمان منذ مراحل الطفولة المبكرة وكانت في منزلها عن طريق اتباع الدروس الخصوصية وبتشجيع كبير من العائلة ما دفعها بعد ذلك لترسيخ مجال الموسيقا عندها من خلال عدة مشاركات محلية وخارجية، هكذا تقول عازفة الكمان "جلنار جرجس" لموقع "مدونة الموسيقا" وتضيف: «سلكت درب الموسيقا أولاً من خلال مشاركتي بمسابقة رواد الطلائع على مستوى القطر فئة العزف على الكمان، كان عمري حينها 12، في ذات الفترة كنت من بين العازفين السوريين نالوا بعثة موسيقية إلى "الأردن" للمشاركة بمؤتمر الأطفال العرب، وبالفعل سافرت إليها وكنت مسرورة جداً لأنها ذكرى مهمة عززت بداخلي حبي للموسيقا وأهمية الفن في الحياة، التقيت مع الملكة "نور الحسين" التي سلمتنا الجوائز وكنت أصغر عازفة في المؤتمر من "سورية"، وخلال الزيارة قمنا بجولات أثرية بالمنطقة ومنها آثار "البتراء" الأردنية وخلال وجودي هناك كنا نتمرن أنا والزملاء المشاركين بشكل يومي على معزوفات، وفي ختام المؤتمر تم تكريمي مع مجموعة من العازفين، وفي فترة الجامعة حين دراستي في كلية الهندسة المدنية بدأت المشاركة مع فرق موسيقية كبيرة لديها خبرة واسعة طورت فيها موهبتي على آلة الكمان والوقوف على خشبة المسرح بكل ثقة وبحب أكبر، وتعلمت في جودي ضمن الفرق معنى الالتزام والعمل الموسيقي الجماعي الجاد، ومن هنا كانت انطلاقتي القوية في عالم العزف وساعدني العزف أمام الجمهور في تبلور موهبتي، ورغم اختيار عائلتي أن أعزف الكمان تحديداً منذ الصغر، إلا أنني تعلقت بها جداً ومكانتها كبيرة عندي لأنها جزء من حياتي، لم أترك الكمان يوماً حتى بعد تخرجي من الكلية، ولم أتفرغ بشكل تام لموضوع الهندسة، فما تزال الكمان تحتل مساحة واسعة من حياتي لأنها رفيق دربي في كل مراحل عمري منذ طفولتي وحتى اليوم».
50 حفلاً موسيقياً خلال فترة قصيرة
اشتركت في فرق موسيقية صغيرة عندما كنت بمدينة حمص، وعملت مع أربع أو خمس فرق ثم انتقلت بعدها إلى العزف الإفرادي من خلال إحياء مناسبات متعددة بمدينتي "حمص واللاذقية" تقول العازفة "جلنار" مضيفة: «بقيت حوالي 3 سنوات في هذا تقديم الحفلات الموسيقية، ثم توجهت إلى "دمشق" وباشرت العمل الهندسي إلى حد ما، وتقديم بعض الحفلات الموسيقية في العاصمة عندما تتيح لي الفرصة، كما عزفت الموسيقا على آلتي الكمان في أماكن مهمة بـ"دمشق"، لأسافر بعدها السفر خارج البلاد نحو "أربيل" في "العراق" عبر دعوة مخصصة لي من وكالة "غرافيتي" السورية التي تهتم بالمناسبات الضخمة وتم اختياري من سورية لإحياء أمسية موسيقية ضخمة من الشركة في أربيل وبعض الحفلات في سورية، وكانت الأمسية عرضاً مميزاً وجميلاً كما عزفت في منطقة السليمانية بمناسبة الكريسمس برعاية الشركة نفسها، وفي "أربيل" قدمت فيها حوالي 50 حفلاً موسيقياً منها في القصر الرئاسي بالمدينة وأحييت حفلات في عدة شركات في مجال الأعمال من خلال تقديم معزوفات موسيقية لعدة افتتاحات لأماكن سياحية كمنتجعات ومطاعم هامة بالمنطقة.
مشاريع مقبلة
بالنسبة للمشاريع أحاول تقديم عمل جديد سأطرحه أولاً على مواقع التواصل الاجتماعي وسجلت منه أغنية "يا ريت فاهمني" للفنانة "أنغام" بقي فقط تصوير الفيديو كليب، ومن المشاركات الجميلة كانت تصوير أغنية "أصيل هميم" في برنامج "على نياتكم ترزقون" على قناة الشرقية بالعراق حيث كانت محطة من المحطات المهمة بحياتي، وهناك خطة للسفر خارج العراق ولتطوير العمل الموسيقي والعزف الخاص بي ليس فقط من خلال استقبال الجمهور، بل من خلال خلق أجواء تفاعلية بيني وبين الناس مباشرة وذلك من خلال تقديم مقطوعات موسيقية خاصة بي وبرفقة فرقة موسيقية من اختياري من خلال احتفال موسيقي متكامل.
الموهبة بالفطرة
أعرف جلنار منذ حوالي ثماني سنوات يقول عازف ومدرس آلة التشيللو "محمد اسماعيل" خريج كلية التربية الموسيقية جامعة "البعث" ويتابع قائلاً: «العازفة جلنار شخص موسيقي بالفطرة وهذا الموضوع لوحده يساعدها على بلوغ النجومية والتميز، لأن الموسيقيين بالفطرة عددهم قليل جداً و"جلنار" شغفها بالموسيقا جداً كبير، ولا أتوقع أي شخص قادر أن يمحي ذلك الشغف، والذي يميز جلنار غير فطرتها هو نظافة النوتات ودقة الاحساس الشرقي الصرف الذي تحاول أن تتقنه مع الأيام وخاصة في اصدار المعزوفات من آلتها "الكمان" التي تحتاج بجانب الموهبة إلى التمرين المكثف والمهارة والاتقان والإقناع، ومن جانب آخر كان لي مشاركات معها ومساهمات موسيقية في أكثر من حفل أهمها تكريم المايسترو" طاهر مامللي" في محافظة اللاذقية بحضور قامات فنية من محافظتي اللاذقية وحمص».
